بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » د.الحضيف يتحدث عن العنف بين المباحث و شباب الجهاد

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 02-02-2003, 04:50 AM   #1
القاصر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
المشاركات: 66
د.الحضيف يتحدث عن العنف بين المباحث و شباب الجهاد

منقووووووووووووووووووووووووول

لم يكتو أحد بنار (العنف) كما اكتويت ..! فقدت زهرة قلبي ، و فجعتني (قبضة) العنف يوم اجتثت قسيم أحلام الطفولة.. و عبثها .. و براءتها . اغتالت آمالي .. و حزت عضدا ، طالما اتكأت عليه. فأنا منذ رحل(عبدالله) .. فؤادي هواء ..!!
حيثما التفت .. وجهه أمامي ، و صوته في أذني ..
أراه في عيون أطفاله .. في الحبر الذي أسكبه ، و قد صار بلا معنى بدونه ..!
في الكلام الذي أقوله .. و قد غدا بلا روح .. بعد أن غيبه العنف في (غيابته) ..!
و أسمعه في (عويل) قلبي المفجوع .. !
كيف (أهرب) منه .. و الشجى يبعث الشجى ..؟
كيف يهرب الإنسان من رائحة (الموت) إذ يغتال الأحلام ..
و يصادر الفرحة من عيون الأطفال ..؟!
و يوقفه على شفير المجهول .. و (التطرف) ..؟!

لم يعان أحد من (عنف) الأجهزة الأمنية .. مثلما عانينا ..!
أنا .. والدي .. إخواني ..
مارست تلك (الأجهزة) ضدنا صنوف الأذى و الإذلال النفسي والجسدي ..

و عانت أسرنا ، و أطفالنا .. تشتتا ، و ندوباً نفسية عميقة .. لم تبرح آثارها بعد ..!
تجربتنا مع الأجهزة الأمنية ، كانت استخداما مفرطا للعنف الجسدي والنفسي .. و معاملة قاسينا منها طويلا ..
و مازلنا (نصارع) تداعياتها ..!
أكره دائما.. أن أعود إلى تلك (الصفحات) من (كتاب) علاقتي بالمؤسسة الأمنية في بلدي ..! أكره ان أطل بعين (ذاكرتي) على ذلك (القاع) المملوء (عنفا) و وجعا ..
وممارسات شرخت الإنسان في داخلي ، و طال توحشها أفراد أسرتي ..!

ممارسات .. صرختُ طويلا محذرا من عواقبها ..!
لماذا أعود إليها إذن ..؟! لماذا أنكأ الجروح ..؟
لماذا أعود للصفحات .. و للقاع ، فأطلع على ممارسات (استلبت) معنى الإنسان ..؟!
أعود بعد أن تصاعدت وتيرة العنف في بلدي ..
جاءت حادثة استراحة الشفاء ، ثم الحادث الذي وقع في حي المصيف ، ليقرع اجراسا في ( قلوب ) الغيورين على هذا البلد ، قبل اسماعهم : اننا امام ممارسات غير مسبوقة ..!
لم نعتد ان تكون لغة الحوار بيننا .. هي لغة ( الرصاص ) ..!
مهما كانت الدوافع ، فان اطلاق النار.. بحجة ( الدفاع ) عن النفس .. نذير شر ..!!
ليس هناك مبررا ان تزهق روح ، او ان تسيل دماء ابناء المجتمع الواحد..المسلم ، مواطنا ، او رجل امن.. بغير وجه حق ..!

