بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » مع بخلاء العصر مواقف ومشاهدات .

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 24-08-2008, 02:03 AM   #15
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
أبوس
اقتباس
حديثٌ حسنٌ مأنوسٌ ، والحاجةُ إليه ماسَّةٌ ؛ فقد ترى الأولينَ لهم من أنفسِهم نقدَةٌ عارفونَ ، يتلمّسون جوانبَ مجتمعاتِهم ، ويدركونَ محاسنَهم ، ولا يُفيتون مساوئَهم ؛ فألفوا في ( البخلاء ) ، و ( الحمقى والمغفلين ) ، و ( الأذكياء ) ، و ( الكرماء والأجواد ) ، و ( الحُفّاظ ) ، و ( الظرفاء ) .... إلخ

وتعجبُ كما تشاءُ حينَ ترَى مجتمعَنا معَ ما انتهَى إليهِ من تقدّمٍ ، وما أصابَ من رِفعةٍ ، وعلمٍ غَمرٍ = تجدُ بينَ كُتّابِهِ وأحوالِ عصرِهم حجابًا مضروبًا يحولُ بينَهم وبينَ معرفةِ بواطنهِ ، ودخائلِه ، والكشفِ عن مطاويهِ ؛ فهل رأيتَ مؤلّفًا أدبيًّا في أذكياء هذا العصر ، أو زُهّاده ، أو حُفّاظه ، أو ظُرفائه ، أو كُرمائِه ، أو (( بخلائه )) ؟!

إنك لن تجدَ ، ولو فَتشتَ .

وقد يجوزُ أن تجدَ ما سماهُ صاحبُه اسمًا من هذا القبيلِ ؛ ولكنه خِلوٌ من رُوحِ الأدبِ ، وجمالِ الأسلوبِ ، ولَطافةِ العَرضِ ، وسلامةِ اللغةِ .

- أما حديثُ الكرمِ ، والبخلِ ، فحديثٌ طَويلٌ ؛ غيرَ أنّ مما يُستحبّ الإبداءُ عنه أنّ كلَّ امرئ يُحبّ أن يدعى كريمًا ، ويأنفُ أن يُنسبَ إلى البُخلِ ؛ ولكنّ الناسَ في ذلكَ على فريقينِ ؛ ففريقٌ الكرمُ طبعٌ فيه ؛ يرتاحُ إليهِ ، وتهواه نفسُه . وفريقٌ آخرُ يتكلّف الكرمَ تكلُّفًا ، ويحملُ نفسَه عليهِ كرهًا ؛ فلا يلبثُ أن يستبينَ للناسِ ما يجتهدُ في طَيّه وإخفائِه ، إما في فلَتاتِ لسانِه ، وإما في تعابيرِ وجهِهِ ، وإمّا في نسيانِهِ أشياءَ من الكرمِ لا ينساها صادقُ الطبعِ !

- ومن شرّ البخلِ البخلُ بالسلام ، ولينِ الكلام ، وطلاقةِ الوجهِ ، وسَماحةِ المحادَثةِ ، والتهنئةِ ، والتعزيةِ . ومَن بخلَ بشيءٍ من هذا ، فهو أبخلُ الناسِ ، وأخبثُهم طبعًا ، وأصرحُهم لؤمًا ؛ إذ هذه الأمورُ مما لا تُكلّفُ صاحبَها مالاً ، ولا تُشرفُ به على فقرٍ ، ولا تُسأله جهدًا ولا نصبًا .

- أحدُهم زرتُه في بيتِهِ ؛ فبعدَ لأي قَدّم الشايَ وحدَهُ ، ووضعَه بينَ أيدينا ، ثم أخذتنا الأحاديثُ ، وخرجتُ ولم أشربْ شيئًا !

- وآخرُ من الأصحابِ على قربِ ما بيني وبينَهُ يبخلُ عليّ أن يدعوني إلى بيتِهِ ولو بالكلامِ ، معَ أنّ هذا لا يَنقصُ من مالِه شيئًا ؛ ولكنّه الطبعُ !
وأنا لا أحتاجُ إلى أكلٍ ، ولا شَربٍ ؛ ولكني أكرهُ أن يبلغَ بالنفوسِ اللؤمُ هذا المبلغَ .
هذا ، وهو يحضرُ إلى بيتي ما لا أحصي .

- ومن البخلِ البخلُ بشكرِ الكاتبِ إذا أحسنَ ؛ ولذا أشكرُ للفاضلِ / تأبط رأيًا كلَّ الشكرِ ، وحديثُه هذا بحقّ حديثٌ رائقٌ مهِمّ .


- أخي ، تأبط رأيًا ،
ما رأيك أن تؤلف كتابًا في بخلاء هذا العصر ؟ فقد اختلط الحابلُ بالنابل ، والتبسَ على كثير من الناس معرفةُ فرقِ ما بين البخل ، والكرم ، وما هو حقّ ، وما هو متكلَّفٌ مكروهٌ !

أخي الكريم :
أهلا بك ، سررت بتعليقك الذي ترك في أوارا لن ينطفئ .
البخيل بعيد عن الله بعيد عباده ويكفي فيه قوله تعالى :
( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )
ذكرت أن كتاب هذا العصر لم يؤلفوا في هذه الجوانب وصدقت وكأنها من سقط المتاع .
ولكنك رشحت العبد الضعيف ان يؤلف في ذلك وما أصبت ، فليس كل ما يلمع ذهب ، وفي المثل المحدث :
وما كل من طبّ المدارس أستاذ .
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)