[| يحيــى فقيـــه |]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميل أخي ما كتبت لنا من هذا الموضوع الرائع .
لدية إضافة وهي عبارة عن رأي من وجهة نظري حول موضوع كثرة الأصدقاء وقلتهم .
وقد أكون مخالف في رائي ، ولكن هي على كل حال وجهة نظر قد أكون فيها مصيباً وقد أكون مخطئاً .
والخلاف عبر وجهات النظر لا يفسد للود قضية .
أنا أرى أن كثرة الأصدقاء والاختلاط بالناس والتعرف عليهم وعلى طباعهم والاستفادة من تجاربهم
والاستزادة من ثقافاتهم دليل على إمكانية تعايش الشخص مع الآخرين وهذه مزية للشخص يتفوق بها على غيره
بشرط أن لا يكونوا رفقاء سوء ، فهؤلاء البعد عنهم مكسب ونجاة .
أما الصالحين فهم كحامل المسك لابد أن تجد الفائدة من مخالطتهم .
والأصل في المخالطة بالناس أنها محمودة لفعله صلى الله عليه وسلم وقوله ولعلي أبدأ بقوله عليه الصلاة والسلام
فالقول مقدم على الفعل كما يعلم الجميع فقد قال صلى الله عليه وسلم ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم
خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) ومن هنا نعلم أن مع المخالطة لابد أن يجد المرء أذى فقد تجد
الصالح والطالح وصاحب القول الحسن وغير الحسن وهكذا فعليك بالصبر ، خاصة إذا كنت ترجو بهذه المخالطة وجه
الله تعالى والتأثير على الأشخاص الذين تخالطهم بأخلاقك وفعالك الحسنة ، فإن التأثر بالأشخاص عبر المخالطة أمر
وارد سواء كان هذا التأثر إيجابي أو سلبي .
أما الفعل ، فقد خالط النبي صلى الله عليه وسلم يهودي وذلك في القصة المشهورة بمجاورته له صلى الله عليه وسلم
وكان لهذه المخالطة الأثر الإيجابي فقد أنقض رسول صلى الله عليه وسلم ذلك الغلام من النار عندما لقنه الشهادة
ونظر الغلام إلى أبيه اليهودي الذي تأثر بهذه الزيارة وقال أطع أبا القاسم ، فقال عليه الصلاة والسلام
( الحمد لله الذي أنقضه الله بي من النار ) .
أما خلاصة الأصدقاء والصفوة من الأصدقاء فهؤلاء غير ، ولهم شأن آخر فليس كل من جلسة معه خليل فالأخلاء
عملة نادرة ، إذا وجدت واحداً منهم فعض عليه بالنواجذ وأمسك عليه بكلتا يديك ، ولا تلتفت عنه يمنة ولا يسرة
فقد تلتفت ولا تجده وقليل ما هم في هذا الزمن .
و أخيراً : فالمخالطة قد لا تكون بالأجساد فحسب ، بل قد تكون بالأفكار فقد تؤثر عليه بفكرة إيجابية عبر مقال
من ضمن مقالتك فكوني دخلت إلى موضوعك فقد خالطتك ولكن ليس جسدياً بل فكرياً
وقد أُثر عليك أنا بدخولي على مقالك وهكذا .
أسأل الله تعالى أن يجعل اجتماعنا عبر هذا المنتدى اجتماعا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوما .
وأعتذر عن الإطالة .
تقبل تحياتي .