.
- استغلال الأعياد والمناسبات لنفث السموم :
إني سأدس لهم دسيسة في يوم الجلاء , لا أصبر والله حتى ينتهي العيد , لأنها فرصة إن لم اغتنمها لم أكد أجد مثلها ، وأنا أعرف بأهل بلدي ، وإن لم يكن دينهم من ديني : إنهم لا يؤتون بالقوة ، ولا تنفع فيهم ، وقد جربتم ورأيتم فما قتلتم منهم كارها لكم إلا ولد عشرة هم أكره منه لكم ، وما هدمتم دارا من دورهم إلا هدمتم معها ركنا من انتدابكم عليهم ، ولا أشعلتم النار في حي لهم ، إلا كانت هذه النار حماسة عليكم في قلوبهم ، ونار ثورة تتعبكم , وهم لا يؤخذون بالشبه تلقى عليهم في دينهم ، إلا قليلا منهم , ولا بالثقافة التي تحمل الإلحاد والكفر تحت عناوين العلم والفن ، لا يقبل ذلك إلا قليل منهم ، وما جئتموهم بكتاب ظاهر ، فيه هدم لدينهم إلا أثرتم عليكم مشايخهم وجمعياتهم ، فهبوا يدافعون ، فإذا أنتم قد قويتم بعملكم إيمانهم في صدورهم , وما ينالون بالقوانين التي تبطل قرآنهم ، وقد علمتم حينما جربتم في المغرب أن تأتوهم بالظهير البربري الذي أرجعتموه هنا لابسا ثوب قانون الطوائف ، ألا تذكرون ماذا جرى عليكم حتى أبطلتموه بأيديكم ؟
ولا بالأموال التي تشترون بها ضمائر زعمائهم وقادتهم ، لأن من هذه الضمائر ما هو كالوقف عندهم : لا يباع ولا يشترى ولا يوهب , ولا بإرهاب الزعماء وحبسهم ، وهذا هو الرجل الذي ضربه سنة 1936 رجالكم بعصيهم صار هو رئيس الجمهورية التي تخرجون غدا منها ,
فقال له فلان الفرنسي : من أين تأتيهم أنت ؟ وهل تقدر على ما عجزت عنه فرنسا ؟
قال: نعم , ولو كنتم قد سمعتم مني ما عجزتم , إني آتيهم من الباب الذي لا يستطيع أن يراه أحد مفتوحا إلا ولجه , إني أحاربهم بغرائزهم فأجعلهم يهدمون بيوتهم بأيديهم ، وأثير عليهم نساءهم وأثيرهم على نساءهم , وألقي الضعف والخلف فيهم ، فأفسد عليهم رجولتهم ، وأخرب أسرهم ، وأجعل جيشهم أخشابا قد شغلت كل خشبة بهواها ولذتها, إني آتيهم من باب الغريزة الجنسية الذي لم تدخل منه أمة بغير زواج ، إلا أدخلت معها النار التي تحرقها ، والتي لا تخرج أبدا منها , قال الفرنسي : أما أدخلناهم نحن من هذا الباب ؟ أما قلنا لهم إن تعريض أجساد الشباب والشابات لشمس صحة لهم ، وقوة ، فأبوا وقالوا : كلا ، إنه تعريص (بالصاد) ؟
أما قلنا لهم إن هذا الحجاب همجية ووحشية ورجعية ، وإن التقدم والمدنية بالسفور ؟
أما أنشأنا لذلك جمعيات من النساء ؟
أما فتحت هذه الجمعيات مدارس ، أما صنعت هذه المدارس أكثر مما صنعت مدرسة الفرنسيسكان ؟ إننا لم نصل بعد ذلك كله إلى شيء , قال الآخر : إن الصبر عند الصدمة الأولى ، فإذا استطعت أن أضرب واحدة فقد ضمنت النجاح ، وإني سآتيهم من طريق الوطنية ، فأقول إنه يوم عرس الوطن ، يوم الجلاء ، يوم تختلط فيه الرجال والنساء , إلى آخر ما جاء في هذه المقالة .
.