بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » تجربة تحرير .. المرأة .. في سوريا ..!!؟؟ ..(( متجدد يومي ))

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-10-2008, 12:28 PM   #7
امام الجامع
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 331

- بداية التغيير والتغريب في المدارس :
ثم بدأ الصدع في الجدار ، والشق في الثوب ، ثم اتسع الخرق على الراقع ، وامتد الصدع حتى كاد يهدد الجدار .
وفي سنة 1949 كان أخي أنور العطار رحمه الله ، يدرس الأدب العربي لطالبات الثانوية الأولى للبنات ، ودار المعلمات ، فنقل وسط السنة المدرسية إلى وزارة المعارف ، وكلف أن يجد من يحل محله ، وإلا فقد الوظيفة الجديدة ، التي كان يسعى إليها ، ويتمنى الحصول عليها ، فلجأ إلي فقبلت ، ولم يكن في المدرسة كلها على كبرها ، وعلى أنها المدرسة الأولى في دمشق إلا نساء : مدرسات وطالبات ، ولم يكن فيها من الرجال إلا البواب على الباب ، والأستاذ أنور الذي حللت محله وشيخنا الشيخ محمد بهجت البيطار ، وهو والدنا وأستاذنا ، وقد ارتفع بدينه وسنه وسيرته فوق الشبهات.
ووجدت الطالبات يغطين رؤوسهن في درسي ودرس الشيخ بالخمار « الإيشارب » وإن كان منه ما لا يستر إلا ربع الرأس ، وما كنت أختلط بالمدرسات ،بل أعتزلهن أنا والشيخ ، إلا مرات قليلة لم يكن لنا فيها بد من الاجتماع بهن ، وما خرجت في هذه الاجتماعات وفي دروسي مع الطالبات عن موضوع البحث أو الدرس إلا مرة واحدة .. واستمرت الحال لا أنكر منها شيئا ، حتى سمعت يوما وأنا ألقي درسي أصواتا ألتفت بلا شعور إلى مصدرها ، فإذا أربعون من الطالبات في درس الرياضة وهن يلبسن فيه ما لا يكاد يستر من نصفهن الأدنى إلا أيسره ، وكن في وضع لا أحب أن أصفه فهو أفظع من أن يوصف ، فذهبت بعد الدرس إلى شيخنا الشيخ بهجة البيطار وخبرته, فقررنا أن نترك التدريس ، وكان قد بقي إلى الامتحان ونهاية العام نحو عشرة أيام .
(( جاءت مرة وكيلة ثانوية البنات المدرسة سافرة ، فأغلقت دمشق حوانيتها ، وخرج أهلوها محتجين متظاهرين ، حتى روعوا الحكومة فأمرتها بالحجاب ، وأوقعت عليها العقاب ، مع أنها لم تكشف إلا وجهها، ومع أن أباها كان وزيرا وعالما جليلا ، وكان أستاذا لنا . ومرت الأيام ، وجئت هذه المدرسة ألقي فيها دروسا إضافية ، وأنا قاضي دمشق ، سنة 1949 . وكان يدرس فيها شيخنا الشيخ محمد بهجة البيطار فسمعت مرة صوتا من ساحة المدرسة ، فتلفت أنظر من النافذة ، فرأيت مشهدا ما كنت أتصور أن يكون في ملهى ، فضلا عن المدرسة ، وهو أن طالبات أحدا لفصول ، وكلهن كبيرات بالغات ، قد استلقين على ظهورهن في درس الرياضة ورفعن أرجلهن ، حتى بدت أفخاذهن عن آخرها وكتبت في إنكار ذلك مقالة ،وعرضت له في أحاديثي في الإذاعة ، واجتمع رأي الشيخ ورأيي على أن بقاءنا في المدرسة بعد هذا لا يجوز ، وكان ذلك آخر يوم من السنة المدرسية فلم أعد إليها السنة التي بعدها . ذكريات
في اللقاء القادم سوف يكون الحديث عن
(( مسيرة الانحدار في مدارس البنات ))
امام الجامع غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)