بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » هذهِ فتوى الفضاءِ فمتى القضاءُ ؟

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 20-09-2008, 02:27 AM   #1
الطاحونة
عـضـو
 
صورة الطاحونة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
البلد: حيث أكون...!!
المشاركات: 695
هذهِ فتوى الفضاءِ فمتى القضاءُ ؟

هذه مقالة لأحمد العساف جزاه الله خيرا
بخصوص فتوى الشيخ / صالح اللحيدان حفظه الله أعجبتني فمن من منطلق
لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه أحببت أن يطلع عليها أخوتي وأخوات..


...................

وأما عامةُ النَّاسِ فموقنونَ بأثرِ هذهِ الفضائياتِ السيئِ على قلوبِهم
وجيوبِهم وعلى مستوى أبنائِهم السلوكي والفكري بالإضافةِ إلى حربِها الصريحةِ
على القيمِ النبيلةِ والمعاني الساميةِ مِنْ الحشمةِ والعفافِ واحترامِ الكبيرِ
وغيرِ ذلكَ مِنْ الخلالِ الحميدةِ التي ترتضيها الفطرُ السليمةُ وتقبلها
الجبلَّةُ العربيةُ الأصيلة ...


أحدثتْ فتوى الشيخِ صالح اللحيدان- حفظه الله - حولَ جوازِ قتلِ المفسدينَ مِنْ
ملاكِ الفضائياتِ بعدَ مقاضاتِهم لأنَّهم نشروا الشركَ والسحرَ والشعوذةَ
وبثّوا الفجورَ والمجونَ عبرَ قنواتِهم التي تنجَّسَ منها الغلافُ الجوي
والمشتكى لله وحده. وقدْ طارتْ هذه الفتوى في جميعِ الأنحاءِ وصارتْ الخبرَ
الأولَ لكثيرٍ مِنْ الوسائلِ الإعلاميةِ وأخذتْ نصيباً واسعاً مِنْ الشرحِ
والتحليل؛ ولا شكَ أنَّ في ذلكَ تأكيدٌ على عِظَمِ الفتوى وأهميةِ العلمِ
وعلوِّ كعبِ أهله.


وحيثُ أنَّ الخوضَ في الإفتاءِ شأنُ العلماءِ إذْ لا مكانَ لغيرِ الراسخينَ في
العلمِ للحديثِ عَنْ مثلِ هذهِ النوازلِ الخطيرةِ التي قالَ فيها شيخُ القضاةِ
وكبيرُ المدافعينَ عَنْ حِمى القضاءِ الشرعي كلمتَه التي اهتزتْ لها قلوبٌ
وارتعدتْ منها فرائصُ أقوامٍ باتوا يحسبونَ كلَّ ضوءٍ بارقٍ لمعانَ السيفِ فوقَ
مفارقِهم، ولأجلِ ذلكَ فليسَ مِنْ العدلِ ولا مِنْ العقلِ أنْ يُناقشَ هذهِ
الفتوى مَنْ كانَ جاهلاً بالعلمِ الشرعي ولوْ كانَ عالماً بغيره؛ وهذهِ بدهيةٌ
غائبةٌ مَعْ الأسفِ عندَ التطبيق؛ وإلاَّ فكما يُشنَّعُ على مدَّعي الطبِ
فأدعياءُ العلمِ أولى وأحقُّ بالزجرِ والتوبيخ.


وأولُ ما يتبادرُ للذهنِ بخصوصِ هذه الفتوى هو تفاعلُ الإعلامِ معها سلباً
وإيجاباً؛ فمِنْ خبرِ الإعلامِ النشرُ المحرَّفُ للفتوى عبرَ مواقعَ وقنواتٍ
ينتسبُ بعضها للمملكة وصرفُ الحديثِ عنْ جوهرِ الفتوى إلى مصالحَ وحساباتٍ
خاصة؛ وهذا النشرُ جريمةٌ تمسُّ كيانَ الدولةِ في شخصِ أحدِ أهمِ شخصياتها
الرسمية ! إضافةً إلى أنَّها إساءةٌ غليظةٌ بحقِّ الشيخِ الجليلِ وتسفيهٌ لوعي
المجتمع، ولا ندري متى يلتفتُ المصلحونَ لإعلامِنا الذي باتَ يمارسُ الخيانةَ
العظمى تجاهَ بلادِنا الطاهرةِ مرَّةً تلوَ المرَّة؛ وعقوبةُ الخيانةِ العظمى
تنتظرُ أولى الأحلامِ والقدرةِ والنُّهى فهلْ مِنْ مجيب؟


