بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » تركيا من العلمانية المتشددة إلى الإسلام المتسامح

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 03-08-2008, 08:26 AM   #1
جبـران
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 68
تقدم الحديث عن نتائج حزب العدالة والتنمية ، وفي مقدمتها قرار يُعد عظيماً في شأنه ، وهو منع دخول القوات الأمريكية على أراضيها ، حيث أن واشنطن كانت تضع عينها على ما يُمكن أن يُقدمه الحزب في الحرب على العراق آنذاك ، فقد أطلقت إشارات التمهيد لمساعدة تركيا لامريكا بزيارة المهندس والرجل الثاني في البنتاجون -آنذاك ، زقد استقبل بوش أردوغان في مكتبه في البيت الأبيض رغم أن أردوغان كان لم يمتلك أي منصب لحرمانه من الرئاسة بسبب سجنه في قضية سياسة . غير أن القرار الذي أصدره البرلمان التركي (الذي يُشكل غالبيته حزب العدالة والتنمية) ضد مشروع مرور قوات أجنبية على الأراضي التركية لغزو العراق ، قد أصاب هذا القرار واشنطن بمرارة لا زالت في حلوقهم حتى الآن ، فشنت امريكا حملة على حكومة أردوغان بعدما كانت تلقتها بالترحيب ، ومن ذلك ماكتبته إحدى الصحف وذيلته بأنه استجابة لمطالب المتطرفين الاسلاميين في (دعم الكفار في قتال المسلمين) ، رغم أن أردوغان كان مؤيداً للقرار (إلا أن اللعبة انكشفت بخداع أردوغان لواشنطن ومواساته لها لأجل مصالحه) ، إلا أن اللعبة ستستمر بين واشنطن وحزب العدالة والتنمية في نطاق الصداقة المخلصة والعداء الدفين ! . وهذا ما يُعد درساً لبقية رؤساء العرب ولكن هيهات لمن لا يعرف القراءة أن يُحسن ذلك.

ومن النتائج التي تُعد لصالح الحزب ، قضية الحجاب التي تُعد رئيسة في تركيا -وقد تقدم الحديث عنها بإسهاب- ، وكذلك مصير خريجي مدارس الأئمة والخطباء الدينية ، وإقامة العلاقات مع العالم العربي التي كانت مهمشة من قبل حكومة أتاتورك ، وتقويتها اقتصادياً.


أخيراً .. وهو ما سأختم به هذا الموضوع ، وهو مشكلات هذا الحزب.
من أولها الانضمام إلى الاتحاد الأوربي الذي أدرك الأتراك أنه حلماً لن يتحقق ، وهذا يعكس النتائج على حزب العدالة والتنمية ، بل يُعد في صالح الأحزاب العلمانية المتشددة -كما ذكرتُ ، والجيش المسيطر على الحكومة وقراراتها.
ثانياً ، المشكلة الكردية ، التي تتضاخم مع مرور الوقت ، إلا أن حكومة أردوغان بذلت المساعي لحلها ، حيث سمحت لها بالبث الإعلام باللغة الكردية ، وكان ذلك ممنوعاً ، إلا أن البث لا يتجاوز مدته ساعتان . ومع هذا الفقر والجوع والكهرباء والماء وغيرها مما ستسبب المتاعب للحكومة الجديدة.
ثالثاً ، الأوضاع الاقتصادية ، بداية بمرورها بالأزمة كبيرة الحجم ، حينما تلقى الحزب الرئاسة ، وهذا مما أضعف جهود الحزب في تسوية الأزمة الاقتصادية ، ولو دعم (الأموال الخضراء) من قبل رجال الأعمال الذين يُحسنون الظن بهذه الحكومة ويرونها الحل اللازم لتركيا ، والدعم من قبل الإسلاميين -ولا أدري عن صحة هذا الخبر.
فهذه العوامل الثلاثة من أهم المؤثرات على الحزب ومستقبل تركيا بشكل عام ، ولا يُمكن كذلك تجاهل عوامل أخرى ، مثل احتمالات التقلب في الرأي العام ، وقدرة المعارضة على رص صفوفها من جديد ، وقضية فساد الحكومة إدارياً حيث أنها ناضجة ، وستقع في سلسلة من الفضائح ، بسبب قوة معارضيها (وكلما كان المعارض أقوى كلما كثرت الفضائح) ، وكذلك هناك عاملاً يُعد رئيساً ، وهو الجيش الذي ما زال يتصدى لقرارات الحزب الحاكم ، ويتدخل فيما لا يعنيه ، ومن آخره ما دفع ثمنه الحزب من المحاكمة القانونية بسبب وشاية الجيش ، خصوصاً بعدما تقلد جنرال جديد يُعد من صفوف أتاتورك المتشدد. وأحسب أن حزب العدالة والتنمية قد خلق قاعدة شعبية قوية (وهذا أهم شيء) ، سيحسب لها الجيش والمعارضة ألف حساب ، كما أن قيادة أردوغان عاملاً هاماً على الساحة السياسة ، فقد أثبت أنه الرجل الأقرب شعبياً لتركيا ، بما في ذلك توجهه الإسلامي ، وتلبسه لباس العدالة في نفس الوقت . وأياً كان الأمر فإننا سنظل متابعين لهذه التجربة (الثورة الصامتة) في تركيا بكامل صورها في تفاعلاتها الداخلية والخارجية.

انتهى ، وإن كان هناك سؤالاً فلا مانع منه.
__________________
وللحريّةِ الحمراء بابٌ * * بكلِّ يدٍ مُضرّجةٍ يُدقّ

من مواضيع جبران :
من أول صفحة !
دارفور
المسائل الخلافية الشرعية
تركيا من العلمانية المتشددة إلى الإسلام المتسامح
جبـران غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)