|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
13-09-2008, 08:54 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 176
|
الفردوس المفقود (سلسلة حلقات)الحلقة التاسعة عشر و[الأخيرة] قصيدة رثاء سقوط الأندلس
الحلقة التاسعة عشر والأخيرة قَصِيدةُ ( رِثَاءُ الأَندلسِ ) للشّاعرِ أبي البَقاءِ صالحِ بنِ شَريفٍ الرّنْديّ رحمة الله تعالى عليه ، الموَلُود عامَ ( 601 ) والمتَوَفَّى عامَ ( 684 ) هـ ، والذِي قَضَى مُعْظَمَ حيَاتِه في رَنْدَة ، وجُزْءاً مِنْها في غُرْنَاطَة [ رجاء : من دخل هنا فليقرأ القصيدة كاملة فإن فيها العجبَ العجابَ ] لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ ....فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنســانُ هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ ......مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمـــــانُ وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ .....وَلا يَدُومُ عَلى حــالٍ لَها شـــانُ مَزِّقُ الدَهرُ حَتماً كُلَّ سابِغَةٍ ......إِذا نَبَت مَشرَفِيّات وَخرصــانُ وَيَنتَضي كُلَّ سَيفٍ للفَناء وَلَوْ كانَ .....ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد غمدانُ أَينَ المُلوكُ ذَوي التّيجانِ مِن يَمَنٍ .....وَأَيــنَ مِـنهُم أَكــالِيلٌ وَتيجَـانُ وَأَينَ ما شادَهُ شَدّادُ في إِرَمٍ ......وَأينَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ أَينَ ما حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ .......وَأَيـــنَ عادٌ وَشـدّادٌ وَقَــحـطـانُ أَتى عَلى الكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ ......حَتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما كانُوا وَصارَ ما كانَ مِن مُلكٍ وَمِن مَلكٍ ......كَما حَكى عَن خَيالِ الطَّيفِ وَسنانُ دارَ الزَمانُ عَلى دارا وَقاتِلِهِ ........وَأَمَّ كِـــسرى فَمــا آواهُ إِيـــوانُ كَأَنَّما الصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ سببٌ .....يَــوماً وَلا مَلَـكَ الدُنيـا سُلَيمانُ فَجائِعُ الدُهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ ........وَلِلزَّمانِ مَسرّاتٌ وَأَحزانُ وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها ......وَما لِما حَلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ دهى الجَزيرَة أَمرٌ لا عَزاءَ لَهُ .........هَوَى لَـهُ أُحُدٌ وَاِنهَدَّ ثَهلانُ أَصابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت ........حَتّى خَلَت مِنهُ أَقطارٌ وَبُلدانُ فاِسأل بَلَنسِيةً ما شَأنُ مُرسِيَةٍ ........وَأَينَ شاطِبة أَم أَينَ جيّانُ وَأَين قُرطُبة دارُ العُلُومِ فَكَم ......مِن عالِمٍ قَد سَما فِيها لَهُ شانُ وَأَينَ حمص وَما تَحويِهِ مِن نُزَهٍ .......وَنَهرُها العَذبُ فَيّاضٌ وَمَلآنُ قَوَاعد كُنَّ أَركانَ البِلادِ فَما عَسى .....البَقاءُ إِذا لَم تَبقَ أَركانُ تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَاءُ مِن أَسَفٍ........ كَما بَكى لِفِراقِ الإِلفِ هَيمَانُ عَلى دِيارٍ منَ الإِسلامِ خالِيَةٍ ..........قَد أَقفَرَت وَلَها بالكُفرِ عُمرانُ حَيثُ المَساجِدُ قَد صارَت كَنائِس ما ......فيــهِنَّ إِلّا نَواقِيسٌ وصـلبانُ حَتّى المَحاريبُ تَبكي وَهيَ جامِدَةٌ .......حَتّى المَنابِرُ تَبكي وَهيَ عيدَانُ يا غافِلاً وَلَهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ ......إِن كُنتَ في سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ وَماشِياً مَرِحاً يُلهِيهِ مَوطِنُهُ .....أَبَعـدَ حِمص تَغُرُّ المَرءَ أَوطانُ تِلكَ المُصِيبَةُ أَنسَت ما تَقَدَّمَها....... وَما لَها مِن طِوَالِ المَهرِ نِسيانُ يا أَيُّها المَلـكُ البَيضــاءُ رايَتُهُ ......أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لا كانوا يا راكِبينَ عِتاق الخَيلِ ضامِرَةً .......كَأَنَّها في مَجالِ السَبقِ عقــبانُ وَحامِلينَ سُيُوفَ الهِندِ مُرهَفَةً ........كَأَنَّها في ظَلامِ النَقـعِ نيــرَانُ وَراتِعينَ وَراءَ البَحرِ في دعةٍ......... لَهُم بِأَوطانِهِم عِزٌّ وَسلــطانُ أَعِندكُم نَبَأ مِن أَهلِ أَندَلُسٍ........ فَقَد سَرى بِحَدِيثِ القَومِ رُكبَانُ كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم .......قَتـلى وَأَسرى فَما يَهتَزَّ إِنسانُ ماذا التَقاطعُ في الإِسلامِ بَينَكُمُ .......وَأَنتـُم يـا عِـبَادَ اللـَهِ إِخـوَانُ أَلا نُفـوسٌ أَبــيّاتٌ لَـهـا هِمَـمٌ ......أَما عَلى الخَيرِ أَنصارٌ وَأَعوانُ يا مَن لِذلَّةِ قَـوم بَعـدَ عِـزّتهِم .......أَحـالَ حـالَهُـم كفـرٌ وَطُغيانُ بِالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي مَنازِلهِم .........عَلَيهِم من ثيـابِ الذُلِّ أَلوانُ فَلَو تَراهُم حَيارى لا دَلِيلَ لَهُم ......وَاليَومَ هُم في بِلادِ الكُفرِ عُبدانُ وَلَو رَأَيت بُكاهُم عِندَ بَيعهمُ........ لَهالَكَ الأَمرُ وَاِستَهوَتْكَ أَحزانُ يا رُبَّ أمٍّ وَطِفلٍ حيلَ بـينهُما ...كَـــما تُـــفَـــرَّقُ أَرواحٌ وَأَبــدانُ وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ برزت ....كَـــأَنّـَما هيَ يــاقُوتٌ وَمُرجـانُ يَقُودُها العِلجُ لِلمَكروهِ مُكرَهَةً .....وَالـعَينُ باكِـيَةٌ وَالقَـلـبُ حَــيرانُ لِمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ ......إِن كانَ في القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ عجيب أمر هذا الشاعر كأنه يتكلم عن عصرنا لكن قال الأول ( أُكلتُ يوم أُكِل الثور الأبيض ) هذه سنة الله في الأمة إذا ابتعدت عن منهج الله ولو تذكرون حلقة ( نهاية الأندلس ) وهي الحلقة السابعة عشر لتبيّن ذلك لكم جليا
اللهم احفظ أمة محمد صلى الله عليه وسلم |
الإشارات المرجعية |
|
|