الحلقة ( 3 ) من سلسلة قصص من حياة الصحابة ...

حمقون · 27-03-2003, 02:47 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

فهذه هي الحلقة الثالثة من قصص من حياة الصحابة ....

ونحن مع الصحابي / سعيد بن عامر الجمحي رضي الله عنه وأرضاه ...

وقد توقفنا في الحلقة الماضية على :

ماذا تعلّم سعيد من خبيب ؟؟؟

علمه أن الحياة الحقّة عقيدة وجهاد في سبيل العقيدة حتى الموت .

وعلّمه أيضا أن الإيمان الراسخ يفعل الأعاجيب ويصنع المعجزات .

وعلّمه أمرا آخر وهو أن الرجل الذي يحبّه أصحابه كل هذا الحب إنما هو نبي مؤيد من السماء .

عند ذلك شرح الله صدر سعيد للإسلام فقام في ملأ من الناس وأعلن براءته من آثام قريش وأوزارها وخلعه

لأصنامها وأوثانها ودخوله في دين الله .

هاجر سعيد إلى المدينة ولزم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وشهد معه خيبر وما بعدها من الغزوات .

ولما انتقل رسول الله إلى الرفيق الأعلى ظل من بعده سيفا مسلولا في أيدي خليفتيه أبي بكر وعمر وعاش مثلا

فريدا فذّا للمؤمن الذي اشترى الآخرة بالدنيا وآثر مرضاة الله وثوابه على سائر رغباته .

وكان خليفتا رسول الله يعرفان لسعيد صدقه وتقواه ويستمعان إلى نصحه ويصغيان لقوله .

دخل على عمر رضي الله عنه في أول خلافته فقال : ياعمر أوصيك أن تخشى الله في الناس ولا تخشى في الله

وألا يخالف قولك فعلك فإن خير القول ماصدقه الفعل ...

ياعمر : أقم وجهك لمن ولاك الله أمرهمن بعيد المسلمين وقريبهم وأحبّ لهم ماتحبّ لنفسك وأهل بيتك واكره

لهم ماتكره لنفسك وأهل بيتك وخض الغمرات إلى الحق ولا تخف في الله لومة لائم .

فقال عمر : ومن يستطيع ذلك ياسعيد ؟!

فقال : يستطيعه رجل مثلك ممن ولاهم الله أمر أمة محمد وليس بينه وبين الله أحد .

عند ذلك دعا عمر سعيدا إلى مؤازرته وقال : ياسعيد إنا مولوك على أهل حمص فقال :

ياعمر نشدتك الله ألا تفتنني فغضب عمر وقال : ويحكم وضعتم هذا الأمر في عنقي ثم تخليتم عنّي !!

والله لا أدعك ثم ولاه على حمص . وقال عمر : ألا نفرض لك رزقا ؟ قال : وما أفعل به ياأمير المؤمنين ؟! فإن

عطائي من بيت المال يزيد عن حاجتي ثم مضى لحمص .

وما هو إلا قليل حتى وفد على أمير المؤمنين بعض من يثق بهم من أهل حمص فقال لهم : اكتبوا لي أسماء

فقرائكم حتى أسدّ حاجتهم .

فرفعوا كتابا فإذا فيه : فلان وفلان وسعيد بن عامر فقال : ومن سعيد بن عامر ؟! فقالوا : أميرنا .

فقال عمر : أميركم فقير ؟1 فقالوا : نعم ووالله إنه لتمر عليه الأيام الطوال ولا يوقد في بيته نار .

فبكى عمر حتى بلّلت دموعه لحيته ثم عمد إلى ألف دينار فجعلها في صرة وقال : إقرؤوا عليه السلام مني وقولوا

له : بعث إليك أمير المؤمنين بهذا المال لتستعين به على قضاء حاجاتك .

جاء الوفد إلى سعيد بالصرّة فنظر إليها فإذا هي دنانير فجعل يبعدها عنه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون

ــ كأنما نزلت به نازلة أو حلت به مصيبة ــ فهبت زوجته مذعورة وقالت : ماشأنك ياسعيد ؟ !