ولا نغادرُ ساحةَ الإعلامِ دونَ الإشارةِ المريرةِ إلى تعاملِ كثيرٍ مِنْ
الصحفِ وكتَّابِها مَعْ هذهِ الفتوى مِنْ حيثُ النقلُ والتحريفُ والتوظيف؛
وإنَّ المتابعَ لبعضِ صحافتِنا في كثيرٍ مِنْ قضايانا ليظنُّ أنَّ الصحافةَ
المحليةَ باتتْ طابوراً خامساً يغرزُ خنجره المسمومَ في خاصرةِ الوطنِ ليمزِّقَ
تماسكَه ويقضيَ على سرِّ وحدتِه المتميزة؛ فيا للهِ كيفَ يُتركُ مثلُ هؤلاءِ
يعيثونَ فساداً في بيتِنا الكبير؟ ومتى يُعادُ ترتيبُ صحفِنا حتى لا تكونَ
صوتاً واحداً يصفُ رأيَ أقليةٍ منكفئةٍ عِنْ همومِ مجتمعِها منكبَّةٍ على
أولوياتٍ حزبيةٍ لخدمةِ البُعداءِ والإضرارِ بالمجتمع.


وللعلماءِ الفضلاءِ الكبراءِ موقفُ صدقٍ وثباتٍ تجاهَ الأحداثِ والمستجدات؛
ولقدْ أضحتْ مشاركةُ العلماءِ الرَّبانينَ في معركةِ الإصلاحِ والتصحيحِ
ضروريةً في هذهِ المرحلة؛ ومِنْ أبجدياتِ هذهِ المشاركةِ التواصلُ الدائمُ مَعْ
ولاةِ الأمرِ والتشاورُ مَعْ العلماءِ والمتخصصينَ إضافةً إلى حملِ رايةِ
الأمرِ بالمعروفِ والنَّهي عنْ المنكرِ ومقارعةِ المفسدينَ الشانئينَ حتى يخنسَ
الباطلُ ويعلو الحقُّ والخير. وممَّا يُشارُ إليهِ أهميةُ كونِ الاجتهاداتِ
المخالفةِ غيرَ مخذِّلةٍ ولا مرجفة؛ فكلُّ رأيٍ بشريٍ عرضةٌ للصوابِ والخطأِ
بيدَ أنَّ رعايةَ حقوقِ أهلِ العلمِ وحفظَ مكانتِهم واجبٌ لا يتعارضُ معْ
إبداءِ آراءٍ أخرى؛ فالشغبُ شأنُ البطالينَ والهياجُ ديدنُ الفارغينَ؛ وأهلُ
العلمِ وطلابُه أبعدُ الخلقِ عنْ هاتينِ الخُلَّتين.


وتزدادُ المسؤوليةُ على الدولةِ المسلمةِ المحكِّمةِ لشرعِ الله؛ فهذهِ
الفضائياتُ مسجلةٌ بأسماءِ مواطنيها وأبنائِها في الغالب؛ وعلماءُ المسلمين
الذين ظلوا أوفياءَ للحقِّ عقوداً طويلةً يتعرَّضونَ لحملةٍ لا تعرفُ التوقيرَ
أوْ الالتزامَ بالمهنيةِ الإعلامية. وإنَّ السهامَ الطائشةَ التي تساقطتْ مِنْ
كلِّ حدَبٍ وصوبٍ على الحسبةِ وتعليمِ البناتِ والفتيا وشؤونِ الحرمينِ
والدَّعوةِ وأئمَّةِ المساجدِ وخطباءِ الجمعِ ومؤسساتِ العمل الخيري ثمَّ
تجرأتْ على عددٍ مِنْ العلماءِ الكبارِ لتقفَ اليومَ عندَ القضاءِ بنظامهِ
وشيوخهِ لمْ يبقَ لها مِنْ شيءٍ تستهدفه سوى هيبةِ الحكمِ إلاَّ إنْ سبقَ
الكتابُ وأُخمدتْ نارُ القومِ التي يزداد ضرامها يوماً بعدَ يوم؛ ولا نعلمُ
سبباً وجيهاً لحمايةِ الصحفيينَ والإعلاميينَ منْ المثولِ أمامَ القضاءِ الشرعي
كما أنَّ كثيراً منْ المراقبينَ ينتظرونَ تدخلَ الدولةِ لحمايةِ العلماءِ
الذينَ تستشيرهم وتلتزمُ برأيهم في بعضِ المسائل؛ ولعلَّ فتوى الشيخِ أنْ تكونَ
سبباً مباركاً لبدءِ محاكمةِ مجرمي الإعلامِ المرئي والمقروءِ والمسموعِ ويالهُ
مِنْ فتحٍ يسجلُّ لمنْ سيبدأه؛ والأجرُ عندَ الله.


