[الماحي]

اكبر سوق تمور في العالم يعاني من الفوضى

"اليورانيوم" يهدد السكان.. وشح المياه يدمر الزراعة

كل شيء في القصيم يذكرك بسنوات الطفرة.. فاينما يممت وجهك في شوارع وميادين واحياء محافظات ومدن القصيم.. فستقابلك ارتال الآليات.. وجحافل العمال.. والحفريات التي يكاد لايخلو منها اي شارع.. حيث تتوسع مشاريع البنى التحتية ويجري تحديثها لتستوعب النمو السكاني المتزايد.. والتوسع العمراني الكبير.. والتطور الحضاري الشامل الذي تشهده مختلف محافظات ومدن القصيم.. فبفضل الدعم السخي والمتواصل الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة.. يجري العمل بوتيرة سريعة ومتواصلة في العديد من مشاريع الصرف الصحي.. والمياه وشبكة الطرق والجسور.. والشبكة الكهربائية.. وهو ما احال محافظات ومدن القصيم الى مايشبه ورشة عمل كبيرة تضج بالحركة النشطة والمنتجة.. وهو الامر الذي يجسد بشكل حقيقي ومعبر حرص الحكومة على استكمال البُنى التحتية في مختلف مناطق المملكة..لينعم المواطن بالخدمات الاساسية.
وصلت الى مدينة بريدة عاصمة القصيم عن طريق البر من مدخلها الشمالي.. في ظهيرة احد الايام الماطرة.. مستهلا هذه الجولة التي ستقودني الى عدد من المحافظات والمدن والقرى الاخرى.. لنسلط الاضواء على بعض ماهو مستور وبعض ماهو غيرمستور
الزراعة والماء
عرفت القصيم بوصفها واحدة من أهم المناطق الزراعية بالمملكة.. واشتهرت تحديداً بانتاج انواع جيدة من التمور مثل (البرحي والسكري والخلاص والرشودية.. الخ) وعندما اتجهت حكومتنا الى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب وخاصة القمح أصبحت القصيم أحدى أكبر منتجي القمح في المملكة وانشأت بها صوامع للغلال ومطاحن للدقيق.. ولكن حركة التنمية الزراعية بالقصيم شهدت انكماشاً حالها حال المناطق الزراعية الأخرى بسبب شح المياه.. وهذا يعود بالدرجة الأولى الى جيولوجية المنطقة التي تقع في الأجزاء الشرقية من الدرع العربي.. حيث تنقسم المنطقة إلى جزءين: الجزء الأول (الغربي) ويقع في نطاق المنطقة الصخرية من الدرع العربي أما الجزء الثاني (الشرقي) فيقع في نطاق المناطق الرسوبية حيث تتركز أهم المدن والقرى الزراعية.
وأدى استنزاف المياه طيلة السنوات الماضية الى انخفاض منسوبها.. بل وجفاف الآبار في عدد كبير من مدن وقرى القصيم.. وبالتالي موت الكثير من المزارع. واذا كانت زراعة الحبوب شهدت تراجعاً كبيراً في القصيم لأسباب مائية فإن القصيم حققت قفزات كبيرة في انتاج المحاصيل الأخرى.. وحافظت على مكانتها كأهم منتجي الأصناف الجيدة من التمور.. الذي يشهد سوقه في المملكة نمواً كبيراً عاماً بعد اخر.. وتسيطر منطقة القصيم على حصة كبيرة من هذا السوق.. وتحظى منتجات القصيم من التمور بسمعة كبيرة في مختلف مناطق المملكة.. وتشهد منطقة القصيم توسعاً كبيراً في زراعة النخيل بمختلف أصنافه.. وان كان التركيز ينصب على الأصناف التي تحظى بإقبال المستهلكين عليها مثل (السكري والبرحي والرشودية والخلاص) التي يدفع بها منتجوها الى الأسواق مباشرة في حين ترسل بقية الأصناف الأقل جودة وقبولا من المستهلكين الى مصانع التمور في القصيم والاحساء.. حيث يوجد بالقصيم مصنعان خاصان للتمور.. فيما يوجد المصنع الحكومي للتمور في الاحساء.. ويلجأ كثير من منتجي التمور في القصيم الى إرسال انتاجهم الى مصنع الاحساء