|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
24-03-2003, 06:33 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: $$بــــريــــدة$$
المشاركات: 1,124
|
مثبت:أيسر الدروس في تهذيب النفوس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين " ذكرى للذاكرين " عنوان لفكرة متغيرة.... تحمل في كل حين تذكرة وموعظة لقيمة عالية أو خلق حميد. الغاية أن نحقق معانٍ كثيرة ومقاصد صحيحة.... هي أنفاس بعيدة عن هموم هذا المكان، لكنها أثمن من أن تضيع أو تنسى من بين ما نحمل من هموم. نستفتح قبلا بدعاء صادق لله وحده أن يهدينا ويدلنا على طيب القول وصالح العمل وأن يجمعنا على محبة فيه لا لدنيا أو هوى.... نسأله سبحانه أن يجعلنا ممن يستمع للقول فيتبع أحسنه إنه ولي ذلك والقادر عليه أيسر الدروس في تهذيب النفوس سبحان من تفرد بالكمال وحده، وسبحان من ليس له ند ولا مثيل، سبحانه الواحد الأحد، تنزه عن الشبيه أو الشريك أو الولد. خلق سبحانه العباد.... وجرت سنته أن لا يكونوا على سواء، لا على خَلق أو خُلق ولا في صحة أو مال، ولأجل ذلك تباينوا وتمايزوا وعلا بعضهم بعضا لكنهم عند الله سواء والوزن الحق عنده سبحانه: ( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ). والباعث على التقوى والإيمان هي النفس أولا فبها تعلو الهمم وتزداد من الخير، كما أن عليها وزر كل رذيلة وإثم وفجور. إن أولى ما يهتم به المرء هو إصلاحه لذاته فهو مسؤول أمام الله عن نفسه وعمله وحده فهو محاسب وسيسأل فردا عن شأنه كله، قال تعالى: ( إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَـنِ عَبْداً * لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً ). إن اكتشاف العبد لقصوره من أوائل خطوات تربية النفس. فمن عرف في نفسه القصور وأدرك مكامن النقص لزمته مبادرة إلى إصلاح ما كرهه منها، والمعرفة لذاتها مما يدعو للتهذيب وللسير في تلكم السبيل سيرا حثيثا، فالقصور وإن كان عيبا ليس بصارف عن العلاج أو حتى عذرا للإقامة والركون على النقص. ومن نعم الله على من يسلك طريق تربية الذات أن يعينه ويزيده من فضله إن هو أخلص النية وأراد بعمله مرضاة ربه، قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ). فمن غير لله غير الله له، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. * نعمة ونقمة: إن من آثار الإصلاح على النفس أن تهيئ سبل النجاح لصاحبها وتفتح له أبوابا مغلقة ما كان أن يدركها في ذاته لولا تطويعه وتهذيبه لها بما فيه الخير والفلاح. فكل نفس لا تُشغل بالطاعة تشغل صاحبها بالمعصية، وعندئذ تكون كالخيل بلا لجام، تقوده لكل هاوية بلا صواب.... فتصرفه عن أداء واجب وتحقيق أمنية ومعرفة الغاية. إنها نعمة النفس التي وُهبتها فصنها وأقبل غير متردد.... أقبل ولا تخف على سبيل لا نجاة ولا راحة إلا به، قال تعالى: ( وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ). حري بمن وُهب النعمة أن يشكر، وبمن أُودع الأمانة أن يُؤدها.... وبمن عرف الحق أن يفزع للعمل. أما من أسلم نفسه للملذات وأطلق الهوى لما اشتهى، فقد خاب وخسر.... ثم لا تسأل عن العاقبة، فلا أمن به يُوعد ولا أماني له تُجاب، قَالَ صلى الله عليه وسلم: « الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمنَّى عَلَى الله » رواه الترمذي. ولا غرابة في أن يُحال هوان هذه الأمة لخواء النفوس، فمن لا يملك حمل نفسه إلى علياء العزة فلن تهوي به إلا في هاوية الذل والخذلان. * منهج وحلول: إن وسائل التربية ليست على مثال ومنهج واحد…. فكل نفس لها حاجة وميل وغاية. وأحوج ما يحتاجه المرء أن يرسم طريقا واحدا للثلاثة، وليتفانى في ذلك لئلا تشق عليه الإجابة حين يُدعى إليها أو يُقعده الوهن حين يستنهض العزم. ومن أولى ما يُبحث في هذا الموضوع بعضا من يسير الدروس في تهذيب النفس. وليست النفوس على حال واحد في الحاجة للمعرفة وصدق التوكل وسريع الإستجابة، لكن أقل القليل أن نمد الأيدي بغرس طيب وإن تبدى في الأعين عدما. قليل الخير يأتي بعد حين بالكثير…. على شرط الدوام وصدق النية: [*] معرفة قيمة العبادة وأركانها الصحيحة، ومن ثم إدراك أثر الصلة بالله والاستسلام له على النفس. والمعنى أن الإقبال بصدق ومحبة لا عادة أو رياء إنما ينقي النفس من الشوائب وينزع منها الجرأة على الإتيان بالمعاصي وهذا جوهر الامتثال والطاعة لله. [*] تعاهد كتاب الله والعناية بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وفي ذلك إصابة لمعنى التهذيب المنشود، فالتدبر والتفكر فيهما ومن ثم العمل بمقتضاهما هو مفتاح كل باب حسن. وما من أحد أرفع قدرا من حفظة الكتاب والسنة في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: « مَنْ يُرِدِ اللّهِ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ » متفق عليه. وقال عليه الصلاة والسلام: « يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا فإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا » رواه أبوداود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وليكن لك ورد لا تغادره في كل يوم، واحرص أن لا تفرط فيه وسترى بعد ذلك أثره على نفسك. [*] قراءة الكتب النافعة وكذا انتقاء ما تتعين قراءته، فليست القيمة إلا في فائدة ومدى نفع ما تقرأ. والباب واسع في ذلك والأولى أن لا يُترك مشهور الكتب القيمة بلا مراجعة على أقل الأحوال، ثم تخير ما طابت لك قراءته حسب حاجتك وميلك والمكتبة الإسلامية بها الكثير من جميل ما يُقرأ في كل صنف ولون، والمشورة من صديق يداوم القراءة مما يستحسن الأخذ به. [*] التفاعل مع الدروس والمحاضرات. وذلك أساس كل علم فآفاق المعرفة لا تُودع من العدم، وقيل أن من كان عالمه كتابه كثُر خطأه وقل صوابه. إن الإنصات والتدبر نهج طالب المعرفة، فمع تحصيل العلم تزداد سعة المدارك وتُجلى شُبه واستشكالات ما كانت لترد على أفق المبتدئ، ثم أخيرا الهداية لصحيح التوجه فلكل بضاعة بائعها.... فإن عرفت بضاعتك فأقبل على من لا يبخسك أو يعطيك غير حاجتك. [*] العناية بالوقت والاشتغال فيه بما ينفع. والكثير يموج في تضييع لا مسؤول لوقته فيما لا حاجة له به، وليراقب المرء نفسه ليرى إن كان جل وقته في ما يحسب له لا عليه. أما ترى لو جعلت سماع القرآن أو الإنصات لمحاضرة أجدى لك من معصية استماع المحرمات، أليس أنفع لك أن تقرأ ساعة في كتاب أم أن تعكف ساعات على مشاهدة لا تنتهي من ملهيات التلفاز اليومية. راقب الله وتذكر أن ثانية تضيع لا ترجع أبدا، فاجعلها شاهدة لك لا عليك يوم تسأل عن شباب وعمر ماذا فعلت بهما. [*] تشبث برفقة الصلاح ودع من يدعوك للضلال. إن الجليس الصالح ليرفع الهمة ويثبت القدم ويعين على المداومة، قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ. فَحَامِلُ الْمِسْكِ، إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً طَيِّبَةً. وَنَافِخُ الْكِيرِ، إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ منه رِيحاً مُنتنةً » متفق عليه. وليست العزلة بمحمودة أيضا لأنك وإن أحكمت صيانة النفس لمبتلى وممتحن، فاستند على من يرفعك إن زلت بك القدم أو خارت بك القوى، ثم انطلق ناصحا متوددا حاملا طيب ما أُنعم به عليك لغير نفس في شوق لما أنت فيه، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: « لأَنْ يَهْدِيَ اللّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرُ النَّعَمِ » متفق عليه. [*] لا تخلو من خبيئة عمل صالح. فلا تنس ثواب ما خفي من صلاة أو صيام أو صدقة، وتذكر أن العناية بالنوافل يقوي العزائم ويستميل النفس لسريع الإجابة، كما أن ثواب ما أُخفي من عبادة لعظيم وجدير بالبذل له والمثابرة فيه. وبعد أن قدمنا بعضا من الحلول العملية لإصلاح وتربية النفس، نأتي إلى المعالجة والإقناع الذهني لها بالاستجابة والمتابعة: [*] معرفة مكامن القوة والضعف في النفس. فلكل مزيج خاص، والطبائع إما أن تكون مكتسبة وإما أن تكون مجبولا عليها، وهنا تأتي التجربة والتدريب على نيل طيب مفقود أو مفارقة سيئ موجود. ولا يظن أحد أنه قد سُلب صفة بعينها فيقنط