|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
11-05-2003, 12:57 AM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
حرب العراق ح (3): وضع المنطقة بعد الحرب
الحكومة العراقية المطاحة حكومة بعثية , وهي لا تختلف عن حال الحكومات في عموم الدول العربية التي لا تتبنى المنهج الإسلامي ولا تحكم بشرع الله .
فما ننقمه من هذه الحكومة البعثية ننقمه أيضا من تلك الحكومات الأخرى. فكلّها لا تحكم بشرع الله وكلّها لا تتبنى المنهج الإسلامي في شؤون الحياة وكلّها تحارب المصلحين وتضطهدهم وكلّها لا تقيم وزنا لكرامة وحرية شعوبها , وتواجه احتجاجاتها بالحديد والنار واأنواع النكال والتقتيل ويبقى بين حكومة العراق والحكومات العربية الأخرى فرقان واضحان ! أولهما : أن حكومة العراق هي الحكومة العربية الوحيدة التي حاولت بناء جيش وترسانة عسكرية ضاربة محاولة امتلاك زمام التصنيع الحربي بكل أنواعه وثانيهما : أن الحكومة العراقية حكومة قومية تقوم على أساس فكرة إعادة بعث وحدة المنطقة العربية وقوتها وحضارتها من جديد ( أمّا حكومة البعث السورية فقد جنحت منذ زمن إلى تبني المبدأ الشيعي والسعي لتحقيق النفوذ الرافضي والمطامح النصيرية على المبدأ المعلن وهو البعث العربي , ومن هنا فقد غلب العنصر النصيري غلبة ساحقة في صفوف نخب الجيش هناك ) ومن هنا فدولة تقوم على هذا الأساس لا بدّ أن تكون عدوّا لدودا لكل أمة عادية على العرب تريد الاستبداد أيا كان نمط العدوان - عسكريا أوسياسيا أوتجاريا أوفكريا وعليه فلا عجب أن نرى الحكومة العراقية هي الحكومة العربية الوحيدة المثيرة لخوف أمريكا وإسرائيل ودول أوروبا . فحكومة العراق عدوّ للغرب المستبدّ ولأمريكا خاصة وربيبتها إسرائيل لكونهما تمثلان الوجه الأبرز للعدوان بكل أنماطه على بلاد العرب , وهو ما يرفضه حزب البعث والحكومات المنبثقة عنه وكذلك فالغرب يرى الحكومة العراقية جادة في بناء قوة عسكرية تهدّد استمرار النفوذ الغربي هنا , ولهذين السببين تركز عداء الغرب للعراق , مما حدا بهم إلى فرض رقابة صارمة وحصار غير معلن على العراق منذ عام 1408 هـ يتضمن منع تعامل الشركات الغربية مع العراق في توفير قطع عسكرية قد تستغل في التصنيع الحربي , بل وتفتيش السفن المتجهة إلى العراق خشية تسرّب قطع من دول غير أوروبية قد تستخدم في ذلك التصنيع . ولكن لم ينفع هذا الحصار , فجاء فخ احتلال الكويت عندما أشعرت أمريكا حكومة العراق بأن حربا بين العراق والكويت لا تعنيها ولن تتدخل فيها مادام العراق سيضمن تدفق النفط قضم العراقيون الطعم غافلين عن أن عهود الغرب لا تعدوا الخداع , فاحتلوا الكويت لتأتي فرصة قصم ظهر العراقيين والسيطرة عليهم وحصارهم حصارا مشروعا لكونهم دولة معتدية , بل واستغلال نفط العراقيين استغلالا بشعا سبّب التخمة للمصارف الغربية ومع هذا ظل العراق يسعى حثيثا لتطوير سلاحه ! إذا فههنا سبب وجيه لشن حرب عسكرية عليه يضاف إلى هذا أن أمريكا تعرّضت مؤخرا لعوامل مجتمعة جعلتها تعاني نكسة اقتصادية مريعة توشك أن تقضي على أمريكا القوية الموحدة , إذا لم يتدارك قادتها ذلك بحلّ حاسم لم يعد أمام الأمريكيين الذين يرون تنامي خطر العراق على مصالحهم , وأنهم حسب المؤشرات الاقتصادية لن يكونوا مستقبلا أقدر منهم اليوم على ضرب العراق , وأن السيطرة على إنتاج النفط في الخليج واستثماره كفيل بكبح التردي السريع للاقتصاد الأمريكي , لم يعد أمامهم إلا إعلان الحرب التي يأملون أن تحقق نتيجتها المباشرة وتحقق الرغبات الأمريكية الأخرى ذات المدى الطويل في المنطقة تلك الرغبات متمثلة بالآتي : 1- القضاء على السببين الرئيسين – برأي الأمريكيين - في نشوء الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية التي تهدد أمريكا والغرب , حيث يرون أن السبب في نشأتها حالة الاستبداد والديكتاتورية والقمع التي تحكم بها الدول العربية شعوبها , فهذا يشعر الشعوب بالكبت والقهر مما يولد العنف المضاد ولهذا فأمريكا تسعى لإيجاد مناخ ديموقراطي ( على الطريقة الأمريكية ) يضمن عدم نشوء الشعور بالكبت وغقهر والإحباط وبالتالي عدم نشوء ردة الفعل التي هي العنف المضاد والتطرف , وبه تكون أمريكا حمت نفسها من ثورة العنف ضدّها في المنطقة . وأمّا السبب الآخر برأيهم