( رحــلـــة الــبـحـــث عـن الــكنـــز الـمــفـقـــــود )

المجول · 09-05-2003, 11:34 PM

جهزت زادي لرحلتي الطويلة والشاقة.. رحلة البحث عن الكنز المفقود ..

حملت معي ما استطاعت راحلتي حمله من عتاد لتلك المغامرة ...

جُبت وحشة القفار .. وخضت لجة البحار .. فصارعت عباب الأموج .. وقهرت صعاب الأهواج..

وأخيرا وبعد طول عناء وصل بي الحال وآل بي المآل ..فوقفت بي الرحال.. على مشارف جزيرة الكنز المفقود..

بحثت وبحثت حتى كل البحث من بحثي ..

وبعد طول بحث .. وبعد أن اجتهدت بترجمة شفرات معقدة وضعت على الخريطة لذلك الكنز ..

بدأت أحفر تحت صخرة دلتني عليها رموز الخريطة ..

حفرت وحفرت حتى أسدل علي الليل سدوله .. وحجب القمر عني حسنه ودلاله ..

فأبيت إلا الحفر بلا توقف .. فلن تداعب أجفاني النوم حتى أجد هذا الكنز ..

وبينما أنا كذلك .. أحفر تارة .. وأضرب بالفأس تارة .. لاح لي من تحت ذرات التراب صندوق يبدو عليه القدم ..

فأكملت الحفر حتى انحسر عنه التراب ..فحملته وأخرجته .. وبعد ان استقر على الأرض كسرت قفله وفتحته ..

عندها صعقت وذهلت .. فلم أجد ذهبا ولا فضة .. ولم أصادف ياقوتا ولا ألماسا ..

لم أجد إلا ورقة واحدة صغيرة لم أستطع أن اقرأ ما كتب عليها .. لغياهب الليل البهيم ..

قلت في نفسي : "لعل النوم خير لي لأتقوى على حفر الغد فلربما هذه الورقة خارطة أخرى لمكان الكنز"

أغمضت عيني المنهكتين .. وما أجمل النوم بعد طول فراقه ..

وعندما لاح لي الفجر .. نهضت من مرقدي .. همي أن لا يفوت الوقت علي لأداء فرضي..

بعدها جلست أترقب النور على أحر من جمر.. وي كأنني عريس ينتظر عروسه تزف إليه ..

وبعد هنيهة مرت كالقرون.. لاحت لي الشمس في الآفاق ..فتلاعب نورها كالبدائد على الأرواق ..

فاتضح لي ما خط على الورقة .. ذهلت مما وجدت.. وصعقت ..

لم تكن خارطة .. ولا كنزا .. كل الذي كان فيها هذه العبارة الغريبة..

إذا أردت أن تزهد فيما تراه .. فتطلع لما لا تراه

تمعر وجهي غضبا .. وأهتز رأسي سخرية .. أهذا ما جئت أبحث عنه ؟! .. أهذا ما ضيعت له الأوقات والطاقات ..

توجهت بعدها يائسا أسفا إلى رحلي وأنا أجر ذيول الخيبة ..

اعتليت رحلي ويممت صوب أهلي .. وأنا أردد في نفسي .. ها أنا عدت بخفي حنين ..

وبينما أنا في طريق الرجعة وأنا أردد تلك العبارة ساخرا .. وعندما وضعت رحلي لأرتاح قليلا من أتراح السفر ..

استلقيت على ظهري .. ونظرت نظرة إلى النجوم فتخيلتها على أشكال كما كنت أفعل عندما يضيق بي الحال

فبدأتها بشكل ذهب يتلألأ .. ثم شكل ياقوت يلمع .. ثم تخيلتها امرأة حسناء .. فأمعنت النظر فيها وأطرقت طويلا..

وبعد طول تأمل قفزت وأنا أصرخ .. نعم .. الآن فهمت .. الآن فهمت "إذا أردت أن تزهد فيما تراه .. فتطلع لما لا تراه"

نعم هذا هو الكنز.. إذا كنت تريد أن تزهد بما سلب لبك من فتنة تراها بعينيك.. فتطلع للنعمة التي لا تراها وأعدها لك ربك ..

وبذلك تزهد بما تراه من فتنة .. لتطلعك لما عند الله من نعمة ..

أي نعم هذا هو الكنز الحقيقي ..