أو يجد لنفسه العذر، إنما هو الاجتهاد والعزيمة ( إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم). [*] عدم الإكثار من المباحات تساهلا أو اهتماما. فالاسترسال في ذلك من مزالق عدم الثبات على الاجتهاد في تهذيب النفس، وهو تعود على التفريط ومدخل من مداخل الشيطان لما يصرف عن الخلق القويم. والمحاسبة الدقيقة للنفس هي خير علاج فبها يتدارك المرء ذلك الاسترسال ومن ثم يمكنه الرجوع بيسير الوقت والجهد. ولا ننسى الرفق بالنفس لئلا تنفر وتمل المتابعة.... لا ترهقها ولا تثقل عليها بما لا تطيق، أعطها حقها من الراحة فكما تتعب الأبدان.... تتعب النفوس أيضا. [*] تأسى بمحمد صلى الله عليه وسلم خير الخلق أجمعين. واعلم أنه القدوة والمثال، تخلق بخُلقه واجتهد في قراءة سيرته ثم انهل من معين سير صحبه والتابعين من بعد لتعلم أنهم خلفوا إرثا ما كان لنا أن نغادره إلى غيرهم. اقبض على كل فضيلة من كل أحد.... لكن لا يزين لك الإعجاب كل العمل فالكمال لله وحده. دع أئمة الضلال، من جاهر منهم به أو من لهواه اقتفى.... تذكر أنك تأتي يوم تحشر مع من أحببت، قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ » متفق عليه. أفتحب أن تأتي آمنا يوم القيامة أم أنك قد رضيت بمن لا يؤمك إلا إلى النار والعياذ بالله، قال تعالى: ( يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ )، وقال تعالى: ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ منَ الْمَقْبُوحِينَ ). ثم احذر كل من أحدث وجعل هواه دينه وتذكر أن صاحب الهوى أشد في إضلاله من الكافر، قال تعالى: ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى منَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ). انشد سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف من بعده، وتذكر أن صحيح السنة محفوظ كما حفظ كتاب الله. اعرض كل أمر عليهما فما وافق فخذ وما خالف فدع، ولا يردنك عن ذلك الأمر إعراض الجاهلين ولا زامر المضلين. [*] ثق بتوفيق الله لك ثم بنفسك التي استجابت للحق، لا تحقرنها إن تفكرت في اجتهاد مجتهد بل واصل العمل ورغبها في المماثلة. وإن وفقك الله لما تطيب له نفسك ويرضه لك فاحذر آفة العمل.... لا يكن الرياء لك غاية فإن سُترت في الدنيا فبه تُفضح يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: « مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ » متفق عليه. (سَمَّعَ: أظهر عمله للناس رياء، سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ: فضحه يوم القيامة، يُرَائِي اللَّهُ بِهِ: يظهر الله سريرته على رؤوس الخلائق). وفي مسند الإمام أحمد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ الله لا يَتَعَلَّمُهُ إلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »، (عَرْفَ الْجَنَّةِ: يعني ريح الجنة). * اللهم اجعلها مطمئنة: أسهب الكثير في جدال أن للمرء ثلاث أنفس.... مطمئنة، وأخرى لوامة وثالثة أمارة بالسوء، وأختار البعض أن يثبت واحدة فقط فأي القولين هو الصحيح؟ في كتاب الروح للعلامة ابن القيم تجلية ذلك كله. وقد أورد رحمه الله رحمة واسعة فصلا كاملا استعرض فيه الأقوال واستفاض في المناقشة فخلص لنهاية كافية شافية في تلك المسألة، وسنتخير بعضا مما قاله في ذلك الباب جوابا على هذا السؤال: المسألة الحادية والعشرون وهي: هل النفس واحدة أم ثلاث؟ فقد وقع في كلام كثير من الناس أن لابن آدم ثلاث أنفس، نفس مطمئنة، ونفس لوّامة، ونفس أمَّارة، وأن منهم من تغلب عليه هذه، ومنهم من تغلب عليه الأخرى، ويحتجون على ذلك بقوله تعالى: (ياأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) وبقوله تعالى: (لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) وبقوله تعالى: (إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) والتحقيق أنها نفس واحدة ولكن لها صفات، فتسمى باعتبار كل صفة باسم: [*] مطمئنة: فتسمى مطمئنة باعتبار طمأنينتها إلى ربها بعبوديته ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه والرضا به والسكون إليه، فإن سمة محبته وخوفه ورجائه منها قطع النظر عن محبة غيره وخوفه ورجائه، فيستغني بمحبته عن حب ما سواه، وبذكره عن ذكر ما سواه، وبالشوق إليه وإلى لقائه عن الشوق إلى ما سواه. [*] لوامة: فقالت طائفة: هي التي لا تثبت على حال واحدة، فهي كثيرة التقلب والتلون، وهي من أعظم آيات الله، فإنها مخلوق من مخلوقاته تتقلب وتتلون في الساعة الواحدة فضلاً عن اليوم والشهر والعام والعمر ألواناً متلونة، فتذكر وتغفل وتقبل وتعرض، وتلطف وتكشف، وتنيب وتجفو، وتحب وتبغض، وتفرح وتحزن، وترضى وتغضب، وتطيع وتتقي وتفجر، إلى أضعاف أضعاف ذلك من حالاتها وتلونها، فهي تتلون كل وقت ألواناً كثيرة، فهذا قول.. وقالت طائفة: هي نفس المؤمن، وهذا من صفاتها المجردة، قال الحسن البصري: إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه دائماً يقول: ما أردتُ بهذا؟ لم فعلتُ هذا؟ كان غير هذا أولى، أو نحو هذا من الكلام. وقال غيره: هي نفس المؤمن توقعه في الذنب، ثم تلومه عليه، فهذا اللوم من الإيمان بخلاف الشقي، فإنه لا يلوم نفسه على ذنب، بل يلومها وتلومه على فواته. وقالت طائفة: بلى هذا اللوم للنوعين، فإن كل أحد يلوم نفسه براً كان أو فاجراً، فالسعيد يلومها على ارتكاب معصية الله وترك طاعته، والشقي لا يلومها إلا على فوات حظها وهواها. وقالت فرقة أخرى: هذا اللوم يوم القيامة، فإن كل أحد يلوم نفسه إن كان مسيئاً على إساءته، وإن كان محسناً على تقصيره. وهذه الأقوال كلها حق، ولا تنافي بينها، فإن النفس موصوفة بهذا كله [*] أمارة بالسوء: وأما النفس الأمَّارة فهي المذمومة، فإنها التي تأمر بكل سوء، وهذا من طبيعتها إلا ما وفقها الله وثبتها وأعانها، فما تخلص أحد من شر نفسه إلا بتوفيق الله له، فالشر كامن في النفس وهو يوجب سيئات الأعمال فإن خلَّى الله بين العبد وبين نفسه هلك بين شرها وما تقتضيه من سيئات الأعمال، وإن وفقه الله وأعانه نجاه من ذلك. وقد امتحن الله سبحانه الإنسان بهاتين النفسين الأمارة واللوامة كما أكرمه بالمطْمَئِنَّة فهي نفس واحدة تكون أمارة، ثم لوامة، ثم مطمئنة، وهي غاية كمالها وصلاحها. وأكثر الناس الغالب عليهم الأمارة، وأما المطمئنة فهي أقل النفوس البشرية عدداً وأعظمها عند الله قدراً، وهي التي يقال لها: (ارْجِعِي إِلَى رَبكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي). * خاتمة: متى عزمت فاستعن بربك وعاهد النفس ولا يردنك الهوى.... أدع لنفسك بالثبات واصطبر على ما تكره ولا يغرنك كثير الغافلين. أسأل الله تعالى أن يهبنا نفوسا وثابة لطاعته وأن يجعلنا ممن تحقق فيهم وعده ببشرى ومغفرة ونعيم مقيم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين وشــــكرااا [shdw]الرجاااااااااااااااااااااااااء التثبيت[/shdw]
__________________
السبب في تسجيلي الطير وجزاه الله خير زيـــادةُ الـمــرءِ فـــي دنـيــاه iiنـقـصـانُ وربحـه غـيـر مـحـض الخـيـر خُـسـرانُ أحسن إلى النـاس تستعبـد iiقلوبهـم فطالمـا استعـبـد الإنـسـان iiإحـسـانُ يا خادم الجسم كم تسعـى iiلخدمتـه أتطـلـبُ الـربـح مـمـا فـيــه iiخُـســرانُ أقبل على النفس واستكمل فضائلها فـأنـت بالنـفـس لا بالجـسـم إنـسـانُ مــن استـجـار بغـيـر الله فـــي iiفـــزعٍ فـــــإن نــاصـــره عــجـــزٌ iiوخــــــذلانُ فـاشـدد يـديـك بـحـبـل الله معتـصـمـا فــإنــه الــركــن إن خـانـتــك iiأركــــانُ |
25-03-2003, 02:20 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2001
المشاركات: 650
|
المقال مثبّت حبيبي
(y) حلوة مثبّت |
25-03-2003, 06:27 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: الرياض
المشاركات: 137
|
الله يعطيك العافية
إيه نبيك كذا .......... |
30-03-2003, 12:09 AM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: -*- الـفـلـوجـة -*-
المشاركات: 3,620
|
الله يثيبك ................
مشكوووووور اخووووووووووووووي . |
الإشارات المرجعية |
|
|