لقد تكررت حوادث العنف ، التي لا تصنف ضمن الأعمال (الإجرامية) التقليدية .. ! من نوع تلك المواجهات التي تدخل في مفهوم (العنف السياسي) . و هي تحديداً مواجهات بين جهاز المباحث ، و بين شباب الجهاد .
أريد أن أقرر ابتداء أن العنف كريه .. و أنه مرفوض أياً كان مصدره .
و أريد أن أؤكد أن أي تبرير يسوغ اللجوء إلى العنف ، في حال التباين و الاختلاف .. إنما هو تبرير يمنح (كل طرف) شرعية اللجوء للعنف .
إن سياسة (الضرب بيد من حديد) على المخالفين تجد لها (تسويغاً) شرعياً بالرد المضاد .. و من جنس العمل .. !
كما أن شعارات (الإقصاء) ، و فتاوى (التكفير) ، و إهدار دم المخالف تثير الرعب ، ليس لدى الجهات الرسمية ، و المؤسسات الأمنية فقط ، بل لدى عموم الناس ..!
لماذا العنف كريه و مرفوض .. ؟
لأن العنف (دوامة) مخيفة لا تتوقف .. تأكل الأخضر و اليابس ..!

إن عملية الإصلاح ، و التغيير الحضاري ، تتطلب وضعاً مستقراً ، يسمح للصوت العاقل أن يستمع له ، بعيداً عن ضجيج المآرب الفردية،و الأهداف الخاصة ، التي تتستر بالفوضى ،التي يصنعها العنف ..

فكم من (هوى) فردي .. ركب مطية العنف .. و ذهب ضحيته أبرياء .؟!
إن العنف الذي قد يمارسه أفراد من الأجهزة الأمنية ، ليس مسوّغاً أن يجعل البعض (العنف) منهجاً و أسلوبا في التعامل .
لقد قلت يوماً (لأحدهم) ، حينما أعاد إلى ذهني (تجربة السجن) ومعاناتها : إننا حملة رسالة ، لا وجود لـ(عقلية الثأر) ، و نزعة الانتقام في أدبياتنا .
إنني إذا كنت سأمارس (عنفاً ) ضد (الجهاز) الذي عمد إلى إيقاع (عنف) من أي نوع بي .. فإنني لا أحمل (رسالة) من أي نوع ، و لا أختلف عنه ، في كونه (أداة قمع) .. !

إنه من خلال القراءة العميقة .. و المحايدة ، لنمو ظاهرة العنف السياسي في بلدنا ، نستطيع أن نتلمس عدداً من الأسباب :

ـ أن سيطرة الهاجس الأمني على سلوك (المؤسسة الامنية) ، في تعاملها مع الشباب ، الذين يتبنون نزعة جهادية ، يوتر العلاقة بين الشباب ، و أفراد المباحث ..!

- رأيت اثناء - التجربة الماضية – كيف أن الإفراط في استخدام العنف ضد (الموقوفين) ، في قضايا تافهة ، مثل توزيع منشورات، أو إلقاء كلمة .. في محفل عام أو خاص .. ساهم في تحويلهم إلى (متطرفين) .. !

- يؤدي بطء الإجراءات (القضائية) إلى إطالة أمد الفترة التي يقضيها الشاب رهن الاعتقال ، مع حرمانه من رؤيةأهله ، و كثير من حقوقه .. إلى تعميق الكراهية للأجهزة الأمنية .. و السلطة القضائية . هذا الوضع يجعله تلقائياً مهيأ لتيارات الفكر (التكفيري) .. !

- أدت ممارسات الأجهزة الأمنية ، التي لا تخلو من انتهاكات لحقوق الإنسان ، إلى تشكل (صورة ذهنية) مخيفة عنها ، يجعل اللجوء إلى العنف ، حلاً مثالياً في نظر الشباب ، للإفلات من قبضتهم .. و عدم التعرض للابتلاء و التعذيب ..!

- فقد الشباب ثقتهم في حياد القضاء ، بسبب غياب الإجراءات التي تكفل للمتهم حقه في الدفاع عن نفسه . كما إن اختلاط الفكري بالأمني ، خلق حالاً من الغموض و الضبابية ، لا يمكن فيها للمتهم أن يحكم على (شفافية) الحكم و (عدالته) .. !