فهو الجوّ الأصولي الديني السائد في المنطقة سواء في مناهج التعليم و بنية المؤسسات التعليمية كجامعة الإمام ومعاهدها العلمية أو في النظام القضائي أو في المظهر الاجتماعي العام أو في عدم وجود مؤسسات قوية تتولى توجيه الأجيال الناشئة توجيها مدنيا لا يقوم على أساس ديني بل يقوم على أساس نمط المدنية الغربية 2- فك احتكار السعودية للنفط وتربعها على عرش احتياطي العالم وتصدير النفط , وذلك بتنصيب حكومة عراقية موالية للغرب تضمن تدفق النفط حسب الرغبة الأمريكية وتعطي الامتياز في أعمال النفط للشركات الغربية خاصة إذا علمنا أن خبراء التنقيب أثبتوا أن العراق يحوي مخزونا خرافيا من النفط يزيد أضعافا عن مخزون السعودية !!! 3- تحقيق التفوق النصراني على المسلمين الذين يمثلون العدو الأول الشرس للنصارى , وهو هدف تحثهم عليه كتبهم الدينية 4- انكشاف سوريا التي كانت وما زالت حجرا تتعثر عليه كثير من مخططات السلام بين إسرائيل وجيرانها , وتمثل خطرا على حاضرا ومستقبليا على إسرائيل . وبه ستقوم عملية السلام وفق تصوّر أمريكي جديد , يرون فيه الفرصة الذهبية لحفظ الكيان اليهودي بتحييد الحكومات العربية بمعاهدات سلام تمنعها من حرب إسرائيل مستقبلا , وتضمن للدولة اليهودية سوقا تجارية رائجة في المنطقة , وتبعد عنها شبح المقاومة الشعبية التي لم تنجح إسرائيل في القضاء عليها أو حتى منع نموها وتزايدها , تلك المقاومة التي تنطلق من مناطق الغالبية الفلسطينية وتنذر بالتوسيع والنمو وتطوّر نظامها وتقانتها وأسلحتها , وتسبب خسارات منوعة لإسرائيل كالخسارة الاقتصادية والعسكرية والخسارة في الأرواح , والتسبب بتضاؤل الهجرة إلى إسرائيل من بلاد العالم , بل والتسبب بالعجرة المعاكسة , إلى غير هذا من خسائر, تلك المقاومة التي ستتعهد الحكومة الفلسطينية قبل إعلان قيامها بحرب تلم المنقاومة ووأدها في كل المناطق التي ستسيطر عليها تلك الحكومة الفلسطينية . 5- ضمان الحصار الغربي ( الأوروبي الأمريكي ) لإيران ( الفارسية ) المتمردة التي تمثل تهديدا حقيقيا لمنابع النفط , حصارا من كل الجهات ( جهة باكستان الخاضعة لأمريكا , وأفغانستان المحتلة من قبل أمريكا , وتركيا العضو في حلف الأطلسي , والخليج الحليف الذليل لأمريكا , والهند التي مصلحتها في حرب إيران وباكستان وأفغانستان هي مصلحة أمريكا) إضافة إلى مهمات أخرى تسعى أمريكا للقيام بها , يطول تتبع دلائلها , وحسبنا منها أن أوردت شواهد عليها والآن وقد تحقق لأمريكا احتلال العراق والسيطرة على منابع النفط , ما موقفنا من هذا الواقع الجديد ؟ برأيي أن ظن الأمريكيين كون الإرهاب ناشئ عن غياب الديموقراطية في دول المنطقة خطأ كبير وقعت فيه السياسة الأمريكية , وعلينا أن نستبشر بالإصلاحات الديموقراطية التي ستفرضها أمريكا على دول المنطقة فمع أننا ندرك أن الأمريكيين سيحاولون إنشاء مناخ ديموقراطي هنا لحماية بلدهم من نزعة التطرف المتنامي في المنطقة , إلا أن أي توجه ديموقراطي هنا يعدّ مطلبا ضروريا حتى وإن توافقت فيه رغبتنا مع الرغبة الأمريكية هذا مع يقيننا أن الديموقراطية ستكون من أسباب قيام أنظمة مستقلة نزيهة ترعى مصالح البلاد بعيدا عن الرغبات الخاصة والمطامع الشخصية لعلية القوم , والتي ما ذبح شعوب المنطقة وأخضع ثرواتها ومقدراتها للغرب سواها . أمّا عن المسائل الأخرى كتعديل المناهج , وتقليص نزعة التدين في الأجيال الناشئة , وتناول مؤسسات التربية والتعليم بالتغريب بدعوى التطوير , والعمل على توجيه المجتمع بمؤسسات شتى نحو المدنية الغربية , توجيها يطال حتى صبغة المدن كقيادة المرأة للسيارة ونحوها , فهذه المحاذير تتطلب دورا فاعلا من علماء الشريعة , والمثقفين , والمصلحين , والطاقات الفاعلة في المجتمع يتمثل في الوقوف في وجه كلّ تغيير يؤدي إلى سوء , وفي تفعيل دور الشارع العام في الوقوف في وجه مثل هذه التعدّيات على دينه وشخصيته ولنا في الرافضة عبرة فهم قوم استطاعت قياداتهم الدينية جمعهم خلفها وتحريكهم في اتجاه واحد كما حصل في جنوبي العراق عندما تظاهر مئات الآلاف بناء على توجيه الحكومة الإيرانية للقيادات الدينية بهذا الشأن . والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 12-05-2003 الساعة 01:32 AM. |
الإشارات المرجعية |
|
|