أمات أمير المؤمنين ؟! فقال : بل أعظم من ذلك . قالت : أأصيب المسلمون في وقعة ؟! فقال : بل أعظم من

ذلك . فقالت : وما أعظم من ذلك ؟! فقال :

ماذا قال سعيد بن عامر لزوجته ؟؟؟

تابعوا معنا الحلقة القادمة

والسلام عليكم

برق1 · 27-03-2003, 11:53 PM

رضي الله عن سعيد بن عامر , وخبيب والفاروق والصحابة أجمعين
جزاك ربي خيرا

27-03-2003, 02:47 PM	#1
حمقون عـضـو تاريخ التسجيل: Sep 2002 المشاركات: 216	الحلقة ( 3 ) من سلسلة قصص من حياة الصحابة ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... فهذه هي الحلقة الثالثة من قصص من حياة الصحابة .... ونحن مع الصحابي / سعيد بن عامر الجمحي رضي الله عنه وأرضاه ... وقد توقفنا في الحلقة الماضية على : ماذا تعلّم سعيد من خبيب ؟؟؟ علمه أن الحياة الحقّة عقيدة وجهاد في سبيل العقيدة حتى الموت . وعلّمه أيضا أن الإيمان الراسخ يفعل الأعاجيب ويصنع المعجزات . وعلّمه أمرا آخر وهو أن الرجل الذي يحبّه أصحابه كل هذا الحب إنما هو نبي مؤيد من السماء . عند ذلك شرح الله صدر سعيد للإسلام فقام في ملأ من الناس وأعلن براءته من آثام قريش وأوزارها وخلعه لأصنامها وأوثانها ودخوله في دين الله . هاجر سعيد إلى المدينة ولزم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وشهد معه خيبر وما بعدها من الغزوات . ولما انتقل رسول الله إلى الرفيق الأعلى ظل من بعده سيفا مسلولا في أيدي خليفتيه أبي بكر وعمر وعاش مثلا فريدا فذّا للمؤمن الذي اشترى الآخرة بالدنيا وآثر مرضاة الله وثوابه على سائر رغباته . وكان خليفتا رسول الله يعرفان لسعيد صدقه وتقواه ويستمعان إلى نصحه ويصغيان لقوله . دخل على عمر رضي الله عنه في أول خلافته فقال : ياعمر أوصيك أن تخشى الله في الناس ولا تخشى في الله وألا يخالف قولك فعلك فإن خير القول ماصدقه الفعل ... ياعمر : أقم وجهك لمن ولاك الله أمرهمن بعيد المسلمين وقريبهم وأحبّ لهم ماتحبّ لنفسك وأهل بيتك واكره لهم ماتكره لنفسك وأهل بيتك وخض الغمرات إلى الحق ولا تخف في الله لومة لائم . فقال عمر : ومن يستطيع ذلك ياسعيد ؟! فقال : يستطيعه رجل مثلك ممن ولاهم الله أمر أمة محمد وليس بينه وبين الله أحد . عند ذلك دعا عمر سعيدا إلى مؤازرته وقال : ياسعيد إنا مولوك على أهل حمص فقال : ياعمر نشدتك الله ألا تفتنني فغضب عمر وقال : ويحكم وضعتم هذا الأمر في عنقي ثم تخليتم عنّي !! والله لا أدعك ثم ولاه على حمص . وقال عمر : ألا نفرض لك رزقا ؟ قال : وما أفعل به ياأمير المؤمنين ؟! فإن عطائي من بيت المال يزيد عن حاجتي ثم مضى لحمص . وما هو إلا قليل حتى وفد على أمير المؤمنين بعض من يثق بهم من أهل حمص فقال لهم : اكتبوا لي أسماء فقرائكم حتى أسدّ حاجتهم . فرفعوا كتابا فإذا فيه : فلان وفلان وسعيد بن عامر فقال : ومن سعيد بن عامر ؟! فقالوا : أميرنا . فقال عمر : أميركم فقير ؟1 فقالوا : نعم ووالله إنه لتمر عليه الأيام الطوال ولا يوقد في بيته نار . فبكى عمر حتى بلّلت دموعه لحيته ثم عمد إلى ألف دينار فجعلها في صرة وقال : إقرؤوا عليه السلام مني وقولوا له : بعث إليك أمير المؤمنين بهذا المال لتستعين به على قضاء حاجاتك . جاء الوفد إلى سعيد بالصرّة فنظر إليها فإذا هي دنانير فجعل يبعدها عنه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ــ كأنما نزلت به نازلة أو حلت به مصيبة ــ فهبت زوجته مذعورة وقالت : ماشأنك ياسعيد ؟ ! أمات أمير المؤمنين ؟! فقال : بل أعظم من ذلك . قالت : أأصيب المسلمون في وقعة ؟! فقال : بل أعظم من ذلك . فقالت : وما أعظم من ذلك ؟! فقال : ماذا قال سعيد بن عامر لزوجته ؟؟؟ تابعوا معنا الحلقة القادمة والسلام عليكم

27-03-2003, 11:53 PM	#2
برق1 كاتب مميّز تاريخ التسجيل: Jan 2002 البلد: السعودية المشاركات: 1,743	رضي الله عن سعيد بن عامر , وخبيب والفاروق والصحابة أجمعين جزاك ربي خيرا __________________ إذا قرأت توقيعي فقل : لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له