بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » رسالة إلى بعض الأباء

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 19-02-2003, 02:15 AM   #1
البتار
عـضـو
 
صورة البتار الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2002
المشاركات: 773
رسالة إلى بعض الأباء

[gl]رسالة[/gl] رسالة رسالة [COLOR=darkred]
[shdw]إلى بعض الآباء[/shdw] إلى بعض الآباء
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

لاشك أن كل أب يتمنى لأبنه النجاح في دراسته فهو دائماً يدعو الله بتوفيقه وتسديده وتثبيته، يعده ويمنّيه إن
نجح في الإمتحان ويتوعده ويهدده إن رسب، وهذا إحساس من الأحاسيس التي فـطر عليها البشر، لكـن أيها
الأب الحنون وقد إهتممت بابنك هذا الإهتمام بدراسته ومستقبله وأمور دنياه وأحسست أنك عنه مسـؤل،فهلاّ
كان الإهتمام به بعد موته كالإهتمام براحته وسعادته في حياته، مسئوليتك أيها الأب أحاطت بعلوم الدنيا الفانية
وأهملت الأخرى الباقية، وشغلت به في حياته وأهملته بعد مماته بنيت له بيت الطين والأسمنت في دنياه وحرمته
بيت اللؤلؤ والياقوت والمرجان في أخراه.
طموحك ، أملك، غاية مناك أن يكون طبيباً أو مهندساً أو طياراً أو عسكرياً، ويا الله كل الأماني دنيوية.! السعـي
والجد للدنيا الفانية مع إهمال الأخرى الباقية. وهذه ليست حالة نادرة، بل إن قسماً كبيراً من الناس على ذلك.
تأهبوا واستعدوا وعملوا على تربية أبناءهم أجساداً وأهملوا تربية القلوب التي بها يحيون ويسعـدون، أو بها
يشقون ويهلكون وهذا هو الواقع، والأدلة على مانقول خذها أيها الأب الحنون، هب أن ابنك تأخر عـن وقـت
الإمتحان ماذا ستكون حالتك؟ وماهو شعورك؟ ألا تسابق الزمن ليلحق الإمتحان؟ ألا تنام بعدها بنصف عين لئلا
يفوته الإمتحان؟ كأن الجواب يقول بلى ..! فهل كان شعورك حين نام عـن صلاة الفـجر كشعـورك حـين نام عـن
إمتحانه ألا تسأله كل يوم عن إمتحانه ماذا عمل وبماذا أجاب وعسى أن يكون الجواب صحيحاً؟ فهل سألته عن أمور دينه يوماً ما؟ هل سألته صلى أم لا؟ هل سألته من يجالس ومن يماشي؟ هل سألته أين يكون عندما يتغيب عن البيت؟ ألا يضيق صدرك ويعلو همّك حين تعلم أن إبنك قصّر في الإجابة في الإمتحان، فهل ضاق صدرك حين
قصّر في سنن دينه وواجباته؟ ألا تعطيه مايريد، ألا تمنعه من الملاهي التي رحبت بها في بيتك من فيديو وتلفاز
وصحف ومجلات لئلا تشغله عن المذاكرة والإستعداد للإمتحان، فما عساك فاعل أيها الأب الحنون في إمتحان
ليس له دور ثان ولا إعادة ولا حمل للمواد؟ فقط نجاح أو رسوب، والرسوب معناه الإقامة في النار والعياذ بالله،
معناه الخسران المبين والعذاب المهين، ماذا تغني عنه شهادته ومركزه وماله إذا أوتي كتابه بشماله ثم صاح
بأعلى صوته: قال تعالى (وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه، ولم أدر ماحسابيه، ياليتها
كانت القاضية، ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه) ما أغنى عني مركزي، ما أغنى عني سلطاني، ماأغنى
عني عملي الدنيوي وشهادتي كل ذلك هلك واندثر. خسارة ورسوب، وأي خسارة وأي رسوب يكون في الـدنيـا
طبيباً أو مهندساً أو طياراً أو مدرساً، أما الأخرة فشقي أم سعيد فريقان فريق في الجنة وفريق في السعير،لانقول
اهملوا أبناءكم ولانقول دعوهم، لاوالله. لكن نقول إن الآخرة هي أولى بالإهتمام، وأجدر بالسعي، وأحق بالعمل.

