[مبارز]

-

الفئران أول من يقفز من السفينة الغارقة ، فهي تقفز فوراً إذا أحست بخطر الغرق ، ومن عجائب البحر أن الفئران التي تتقافز من السفينة تستقبلها الأسماك الجائعة فتمزغ أحشاءها ، ولو كان للفئران عقول ( وهذا من حكمة ربك ) لما بادرت بالانتحار بهذه الطريقة الغبية لان الموت غرقاً في سفينتهم خيراً لهم من أن تمزغ أجسادهم وحوش البحر وهم أحياء كما أن مصير السفينة يظل مجهولاً حتى لو تحطم صاريها ودخلها الماء من كل جانب ! . فالأمر بيد الله من قبل ومن بعد .

ما بين طرفة عين وانتباهتها ... يبدل الله من حالٍ إلى حالِ

السفينة العربية تتجه إلى الغرق لسوء أعمال أربابها لكن مما يغيظ ويحز في النفس أن بعض ركابها ممن يعتقدون انهم لا يعنيهم أمرها بدأت أصواتهم النشاز تفضح نفسها ، فالآن نبت لبعضهم ألسن جديدة غير السنتهم وبرزت لهم قلوب غير قلوبهم .

" .... قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ .... "

يا أخوان الدين والتاريخ ... إياكم والغفلة فهي مهلكة لكم ولنا
إن كنتم ظُلمتم .. فقد ظُلمنا مثلكم ... فنحن وأنتم بالمصاب سواء ... وإياكم وطاعة فئرانكم فسيوردونكم موارد التهلكة فتندموا ساعة لا ندم

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "


والله من وراء القصد ...

-

ملاحظة : تمزغ = تمزق !