[وطـني الغالي]

رسالة مفتوحة للقلوب المفتوحة على طريق الخير

أبحرت سفينة صيد كبيرة في عرض من قرية لقصد الصيد وكان على متنها خلق كثير وكان لها ربان له باع كبير في قيادة السفن وفي مختلف الظروف والأوقات وكما هي العادة وضع الربان بعض الأفراد مماً يملكون الخبرة مساعدين له على ظهر السفينة ..... وأثناء الرحلة هبة عاصفة هوجاء وبدأ الموج بين ارتفاع وانخفاض ويمنة ويسرة وجه الربان المساعدين بأن تكون السفينة مواجهة للموج ،ولكن أحد المساعدين طلب أن تكون السفينة بشكل عرض أمام الموج ، قال له يابني إن خبرتك قليلة وأن السفينة تكون عرضة للانقلاب وهلاك الجميع .

بعد هذا الموقف انتهج هذا الرجل منهجاً أخر وحاول تقليل همم بعض الرجال ممن يثق بهم وأثناء السير في عرض البحر صادفهم سفينة أخرى صغيرة فطلب المغادرة لظروف معينة وتحقق له .......... وصل الرجل القرية وهنا تغير أسلوب الرجل وأخذ يبث بين أبناء القرية كل ما دار على ظهر السفينة وبما يراه مناسباً تارة وتارة أخرى يخبرهم بأن السفينة غارقة لا محالة .

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ 33


............ فزع الجميع وحزن أهل القرية على المصاب الجلل الذي سوف يحصل ، وترك الكثير أعمالهم الأساسية من زراعة ورعي وعمل وجلسوا بجانب الشاطئ ينتظرون ..........0

بعد يوم وفي الفجر صرخ الجميع مهللين ومكبرين لوصول السفينة الهالكة من وجهة نظر شخص واحد والذي أثار كل هذه المصيبة في القرية .... تعانق الجميع وقالوا بصوت واحد الحمد لله رب العالمين .
أما هذا الرجل الذي كان في وضع لا يحسد عليه فقد تطلق من حوله وقدموا للربان معتذرين له وللجميع ..... هنا تدارك الرجل الموقف وعرف أنه واحد من جماعة ونجاح الجماعة نجاح له والنجاح يحقق الخير للجميع .

لقد أستدرك هذا الرجل وتذكر قول عز وجل في محكم التنزيل
(( يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )) الكهف 49
في أخر المطاف سوء عمله وعاقبته في الدنيا وتذكر أن عاقبة الآخرة أشد وقعاً وأصبح واحد من أهل القرية الصالحين .
أما نحن فلاشك بأنه يمر علينا أيام أو لحظات قد تغرنا فيها قوتنا وشبابنا ويكون العزة والشموخ غير الصحي والغلظة في القول والفعل ... من هنا أنصح الجميع بالرجوع للنفس ومحاسبتها قل أن نحاسب وأن يكون رجوعنا للحق قبل رجوع هذا الرجل فالله سبحانه وتعالى حليم بعبادة .
ماذا لو أن هذا الرجل مات قبل ندمه!!!

إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 34

خاتمة

فلقد نعاك الشيب يوم رأيت رأسك أشيبا

الموت حق واقع على كل إنسان فيسن الإكثار من ذكره والاستعداد له والتأهب لنزوله، واخذ العدة لما وراءه وذلك بالمبادرة إلى التوبة من المعاصي ورد المظالم والتخلص من حقوق العباد حتى لا يفاجئ الموت الإنسان وهو في غفلة عنه.
فعلى الإنسان أن يخاف من الله تعالى ويتذكر العرض والسؤال بين يدي ربه جل وعز الذي قال سبحانه في كتابه: {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية} ولحديث "أكثروا من ذكر هادم اللذات" رواه الخمسة بأسانيد صحيحة وصححه ابن حبان.

((وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا الكهف )) 58
اللهم اهدنا للحق وبعثتا مع الشهداء والصالحين يوم لا بنفع مالاً ولا بنون

أخوكم في الله
وطني الغالي

[الضَمَـادَا ®]

تبي الصراحة ما عندي وقت أقرا بس قلت خلن أقوله
جزاك الله خير

[مجرد انسان]

مشكور اخوي وطني الغالي على المواضيع الخيري والمفيد...كاسبر3...

[مجودي1]

يبدو ان القسم خاص بالمركز ياابو!!!!!!!!!!!

ههههههههههههه

[أأأنا]

واحد يراسل بسرعه

[أأأنا]

السلام عليكم به احد