وأما عامةُ النَّاسِ فموقنونَ بأثرِ هذهِ الفضائياتِ السيئِ على قلوبِهم
وجيوبِهم وعلى مستوى أبنائِهم السلوكي والفكري بالإضافةِ إلى حربِها الصريحةِ
على القيمِ النبيلةِ والمعاني الساميةِ مِنْ الحشمةِ والعفافِ واحترامِ الكبيرِ
وغيرِ ذلكَ مِنْ الخلالِ الحميدةِ التي ترتضيها الفطرُ السليمةُ وتقبلها
الجبلَّةُ العربيةُ الأصيلة، ومعْ وجودِ هذا القدرِ مِنْ الاقتناعِ واليقينِ
إلاَّ أنَّ التحركَ العمليَ مِنْ قبلِ أفرادِ المجتمعِ ضعيفٌ للغايةِ إلى درجةِ
العجزِ عنْ ترتيبِ مشاهدةِ هذهِ القنواتِ فضلاً عنْ تطهيرِ البيوتِ مِنْ
دنسِها؛ وهيَ حالٌ مِنْ حالاتِ الانفصالِ بينَ الفكرةِ والسلوكِ وبينَ التنظيرِ
والتطبيقِ التي تعاني منها مجتمعاتُ المسلمين، وهذا لا يمنعُ مِنْ أنْ يُقالَ
للنَّاسِ كافَّة: كونوا معْ أولياءِ اللهِ ضدَّ أولياءِ الشيطان.
وفي مجتمعنا المباركِ قياداتٌ فاعلةٌ ومؤثرة؛ كطلابِ العلمِ وأساتذةِ الجامعاتِ
والمحتسبينَ والأثرياءِ والوجهاءِ ومعلمي مدارسِ التعليمِ العامِّ إضافةً إلى
الخطباءِ وأئمةِ المساجدِ وروادِ العملِ الخيري والاجتماعي والمربينَ
والكتَّابِ والمدربينَ وانتهاءً بجمهرةِ المثقفينَ والقراءِ النابهينَ مِنْ
الجنسين؛ ومِنْ أمثالِ هؤلاءِ البررةِ ننتظرُ الخيريةَ والبركةَ والريادةَ
لمجتمعنا إصلاحاً وتصحيحاً ونصرةً للحقِّ وأهلهِ وتخليصَ أوطاننا مِنْ المجرمين
وتعزيزَ مكانةِ الدولةِ في العالمِ الإسلامي قاطبة.


__________________
سُئِلَ غاندي : لماذا لا تنتــقِم من أعدائك ؟؟
فرد : أنَني لا أستَطــــيعُ أن أقضي عُمري , في الجَري وراء كلبٍ , لِأعُضَــهُ كـــما عَضنَي .

آخر من قام بالتعديل الطاحونة; بتاريخ 20-09-2008 الساعة 02:32 AM.
الطاحونة غير متصل  


قديم(ـة) 20-09-2008, 05:28 AM   #2
سفير الشمال
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 362
ولا
اقتباس
نعلمُ
سبباً وجيهاً لحمايةِ الصحفيينَ والإعلاميينَ منْ المثولِ أمامَ القضاءِ الشرعي

الطاحونه/بارك الله فيك

وجزا الله احمد العساف خير الجزاء على هذه المقالة الوافيه
سفير الشمال غير متصل  
قديم(ـة) 20-09-2008, 05:34 AM   #3
%*%الحلوة%*%
عـضـو
 
صورة %*%الحلوة%*% الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
البلد: في عآآآآلمي
المشاركات: 1,974
إيه والله ذبحتنا الفضائيات

جزاك الله خيرا أخي
وجعله في ميزان حسناتك
%*%الحلوة%*% غير متصل  
قديم(ـة) 20-09-2008, 05:35 AM   #4
SORRY
عـضـو
 
صورة SORRY الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
البلد: تـــبـــوكــ الـــورد
المشاركات: 1,417
اللهم اجعلها في موازين حسناته
__________________
.