رغم بعد المسافة والسبب كما قال لنا المزارع عبدالرحمن الحمد البريكان هو ان مصنع الاحساء يشتري الكيلو الواحد من نوع (الشقراء والخضري) بثلاثة ريالات ونصف الريال.. بينما تقدم مصانع تمور القصيم الخاصة ريالين فقط لقاء الكيلوالواحد.. وهذا ما يجعلهم يتجشمون عناء السفر وشحن انتاجهم الى الاحساء. وقد شهد انتاج التمور في القصيم هذا العام طفرة كبيرة.. من حيث الجودة والكمية خصوصا وقد خلا هذا الموسم من الامراض الشائعة التي لم يكن يخلو منها موسم ما في السنوات الماضية والتي كان آخرها مرض(العينيرة) الذي أثر بشكل بالغ في محصول الموسم الماضي.
سوق عالمي.. ولكن!
وفي وسط سوق التمور التقينا بالمواطن منصور تركي الحميد.. الذي اشتكى لنا من أن مقر السوق وامكاناته لا تتلاءم مع أكبر سوق للتمور في العالم.. وقال: من المعروف ان القصيم الآن تعتبر من أكبر أسواق التمور في العالم ان لم تكن الأكبر على الاطلاق.. ويرتاده متسوقون يفدون من دول الخليج ومن سوريا والأردن.. ويتم تحت مظلته عقد صفقات بملايين الريالات وتعرض من خلاله أجود أنواع التمور..
ولكن مقابل كل هذا يفاجأ المتسوق عندما يصل إلى هذا السوق بتواضعه من حيث الحجم والتنظيم والامكانات.. فهو من جهة صغير وغير منظم.. والعمل فيه يتم بطريقة بدائية وتفتقر الى الحد الأدنى من الشروط الصحية.. ولهذا أطالب الجهات المختصة في الشؤون البلدية اعادة النظر في أوضاع أسواق التمور بالمنطقة وسوق بريدة تحديداً.
ويستطرد الحميد قائلا: الحقيقة ان الحديث الذي قلته عن سوق التمور ببريدة ينسحب وينطبق على سوق الخضار ببريدة.. فسوق الحبحب (الجح) وهو سوق موسمي يعاني نفس المشكلة التي يعاني منها سوق التمور.
ومشكلة المياه لا تتوقف عند حدود شحها وعدم كفايتها.. فقد ظهرت في الأفق مشكلة جديدة وهي تلوث مياه القصيم الزراعية باليورانيوم. وكانت لجان وابحاث وطنية في المملكة كشفت عن تلوث المياه الزراعية العميقة الواقعة بين منطقة القصيم وحائل بمادتي اليورانيوم والتوريوم المسبب لسرطان الثدي والبروستات وأمراض سرطانية أخرى. وهو ما أكده في تصريحات صحفية أستاذ الكيمياء الصناعية بجامعة الملك سعود بالرياض ومقرر اللجنة الوطنية لحماية البيئة الدكتور حسن السويدان وقال انه تم محاصرة وتحديد مناطق التلوث بالمادتين اليورانيوم والتوريوم وحظرت وزارة الزراعة والمياه منح الأراضي الزراعية واعد مشروع على مستوى المملكة لتحديد تلك المناطق ومنع التكوينات السكانية خارج منطقة القصيم واضاف ان هذه المياه هي عميقة جدا وليست مياها سطحية وقد تكون عبر تكوينات جيولوجية قديمة ويصل عمقها الى أكثر من 500م مؤكدا أن تركيباتها الصخرية تحوي المادتين اليورانيوم والتوريوم والتي لوثت المياه في تلك المناطق. وكشف الدكتور السويدان ان نسب وجود هاتين المادتين أعلى من النسب المسموح بها عالميا وعاد الى القول ان هذه المناطق معروفة حاليا ومحصورة ولا مخاوف منها. وبين الدكتور السويدان في ختام تصريحه ان امراض سرطان الثدي في منطقة القصيم تعزى إلى سبب تلوث المياه الزراعية والمواد الغذائية المنتجة في تلك المزارع.

.. منسوخ من جريدة عكاظ اليوم الثلاثاء !!

[الخاطف]

صارحة شئ مهب زين

بس ما أدري وش أقولك .. يمكن مهب صز << مش صحيح ..

تعرف وانا أخوك هالجرايد ..


يقذف فيها الصحيح والخاطئ ...

بس

إيه

سلالالام ...