[ابراهيم 999]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :

فمن المعلوم أن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - كان رجلا غيورا , وذا حمية دينية , ونخوة عربية , ومن قرأ في تأريخه , وسبر حياته , ورجع إلى مادونته الكتب والوثائق والخطابات عنه فسيلمس ذلك واضحا جليَّا , وسيرى أن ماكان يقوله ينبع من إيمان عميق يوحي بصدق حديثه , وأنه ليس للمناورة السياسية , ولا للاستهلاك الإعلامي كما كان يفعل ذلك من كان في زمنه من الملوك والرؤساء , ولامن جاء بعده من أصحاب الشعارات الفارغة والأفكار المنحرفة .

لقد كان رحمه الله إماما حكيما ناصحا , وإن كان الكمال عزيزاً إلا أنه سطر أروع الأمثلة في الغيرة والديانة , والنزاهة والأمانة , والنصح والصدق .

أنقل لكم كلمات مضيئة لذلك الجبل الأشم , والفاحص الخبير , والذي إخاله كان يلقيها وهو يقرأ بفراسة المؤمن مايريده أعداء الإسلام من أغراض دنيئة , وما يهدفون للوصول إليه من مؤامرات سافرة .

هذه الكلمات التي أطلقها المؤسس - رحمه الله - وتلقاها بوعي أنجاله من بعده , تجعلنا نقف عندها لنكتشف السر الذي جعل للملك عبدالعزيز - رحمه الله - تلك المكانة العظيمة في قلوب أهل الإيمان والغيرة , والحنق الشديد من أهل الفساد والنفاق , فإلى تلكم الكلمات النورانية :

قال رحمه الله وأنار ضريحه وأمطر عليه شآبيب الرحمة والرضوان :


( أقبح ما هناك في الأخلاق، ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن، وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها، حتى نبذن وظائفهن الأساسية، من تدبير المنزل، وتربية الأطفال، وتوجيه الناشئة، الذين هم فلذات أكبادهن، وأمل المستقبل، إلى ما فيه حب الدين والوطن، ومكارم الأخلاق، ونسين واجباتهن الخُلُقية من حب العائلة التي عليها قوام الأمم، وإبدال ذلك بالتبرج والخلاعة .

ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل، وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن، فلا - والله - ليس هذا " التمدن " في شرعنا وعرفنا وعادتنا، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وإسلام ومروءة، أن يرى زوجته أو أحد من عائلته، أو من المنتسبين إليه في هذا الموقف المخزي .

هذه طريق شائكة، تدفع بالأمة إلى هوة الدمار، ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج عن دينه، خارج من عقله، خارج من بيته.

فالعائلة هي الركن في بناء الأمم، وهي الحصن الحصين الذي يجب على كل ذي شمم أن يدافع عنها.

إننا لا نريد من كلامنا هذا، التعسف والتجبر في أمر النساء، فالدين الإسلامي قد شرع لهن حقوقاً يتمتعن بها، لا توجد حتى الآن في قوانين أرقى الأمم المتمدنة، وإذا اتبعنا تعاليمه كما يجب، فلا نجد في تقاليدنا الإسلامية، وشرعنا السامي، ما يؤخذ علينا، ولا يمنع من تقدمنا في مضمار الحياة والرقي، إذا وجهنا المرأة إلى وظائفها الأساسية، وهذا ما يعترف به كثير من الأوروبيين، من أرباب الحصانة والإنصاف.

ولقد اجتمعنا بكثير من هؤلاء الأجانب، واجتمع بهم كثير ممن نثق بهم من المسلمين وسمعناهم يشكون مرّ الشكوى، من تفكك الأخلاق، وتصدع ركن العائلة في بلادهم من جراء المفاسد، وهم يقدرون لنا تمسكنا بديننا وتقاليدنا، وما جاء به نبينا من التعاليم التي تقود البشرية إلى طريق الهدى، وساحل السلامة، ويودون من صميم أفئدتهم لو يمكنهم إصلاح حالتهم هذه التي يتشاءمون منها، وتنذر ملكهم بالخراب والدمار، والحروب الجائرة.