تم .. بفضل الله


.
SORRY غير متصل  
قديم(ـة) 20-09-2008, 07:15 AM   #5
الطاحونة
عـضـو
 
صورة الطاحونة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
البلد: حيث أكون...!!
المشاركات: 695
سفير الشمال..
الحلوة..
رامــي..
أشكركم على المرور والكلمة الطيبة ـ( الكلمة الطيبة صدقة)ـ
__________________
سُئِلَ غاندي : لماذا لا تنتــقِم من أعدائك ؟؟
فرد : أنَني لا أستَطــــيعُ أن أقضي عُمري , في الجَري وراء كلبٍ , لِأعُضَــهُ كـــما عَضنَي .
الطاحونة غير متصل  
قديم(ـة) 20-09-2008, 08:39 AM   #6
azizreem
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 169
اعجبني تعليق على الفتوى باحد المنتديات فنقلته لكم :

بدءً ينبغي التفريق الواضح بين " الصحّة " و " الصلاحية " ؛ فالصحّة تتعلق بصواب الفكرة في ذاتها ، أي تتناول الحق والصواب بقطع النظر عن دخوله في منظومة الواقع أو عدمه . أما الصلاحية فهي تتعلق بفعالية الفكرة حينما تدخل في منظومة الأفكار والأشياء والأحداث ، فيصبح لها تأثير ملموس ، يمكن ملاحظته وتقييمه .

صحة الفكرة إذًا لا تعني أنها دائما فعّالة وصالحة ، فالقرآن العظيم مثلا فكرة صحيحة كلّ الصحة في اعتقاد المسلم ، ولكن التاريخ الإسلامي يثبت أن هذه الفكرة التي هي حق في مضمونها كانت فعّالة في ظروف دون ظروف ، كما أن واقعنا الإسلامي اليوم يثبت أن القرآن العظيم مع أنه هو الدين الحق الوحيد في العالم إلا أن الدائنين به من المسلمين يعيشون في حالة ضعف وذلة ، نرجو أن تنقشع قريبا . كما أن فعاليّة الفكرة لا تعني أنها دائما صحيحة ، فهانحن نرى الحضارة الغربية المعاصرة تتسيد العالم وتفرض على جزء كبير منه كثيرا من قيمها ومنتجاتها ، مع أنها حضارة مبنية على أفكار يحكم الإسلام على كثير منها بالبطلان !

على ضوء التمييز بين الأمرين ، أدخل إلى موضوع " الفتوى المثيرة " التي ذهبت إلى وجوب محاكمة أصحاب القنوات التي تبث الفساد العقدي والخلقي ، وردعهم بالسبل الممكنة ، فإن لم يرتدعوا بها ، ولم يمكن معاقبتهم إلا بالقتل فإن هذا جائز قضاءً .

والحقيقة أن من يملك مستوى مقبولا من العلم والفهم إذا نظر في هذه الفتوى من حيث مطابقة " معناها " للنصوص الشرعية المستشهَد بها يجد توافقًا ـ على الأقل ظاهريا ـ مع مضمون تلك النصوص ، فقوله تعالى : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يُقتّلوا ... ) الخ ، وقوله : ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فقد قتل الناس جميعا ... ) الخ ؛ يتوافقان مع مضمون الفتوى من حيث نوعية الجرم والجزاء ومن حيث وصف الجرم ، فالآيتان ذكرتا الجرم ، وهو محاربة الله ورسوله والسعي في الأرض بالفساد ، وكذلك الفتوى . والآيتان ذكرتا القتل بوصفه نوعا من أنواع عقوبة الإفساد في الأرض ، وكذلك الفتوى . والآيتان أجْمَلتا وصف الجرم ، وهو الإفساد في الأرض ، وكذلك الفتوى . إذًا نستطيع القول بأن الفتوى باعتبارها فكرة مجردة صحيحة .

لكنّ الفتوى في العرف الفقهي ـ كما هومعلوم ـ ليست مجردَ " شرح " لنص شرعي ، وإلا لأصبح تفسيرنا لأيّ آية أو حديث فتوى ! بل الفتوى فكرة تجمع في طيّها أمورا عدة ؛ منها فهمٌ مطابق لمعنى النص الشرعي المستشهَد به ولمقصوده ، ومراعاة لبقية نصوص الشريعة ومقاصدها ، وفهم لقول السائل ومقصوده ، ومراعاة مطابقة الفتوى لمقتضى الحال ، بكل ما فيه من أشخاص وأحداث وأشياء . فإذا نظرنا إلى الفتوى من حيث هذه الاعتبارات كلها وجدنا أنها تخلو من الفعالية ! أو فلنقل إنها ستخلو من الفعالية الإيجابية مع احتفاظها بصحة الفكرة التي تتعلق بمعنى النص المفرد فقط ، أي شرح النص ! وأخُصّ " النوع الإيجابي " من الفعالية بالذكر ، لأنها ربما لا تخلو مستقبلا ـ وأرجو أن أكون مخطئا ـ من " النوع السلبي " منها !

