|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 319
|
محاكمـــة
لمّا كان الإطراء ثمرة الضّعفاء ، والذمّ عدّة السّفهاء ، وعمدة النّفاق الجدل ، تعوّذتُ بهذه المقدّمة ، وجلستُ منها مجلس الحاكم ، استنطق لسان الخصمين بما يقوله الحاكم. قال الحاكم: (وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ). أمّا بعد: فإنّ قابل المدح كمادح نفسه ، فإنْ أظهرتَ حبّك له كنتَ ثلمة يتلابدون عليك بها ، وشق ينفذون منها إليك. وقد حكمنا عليك بالصّغار إلا أن تتعوّذ بالإخلاص ، ودوام المراقبة لله. قال الخصم الأوّل: أيّها الحاكم ! مَن يبل المادح يعرف صدقه من كذبه ، فإن تعرف له فضلاً يُعزّك ، وإن تستصرخ به ينصرك ، فإن أجاب لهذا وإلاّ كذب. قال الخصم الآخر: كذب -والله ولو صدق ! من العجب أن يُبتلى المادح بالممدوح . فيُريد أن يكشف غبطه أو كرهه !!. ولقد علمتُ أنه من فرّط في سخرة الإطراء أهلكه النّاس ، فلا تجعل على نفسك للهلاك سبيلاً. فانفضّ المجلس بإشارة من الحاكم لمّا بلغ قوله : (فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) . قلتُ: إن لكل نطفة جزءاً من كل فضيلة ، ولم تبتل النّطف قط ببلاء هو أعظم عليها من غلبة السّفهاء على أسيادهم ، وإيراثهم منازل علْيتهم. يُتبع -إن شاء الله. آخر من قام بالتعديل الكامل; بتاريخ 15-10-2008 الساعة 10:58 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|