فإن رأيت امرأة جميلة ممشوقة القوام .. ميثاء الأطراف .. غيداء الطلعة .. لمياء الشفاة ..ذات حسن ودلال لا مثيل لهما ..

فعليك بهذا الكنز "إذا أردت أن تزهد فيما تراه .. فتطلع لما لا تراه "

فإن قالت لك نفسك هذه امرأة حوراء .. قل لها الحورية أكثر حورا ..

وإن قالت لك نفسك أنظر إلى تلك العيناء ... قل الحورية أعين ...

وإن قالت لك نفسك تلك امرأة حسناء ... قل لها الحورية أحسن...

وإن قالت نفسك أطرق ناظريك بتلك القباء .. قل الحورية أكعب وألين..

وإن قالت نفسك امتشق عبير تلك الغيداء .. قل بخ بخ .. فالحورية رشحها مسك وعنبر..

"إذا أردت أن تزهد فيما تراه .. فتطلع لما لا تراه"

نعم يا نفسي .. نعم ..

هل أبدل من صنعها الله لإسعادي .. بمن صنعها الله لتكون من عتادي ..؟!

هل أبدل من هي لي نعيم مقيم .. بمن على عاتقي هي هم عظيم ..؟!

وهل أبدل من لا يتبدل حالها أبدا .. بمن لا يدوم حالها لحظة..؟!

وهل أبدل من رشحها هو عطرها .. بمن عطرها هو رشحها ..؟!

وهل أبدل من لا تنقطع عني يوما لعذر.. بمن تنقطع عني الأيام بأعذار .. ؟!

فكلما عرضت لي فتنة سألجأ بعد الله لهذا الكنز ..

فكلما رأيت قصرا .. سأتطلع لقصور الجنة

وكلما هيجت نفسي فتنة .. سأتطلع لنعيم الجنة

وهذا الكنز الذي أعياني حتى وجدته .. أهديه لكم يا أحبتي وعلى رأسكم أخي رااايق الذي طلب مني البحث عنه ..

فهو هدية محب لا يرقب من ورائها ثمنا سوى ما نتطلع إليه جميعنا من نعيم مقيم ..
منقول /اخوكم المجول

09-05-2003, 11:34 PM	#1
المجول عـضـو تاريخ التسجيل: May 2003 البلد: ارض الله المشاركات: 40	( رحــلـــة الــبـحـــث عـن الــكنـــز الـمــفـقـــــود ) جهزت زادي لرحلتي الطويلة والشاقة.. رحلة البحث عن الكنز المفقود .. حملت معي ما استطاعت راحلتي حمله من عتاد لتلك المغامرة ... جُبت وحشة القفار .. وخضت لجة البحار .. فصارعت عباب الأموج .. وقهرت صعاب الأهواج.. وأخيرا وبعد طول عناء وصل بي الحال وآل بي المآل ..فوقفت بي الرحال.. على مشارف جزيرة الكنز المفقود.. بحثت وبحثت حتى كل البحث من بحثي .. وبعد طول بحث .. وبعد أن اجتهدت بترجمة شفرات معقدة وضعت على الخريطة لذلك الكنز .. بدأت أحفر تحت صخرة دلتني عليها رموز الخريطة .. حفرت وحفرت حتى أسدل علي الليل سدوله .. وحجب القمر عني حسنه ودلاله .. فأبيت إلا الحفر بلا توقف .. فلن تداعب أجفاني النوم حتى أجد هذا الكنز .. وبينما أنا كذلك .. أحفر تارة .. وأضرب بالفأس تارة .. لاح لي من تحت ذرات التراب صندوق يبدو عليه القدم .. فأكملت الحفر حتى انحسر عنه التراب ..فحملته وأخرجته .. وبعد ان استقر على الأرض كسرت قفله وفتحته .. عندها صعقت وذهلت .. فلم أجد ذهبا ولا فضة .. ولم أصادف ياقوتا ولا ألماسا .. لم أجد إلا ورقة واحدة صغيرة لم أستطع أن اقرأ ما كتب عليها .. لغياهب الليل البهيم .. قلت في نفسي : "لعل النوم خير لي لأتقوى على حفر الغد فلربما هذه الورقة خارطة أخرى لمكان الكنز" أغمضت عيني المنهكتين .. وما أجمل النوم بعد طول فراقه .. وعندما لاح لي الفجر .. نهضت من مرقدي .. همي أن لا يفوت الوقت علي لأداء فرضي.. بعدها جلست أترقب النور على أحر من جمر.. وي كأنني عريس ينتظر عروسه تزف إليه .. وبعد هنيهة مرت كالقرون.. لاحت لي الشمس في الآفاق ..فتلاعب نورها كالبدائد على الأرواق .. فاتضح لي ما خط على الورقة .. ذهلت مما وجدت.. وصعقت .. لم تكن خارطة .. ولا كنزا .. كل الذي كان فيها هذه العبارة الغريبة.. إذا أردت أن تزهد فيما تراه .. فتطلع لما لا تراه تمعر وجهي غضبا .. وأهتز رأسي سخرية .. أهذا ما جئت أبحث عنه ؟! .. أهذا ما ضيعت له الأوقات والطاقات .. توجهت بعدها يائسا أسفا إلى رحلي وأنا أجر ذيول الخيبة .. اعتليت رحلي ويممت صوب أهلي .. وأنا أردد في نفسي .. ها أنا عدت بخفي حنين .. وبينما أنا في طريق الرجعة وأنا أردد تلك العبارة ساخرا .. وعندما وضعت رحلي لأرتاح قليلا من أتراح السفر .. استلقيت على ظهري .. ونظرت نظرة إلى النجوم فتخيلتها على أشكال كما كنت أفعل عندما يضيق بي الحال فبدأتها بشكل ذهب يتلألأ .. ثم شكل ياقوت يلمع .. ثم تخيلتها امرأة حسناء .. فأمعنت النظر فيها وأطرقت طويلا.. وبعد طول تأمل قفزت وأنا أصرخ .. نعم .. الآن فهمت .. الآن فهمت "إذا أردت أن تزهد فيما تراه .. فتطلع لما لا تراه" نعم هذا هو الكنز.. إذا كنت تريد أن تزهد بما سلب لبك من فتنة تراها بعينيك.. فتطلع للنعمة التي لا تراها وأعدها لك ربك .. وبذلك تزهد بما تراه من فتنة .. لتطلعك لما عند الله من نعمة .. أي نعم هذا هو الكنز الحقيقي .. فإن رأيت امرأة جميلة ممشوقة القوام .. ميثاء الأطراف .. غيداء الطلعة .. لمياء الشفاة ..ذات حسن ودلال لا مثيل لهما .. فعليك بهذا الكنز "إذا أردت أن تزهد فيما تراه .. فتطلع لما لا تراه " فإن قالت لك نفسك هذه امرأة حوراء .. قل لها الحورية أكثر حورا .. وإن قالت لك نفسك أنظر إلى تلك العيناء ... قل الحورية أعين ... وإن قالت لك نفسك تلك امرأة حسناء ... قل لها الحورية أحسن... وإن قالت نفسك أطرق ناظريك بتلك القباء .. قل الحورية أكعب وألين.. وإن قالت نفسك امتشق عبير تلك الغيداء .. قل بخ بخ .. فالحورية رشحها مسك وعنبر.. "إذا أردت أن تزهد فيما تراه .. فتطلع لما لا تراه" نعم يا نفسي .. نعم .. هل أبدل من صنعها الله لإسعادي .. بمن صنعها الله لتكون من عتادي ..؟! هل أبدل من هي لي نعيم مقيم .. بمن على عاتقي هي هم عظيم ..؟! وهل أبدل من لا يتبدل حالها أبدا .. بمن لا يدوم حالها لحظة..؟! وهل أبدل من رشحها هو عطرها .. بمن عطرها هو رشحها ..؟! وهل أبدل من لا تنقطع عني يوما لعذر.. بمن تنقطع عني الأيام بأعذار .. ؟! فكلما عرضت لي فتنة سألجأ بعد الله لهذا الكنز .. فكلما رأيت قصرا .. سأتطلع لقصور الجنة وكلما هيجت نفسي فتنة .. سأتطلع لنعيم الجنة وهذا الكنز الذي أعياني حتى وجدته .. أهديه لكم يا أحبتي وعلى رأسكم أخي رااايق الذي طلب مني البحث عنه .. فهو هدية محب لا يرقب من ورائها ثمنا سوى ما نتطلع إليه جميعنا من نعيم مقيم .. منقول /اخوكم المجول آخر من قام بالتعديل المجول; بتاريخ 09-05-2003 الساعة 11:38 PM.