إن ملاحظة عدم الفعالية الإيجابية يمكن من خلال ما يلي :

أ ـ صاحب الفتوى المحترم ، يعلن حرصه على طاعة أولي الأمر وكسب رضاهم ، وأنه لا يهمه غضب الآخرين إن رضوا عنه ، وهذا شيء طيب يُشكر عليه جزاه الله خيرا ، لكنّ كثيرا من تلك القنوات التي تنصبّ الفتوى عليها وعلى أصحابها يملكها بعضُ أولي الأمر المذكورين أو يشتركون في ملكها ! فمؤكّدٌ إذًا أن الفتوى ليست موجّهة إليهم ؛ لأنه لا يُتصوّر أن يقول شخص لمن يطلب رضاه : إنه يجوز قتلك ! أو قتل شريكك المقرّب منك ! إلا على سبيل المزاح ! وقطعًا أن الفتوى جِدٌّ كلُها .

ب ـ القضاء بنظامه وواقعه الحالي ليس له استقلال وسلطة تامة تمكنه من البت في كل قضايا الدولة الإعلامية والمالية وغيرها ، ولا يتعرض لشيء منها إلا إذا قُدِّم إليه للنظر فيه ، ومن ثمّ فالحديث عن معاقبة مالكي قنواتٍ فضائية مدعومة حكوميا بما قد يصل إلى القتل يُعدّ في نحْو الفتوى " جملة غير مفيدة " !

إن المشكلة لا تكمن هنا !

فالفكرة الصحيحة إذا لم تجد بيئة تعمل فيها بتلقائية ؛ أي فعالية إيجابية ، تصبح منعزلة عن الواقع ، وتغدو مغتربة ، ومن هنا يبدأ الخطر ! فالفكرة الصحيحة لا تستطيع أن تتحول إلى واقع مثمر إيجابي لوحدها ، بل يتم لها ذلك عن طريق مجتمع مؤمن بها ، وقادر على حملها ، وكُفْء في الوقت نفسه في فهمها على الوجه الصحيح وتوظيفها على الوجه الصحيح . فإن لم تجد هذه البيئةَ المشروطةَ القادرة على تفعيلها بالشكل الإيجابي الصحيح ، فإنها تصبح حينئذ فكرة مغتربة مشرّدة يسهل اقتناصها من قِبل قطّاع الطريق الذين ليسوا من أهلها ، فحينئذ تتم عمليات السطو والاغتصاب والتخريب التي يقوم بها قطّاع الطرق في العادة ، فتُمزَّق الفكرةُ وتُشوّه حتى تتحول بكل سهولة على أيدي قطّاع الطريق إلى " فكرة باطلة " ! ومن ثمّ تكتسب لها من خلالهم وجودا وفعالية ، ولكنها وعلى غير المرغوب من أهل الخير ستكون " فعالية سلبية " ؛ ففي خصوص موضوعنا تتحول الفكرة القرآنية الطيبة الصحيحة ، إلى فكرة شيطانية خبيثة باطلة ، وذلك حين يُسيء أهلها الطيبون الصالحون معاملتها ، فيَعرضونها بغير ما هي عليه في حقيقتها القرآنية ، ويخرجونها إلى الوجود دون أن يُهيئوا لها واقعا تعيش فيه وتُؤثر من خلاله ، فلا يكون لها مصداقية واقعية ، فتغترب ، ثم تُختَطف ، ثم تشوّه ، ثم تُدمِّر !

إنها ـ بلغة الأستاذ مالك بن نبي ـ تنتقم حينئذ ممن خذلها وأساء استعمالها ! وما أقسى انتقام الأفكار المخذولة !!

أسأل الله الكريم ، أن يصلح أفكارنا وأحوالنا أجمعين ، وأن يعلمنا " سياسة القول " قبل أن يعلمنا القول ، وأن يجنبنا شرور اغتراب الأفكار الصحيحة واختطافها ، وأن يجعلنا ممن أوتي نصيبا من مضمون قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) .
__________________
يكفي معك قضيت زهرة اسنيني
حلم مضى يا ليت راعيه ما فاق
مكتوب اواجه ما كتب في جبيني
وعزاي كل الخلق في حكم خلاق
و دنياك هذي كلها دمعتيني
دمعة لقاء00والثانيه دمعة افراق
azizreem غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)