[مؤدلج]

اقتباس وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها . . . الآية ) , فهو هنا قد أمر بالفسق ولم يعدل !

في كلام المفسّرين الوضوح والمعاني البينة ولله الحمد ، والقارئ لكتب التفاسير ولكتب أصول التفسير ، وكتب العقيدة ، يعرف كيف يفهم النص السابق ، والقارئ كذلك لكتب التاريخ الأدبي والثقافي والعلمي يعرف أنك ترد وحلاً كريهاً وهو الوحل المعتزلي الذي انقرض بمعانيه القديمة ومباحثه المعروفة ومنها العدل ، فهم يعتبرون العدل بالإضافة إلى التوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومبحثين آخرين هي أساس مباحث المعتزلة ، وكان من أبسط كلامهم في العدل وأكثره سطحيّة الجزئية التي سألت عنها ، بل إني أظن خطأي حين قلتُ أنك ترد وحل المعتزلة لأن المعتزلة على سوءها إلا أنها لا تشكك في القرآن ولا تصفه بما وصفته به ، بل كانت لهم جهودهم في الدعوة للإسلام وفي فلسفة الدين ليواجه الأديان الأخرى بنفس منطقهم ، والفكر المعتزلي قد انقرض كمذهب بعد أن كان المذهب الرسمي لدولة المأمون والمعتصم والواثق ، أي أنه وصل إلى مستوى عال في الدولة الإسلامية ، لكنه انقرض بسبب السوفسطائية الواضحة التي يحملها لأن كل ما ثبت بالجدل ينقض بالجدل ، فأقرأ يا أستاذ دلع في الكتب المتخصصة في الرد على الفلاسفة إن كنت عن الحق باحثاً وأرجو من الله ذلك .
أما الآية الكريمة فلن أفسرها ولست أهلاً لذلك ، لكن فقط فكّر في أنواع الأمر ومنها الأمر الكوني أو الأمر القدري والأمر الشرعي .
اسأل الله في هذا الشهر الكريم أن يصلح أحوال الجميع وأن يرينا الحق حقّاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .