|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
02-08-2008, 06:39 PM | #1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
انقلاب المصطلحات
بسم الله الرحمن الرحيم
(خطبة لماذا نسرف) لجمعة 29/7/1429هـ د صالح التويجري إن الحمد لله ,,, نحن في زمن عبثت فيه المصطلحات . حتى غابت معالم في السلوك تحت ركام تضخيم جانب على آخر ، فإذا أطلق الإسراف انصرفت الأنظار إلى إسراف المناسبات، وبالتالي تمارس أنواع من الإسراف بعيد عن الشعور بالذنب. وتحت ستار يغطي الحقيقة والمحاسبة/ فعلى صعيد الأوقات كم حجم الإنتاج في أوقات العمل الطويلة، وكم هي الأوقات التي نقضيها في المناسبات؟ وكم هي الكلمات المهدرة في الجلسات ؟ وكم ننفق على الاتصالات والازياء والسيارات وكم ننفق على الهدايا والتحف والكارثة ان هذا في معظم صوره تمثيل ومجارات حتى اعيد معنى القيم فعند الخطوبة قد تستاجر سيارة حتى اصبح الحكم على المجتمع متعذرا لاختلاط الصورة بالحقيقة فكأنك تنظر الى الناس ممثلين على خشبة المسرح ما هو ضابط التعامل مع المياه والكهرباء ؟ ما هو الرقيب الذاتي والوعي الجماعي الذي يحقق لنا مواجهة الغلاء بمحاصرة الإسراف في كل شيء لنقطع الطريق على نار الأسعار . ماذا صنع بنا عبث المصطلحات حين ربط الإسراف بالكرم والاقتصاد بالبخل ولماذا ربط ا الفرح بالبذخ , حتى كأننا لا نفرح إلاضمن المعاصي وكأن الطاعات لا تدخل السرور *هل نفرح بقضاء الديون وبالاجتماع والصلة أكثر من ثناء الناس بالكرم وما هي دوافع الشهوات وهل هي قروض من المستقبل,وهل نرضى بقسمة الله لنا من الصفات ام كل واحد يتطلع الى ان يكون حاتم زمانه في الكرم وعنترة عصره في الشجاعة والأحنف في الوجاهة وكأنه يختزل الأمة في شخصه ونسي ان الله تعالى قسم بين الناس وعدل(نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعضٍ درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمت ربك خيرٌ مما يجمعون )وقد خلق الله رجالا للحروب ورجالا لقصعة وثريد, فمن ذا يحتجن الفضائل , ولكل جسم في النحول بلية وبلاء جسمي من تفاوت همتي , وإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى قوله تعالى- وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً [الفرقان:67]. أيها المسلمون، الإسراف والتبذير داء يهدد الأمم والمجتمعات، ويبدد الأموال والثروات، وهو سبب للعقوبات العاجلة والآجلة. الإسراف سبب للترف الذي ذمه الله تعالى في كتابه, (: وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ) و التبذير والإسراف سبب يؤدي بصاحبه إلى الكبر وطلب العلو في الأرض، قال ص: ((كلوا واشربوا وتصدقوا من غير سرف ولا مخيلة))[1]. فالإسراف قد يستلزم المخيلة وهي الكبر* و الإسراف والتبذير يؤدي إلى إضاعة المال وتبديد الثروة، فكم من ثروة عظيمة وأموال طائلة بددها التبذير وأهلكها الإسراف وأفناها سوء التدبير. قال: رسول الله يقول: ((إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال)) رواه البخاري[2]. والإسراف تخوُّض في المال بغير حق، قال ص: ((إن رجالاً يتخوَّضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة))[3 عباد الله، إن الإسراف سبب من أسباب الضلال في الدين والدنيا، وعدم الهداية لمصالح المعاش والمعاد، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ [غافر:28]، فاتقوا الله عباد الله، وذروا ظاهر الإثم وباطنه، واعلموا أن الإسراف يشمل جميع التعديات التي يتجاوز بها العبد أمر الله وشرعه، سواء كان ذلك في الإنفاق أو في غيره (.