مسّك النّصب وأعياك اللغوب لزرع نواة ، وغرس فسيلة ، ترجو من الله حملها ، وينع ثمارها ، فإذ بك لا تحصد منها قطمير !.
قال بعضهم : تسمع قوله تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ).
وأنت تحدّق إلى المحظورات تحديق متوسّل أو متأسف كيف لا سبيل لك إليها . ثمّ تسمع قوله تعالى (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ)
تهش لها كأنها فيك نزلتْ ، وتسمع بعدها : (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ). فتطمئن أنها لغيرك.
ومن أين ثبتَ هذا الأمر؟ ومن أين جاء الطمع؟ الله الله ، خدعة حالت بينك وبين التّقوى.
أيّام القطِاف أيّام لا تسودها أقلام ، فلم أحصر منها إلا كظفر في أُصبع ، وقطرة من ينبوع ، ودقيقة في أسبوع ، فلا تذمنّ لتقصير الموضوع ،
ما أعجبك منه فخذه ، وما كرهته فدعه ، واتّهم فهمك.
|