إن الحالة (الجزائرية) المخيفة ماثلة أمامي . إني و إن كنت أؤمن إيمانا جازما أن بعض الجهات ، في المؤسسة العسكرية هناك ، ضالعة بشكل رئيس في الممارسات الإجرامية ، و حمام الدم الذي يجري هناك .. إلا أن بعض التجاوزات لبعض شباب الجهاد ، استخدمت ذريعة لإطالة أمد الاحتراب المخيف ،الذي دمر ذلك المجتمع العربي المسلم ، و أراق دماء بريئة .
لا اظن (عاقلا) في هذا البلد ، مهما ادعى (الإخلاص) ..أو زعم (التقوى) ، يقبل أن تنتقل (الحالة الجزائرية) إلينا ..!
أتمنى أن نفكر .. جميعنا ، أن ما نحتاجه هو الخوف من الله أولا ، أن يكون أحدنا مسؤولا عن إضرام شرارة الفتنة ، و نار الاحتراب الداخلي ..
كما أتمنى أن ندرك .. جميعنا ، أن مجتمعا بلا أمن ، لايستقيم فيه الأمر لفرد .. و لا لسلطة ..!
إن نشر الخير ، و الدعوة إليه بالحسنى ، يحتاج (أمنا) ،ليقول (الداعي) كلمته ، و يستمع (المدعو) ..!
كما أن استتباب (الأمن) ، يتطلب أن تكون السلطة قادرة على زرع الثقة، من خلال التعامل الهادئ ، و بالطرق الشرعية ، و الاحترام المتبادل .. مهما كانت درجة الاختلاف ..!
لم تكن (قوة) الأجهزة الأمنية يوما .. بديلا عن الشعور بالأمن داخل النفوس ، و بالتالي المحافظة عليه ..!
و لم يكن العنف يوما .. أسلوبا صحيحا لنشر (الكلمةالطيبة) .. أو الدعوة إلى الخير .
بل إنه من السنن الثابتة أن الدعوة كثيرا ما يساء فهمها.. و لا تتمكن إلا من خلال (المجاهدة) ، و الابتلاء .. والصبر على الأذى .. من اي جهة صدر ..!

أسأل الله أن يحفظنا جميعا .. و أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ..
إنه ولي ذلك و القادر عليه .




د. محمد الحضيف

من موقع الوسطية
__________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال الجهاد حلوا خضرا ما قطر القطر من السماء ، وسيأتي على الناس زمان يقول فيه قراء فيهم : ليس هذا بزمان جهاد ، فمن أدرك ذلك الزمان ، فنِعم زمان جهاد ) ، قالوا : يا رسول الله أو أحد يقول ذلك ؟! ، قال : ( نعم .. من لعنه الله وملائكته والناس أجمعون ) . رواه ابن عساكر
==============================
والداي شعاع نفــع الله بكما الأسلام والمسلميـــن ...........

وبأذن الباري أني ســوف أدعوا لكما بظهر الغيب وأتمنى أن يُقبـــل الدعاء
القاصر غير متصل  


قديم(ـة) 02-02-2003, 04:50 AM   #2
القاصر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
المشاركات: 66
كلام جميل يالدكتور محمد الحضيف ...حفظك الله

السلام عليكم ورحمة الله

كلام جميل من الدكتور محمد ...

تكلم عن تجرتة الشخصية وعن أخية عبدالله رحمة الله علية

وخطورة الوضع وما تقوم بة أجهزة المباحث من تخريب لا بناء

فالوضع يسير داخل نفق مظلم ونحتاج لكثير من التأني والتنازل والحكمة ومخافة الله قبل كل شي.

اللهم إحفظنا بحفظك يارحمن يارحيم
__________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال الجهاد حلوا خضرا ما قطر القطر من السماء ، وسيأتي على الناس زمان يقول فيه قراء فيهم : ليس هذا بزمان جهاد ، فمن أدرك ذلك الزمان ، فنِعم زمان جهاد ) ، قالوا : يا رسول الله أو أحد يقول ذلك ؟! ، قال : ( نعم .. من لعنه الله وملائكته والناس أجمعون ) . رواه ابن عساكر
==============================
والداي شعاع نفــع الله بكما الأسلام والمسلميـــن ...........

وبأذن الباري أني ســوف أدعوا لكما بظهر الغيب وأتمنى أن يُقبـــل الدعاء
القاصر غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 02:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)