وهؤلاء نوابغ كتابهم ومفكريهم، قد علموا حق العلم هذه الهوة السحيقة التي أمامهم، والمنقادين إليها بحكم الحالة الراهنة، وهم لا يفتأون في تنبيه شعوبهم، بالكتب والنشرات والجرائد، على عدم الاندفاع في هذه الطريق التي يعتقدونها سبب الدمار والخراب.

إنني لأعجب أكبر العجب، ممن يدعي النور والعلم، وحب الرقي لبلاده، من الشبيبة التي ترى بأعينها وتلمس بأيديها، ما نوهنا عنه من الخطر الخلقي الحائق بغيرنا من الأمم، ثم لا ترعوي عن ذلك، وتتبارى في طغيانها، وتستمر في عمل كل أمر يخالف تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والعربية، ولا ترجع إلى تعاليم الدين الحنيف الذي جاءنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، رحمةً وهدى لنا ولسائر البشر.

فالواجب على كل مسلم وعربي، فخور بدينه، معتز بعربيته، ألا يخالف مبادئه الدينية، وما أمر به الله تعالى، بالقيام به لتدبير المعاد والمعاش، والعمل على كل ما فيه الخير لبلاده ووطنه، فالرقي الحقيقي هو بصدق العزيمة، والعلم الصحيح، والسير على الأخلاق الكريمة، والانصراف عن الرذيلة، وكل ما من شأنه أن يمس الدين، والسمت العربي، والمروءة، وأن يتبع طرائق آبائه وأجداده، الذين أتوا بأعاظم الأمور باتباعهم أوامر الشريعة، التي تحث على عبادة الله وحده، وإخلاص النية في العمل، وأن يعرف حق المعرفة معنى ربه، ومعنى الإسلام وعظمته، وما جاء به نبينا : ذلك البطل الكريم والعظيم صلى الله عليه وسلم من التعاليم القيمة التي تُسعد الإنسان في الدارين، وتُعلمُه أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن يقوم بأمر عائلته، ويصلح من شأنها، ويتذوق ثمرة عمله الشريف، فإذا عمل، فقد قام بواجبه، وخدم وطنه وبلاده ) .

قلت : هذه الكلمات هي مايجب أن تدرسه الأجيال اليوم , وتُصَدَّر به صفحات الصحف , ويرتسمها الساسة والمربون , وهي الحقيقة بالأخذ والتأمل والنظر

والشكر بعد شكر الله تعالى موصول للأخ الفاضل سليمان الخراشي الذي قام مشكورا باستخراجها من الأرشيف ونشرها بين الناس وفاء لهذا الإمام العظيم , واعترافا بفضله , وبرَّا به لأن مثل هذه الكلمات العظيمة من العلم الذي يُنتفع به , والذي يبقى أجرا للمسلم بعد وفاته , وعملا صالحا يزيد في رصيده حين انقطع عن الكسب والعمل .

هذه الرسالة طبعتها دار القاسم وهي رسالة قيمة أقترح نشرها وتعميمها والدعاء لقائلها وناشرها , كما أقترح على طلاب العلم والخطباء والدعاة تذكير الناس بها في الدروس والخطب والمحاضرات , لاسيما مع اشتداد حملة حزب هدى شعراوي وقاسم أمين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون .


اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , واحفظ عليها دينها , وحماة دينها , وورثة نبيها , واجعل قادتها قدوة للخير , مفاتيح للفضيلة , وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تذكرهم إن نسوا , وتعينهم إن تذكروا , واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له , ناهين عن المنكر مجتنبين له , ياسميع الدعاء .

والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

[memo2003]

رحم الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن أل سعود وأسكنه الفسيح جناته ...... أميـــــــــــــــــن

[ابن صـالح]

تشكر أخي العزيز(ابراهيم 999) على هذا النقل ، لكنني وددت لو أنك عزوت المقال إلى كاتبه أو إلى مصدره ، التزاماً بأمانة النقل ..

http://74.86.54.211/~alhorac/showthr...E1%D5%C7%E1%CD

أكرر شكري لك على اجتهادك . وفقك الله ، وسددك .

[Aغــلـــوز A]

رحم الله ابناء المسلمين

[ساري والقلب خالي]

رحم الله الملك عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته
وشكرا أخي على الموضوع الرائع