أيها الآباء:
من منكم حرص على إحضار مربّ لأبنه يعلمه القرآن ويدارسه السنه؟ قليل من فعل ذلك. وليت الذي لم يفعل
ذلك جنب إبنه عوامل الفساد والإفساد، لكن البعض حشفاَ وسوء كيل جلب لابنه سائقاَ وخادماً وسيارة وهيأ له
بيتاً ملأه بكل المحرمات الملهيات عن ذكر الله وطاعته..! من منكم أعطى إبنه جائزة يوم حفظ جزءاَ من القرآن الكريم أو تعلم حديثاً للمصطفى عليه الصلاة والسلام؟ قليل من فعل ذلك. ونسأل الله أن يبارك في القليل. بعض الناس يعد إبنه إن نجح في الإمتحان بقضاء أمتع الأوقات على الشواطىء في أي البلاد أو بشراء سيارة له يجوب بها الطرقات، وما وعد إبنه مرة إن نجح بأداء العمرة أو زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فماذا كانت النتيجة بعد كل هذا الإهمال في التربية؟ النتيجة أن حل محل المصحف مجله، ومحل السواك سيجارة، والنتيجة أن نشأ فينا نشء كالأنعام قال تعالى (أولئك كالأنعام بل هم أضل . أولئك هم الغافلون) إن إبناَ بنيناه جسداً حريٌ بنا أن نربي عقلة وقلبه ونهتم بحياته بعد موته، وأول خطوه إلى ذلك أن نصلح أنفسنا ففي صلاحنا وبصلاحنا تكون إستقامتهم ورعاية الله لهم. قال تعالى (وكان أبوهما صالحاً) وثانيهما: أن نجعل التربيه الإسلامية غاية وهدفاً فلا مانع من تعلم العلوم الدنيوية، ولكن ليس على حساب الإهتمام بالآخرة. قال تعالى: (وابتغِ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولاتنسَ نصيبك من الدنيا).
فيا أيها الأب:
اتق الله في رعيتك فأنت مسؤول عنهم أمام الله، اتق الله أن يستأمنك الله عليهم فتُشرع لهم أبواب الفتن من أفلام ومسلسلات وأجهزة خبيثة، ومجلات فاتنة ساقطة، إنك بذلك تخون الأمانة وتغش الرعية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ما من راع يسترعيه الله رعيه يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)).
أيها الأب الحنون:
أدعوك إلى التأمل في وصية لقمان لابنه الذي يحبه ويفتديه بالغالي والنفيس. هل أوصاه بدنيا؟ هل أوصاه بزخرف؟ لا بل دعاه إلى مايحييه حياة طيبة وينجيه من العذاب الأليم نهاه أن يشرك بالله قال تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم).
ودله على ماينجيه من الله ألا وهو الهرب منه إليه تبارك وتعالى بإقامة الصلاة. بلأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم يدله على مكارم الأخلاق التي تسمو بها نفسه ويعلو بها مركزه، فلا تكبر على الخلق ولا ذلة، مع قصد في المشي وخفض من الصوت. قال تعالى: (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) تلك يا عبد الله جملة وصية الأب الحنون فهل عملت بهذه الوصية مع ابنك؟ هل أوصيته ببعضها أو بها جميعاً؟!
إن ديدن بعض الأباء مع الأسف الشديد هو تثبيط همم أبنائهم وتكسير مجاديفهم، إذا ما هدى الله ابن بعضهم ذعروا وهبوا، ووصفوه بالوسواس، ووسموه بالعقدالنفسية وسخروا منه واستهزأوا به، ولا أحد يدري أيسخرون من شخصه أم من دينه الذي يحمله ويمثله؟ أهذه هي الأمانة أيها الأب؟ أهذه هي النصيحة لرعيتك؟ اتق الله فيهم، راقب الله في تربيتهم، علمهم ماينفعهم في أمور دينهم ودنياهم، قال تعالى: (وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون).
أيها الآباء:
وأنتم تعدون أبناءكم لامتحانات الدنيا اتقوا الله فيهم واعلموا أنتم وعلموهم أن سلعة الله أغلى وأعلى من زخارف الدنيا وعلموهم أن النجاح الحقيقي هو قصر النفس على ما يرضي الله، علموهم واعلموا أنتم أن السعادة الحقيقية في تقوى الله وطاعته ثم اعلموا أنتم أيضاً أنه لن ينصرف أحد من الموقف يوم القيامة وله عند أحد مظلمة، يفرح الأبناء أن يجدوا عند أبيهم مظلمة، تفرح الزوجة أن تجد عند زوجها مظلمة، يأتي الأبناء يوم القيامة يحاجون أباهم بين يدي الله قائلين: ياربنا خذ حقنا من هذا الأب الظالم الذي ضيعنا عن العمل لما يرضيك وربانا كالبهائم وأوردنا المهالك والذي ما من مفسدة إلا وجعلها بين أيدينا وما من مهلكة إلا وأدخلها علينا، فماذا سيكون الجواب حينئذ أيها الأب الحنون؟
فيا أيها الأباء اتقوا الله في أبنائكم وأحسنوا تربيتهم واحفظوهم من الفساد والضياع مادام الأمر في أيديكم وما دمتم في زمن المهلة قبل أن تندموا وتلوموا أنفسكم في وقت لاينفع فيه الندم واللوم.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


بقلم فضيلة الشيخ علي القرني
البتار غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 02:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)