بارك.....) الخطبة الثانية: أما بعد: عباد الله، اتقوا الله تعالى ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. واعلموا أن تقوى الله تعالى لا تتم للعبد إلا بالأخذ بمكارم هذه الشريعة وفضائلها علمًا، وامتثالها في الحياة واقعًا وعملاً.، أيها المؤمنون، إن من معالم الوسطية المباركة ما ذكره الله تعالى في كتابه قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان:67]، أي: كانوا في نفقاتهم الواجبة والمستحبة على العدل والوسط، لا وَكسَ ولا شَطَطَ، فعباد الرحمن هم الحكماء العدول في نفقاتهم، لا يتجاوزون ما حده الله وشرعه، ولا يقصرون عما أمر به وفرضه. أيها المؤمنون، إن الناظر في أحوال كثيرٍ من الناس اليوم يرى الذين تورطوا في الإسراف في المآكل والمشارب,والملابس والمراكب,و في الشهوات والملذات.هم اكثر الناس قلقا نفسيا وان تظاهروا بضده و إن ما تصاب به النفوس عند الغنى وكثرة العرض ووفرة المال التجاوز والطغيان، قال الله تعالى: كَلا إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى [العلق:6، 7].وصدق الله العظيم فإنه لما فُتح علينا من الدنيا ما فتح وتوالى على كثير منا النعم اغترّ فئام من الناس بهذا الطيف العارض والظل الزائل، فطغوا وتجاوزوا حدود الله تعالى؛ فأسرفوا وبذروا وتخوضوا في مال الله بغير حق، فظهر في حياة الناس مظاهر الإسراف والتبذير.وبوادر الطبقية الوقيته ،و إن من معرة التبذير في حياة الناس ان أقوامًا تحملوا الديون العظيمة وأرهقوا ذممهم وشغلوها ليحصل أحدهم على سيارة أو اثاث أو مسكن فاخر ، تكاثرٌ وتفاخر، سفَه في العقل وضلال في الدين، و إن من الإسراف المذموم ما يفعله كثير من حدثاء الأسنان أو سفهاء الأحلام من إضاعة الأوقات وتبديدها في الملاهي والملذات والشهوات؛ فتجده يصرف عمره و نشاطه وفكره ووقته في لهو ولعب وسهر وتسلية، لا في عمل دنيا ينتفع به، ولا في عمل آخرة ينجو به، غفلة وطيش، ضلال وزيغ، ضياع لمصالح المعاش، وذهاب لمصالح المعاد . عباد الله، إن من الإسراف والتبذير الإسراف في استخدام المرافق الحيوية التي تقوم عليها حياة الناس اليوم من ماء وكهرباء وطرق وحدائق والعبث بها والأثرة والأنانية ؛ فالماء الذي هو أرخص موجود وأعز مفقود يهدر بكميات كبيرة هائلة بلا عتاب ولا حساب، وكأننا نعيش على ضفاف أنهار لا تتوقف وآبار لا تنضب، غفلة وإهمالا، تبذيرا وإساءة استعمال، ولا شك أن الواقع المرير الذي نعيشه يخالف ما جاءت به شريعة أحكم الحاكمين أيها المسلمون، والإسراف في الكهرباء أمر قلّ من ينجو منه، فكم هم الذين يضعون في بيوتهم أو متاجرهم أو مجالسهم من الإضاءة أو التكييف ما يزيد على حاجة المكان، وكم هم الذين لا يطفأ لهم نور في ليل أو نهار.واخيرا نتباكى على ارتفاع الاسعار وقسوة الفواتير ونحن اسرى شهواتنا والله لا يحب المسرفين ... صلوا
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
02-08-2008, 11:38 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 294
|
أعتقد أن ثقافة الاستهلاك صارت جبلا وخلقا فرضته العولمة التي تجبرك بمهارة التسويق والنشر على صرف مبالغك لصالهحم
|
الإشارات المرجعية |
|
|