[السديم]

تعد السياحة صيفية فقط وإنما أصبحت شتوية أيضا، وصار كثير من السعوديين يسيحون شتاء وخاصة في الإجازات والأعياد والعطل. وللسياحة الشتوية مخاطرها الصحية، فتعرض السائح لأي عارض صحي يحيل سياحته إلى ضرب من الشقاء بعد أن كان يمني نفسه بضروب من الاستمتاع. فما هي أبرز المخاطر الصحية للسائح شتاء؟

يقول الدكتور خالد حسان، استشاري الأمراض الصدرية في مستشفى الدكتور عبد الرحمن المشاري بالرياض، ل (الجزيرة) ان هناك نصائح عديدة لسياحة شتوية مريحة. وأول نصيحة مراجعة الطبيب قبل السفر إن كان من مرضى الربو ليقيم له عما إذا كان مرضه يسمح له بالسفر. فإذا تأكد بأن مرضه يسمح له بالسفر فإن أهم نصيحة له أن يتأكد من طبيبه بأن المرض مسيطر عليه سواء بالبخاخات أو الحبوب.

وأضاف الدكتور حسان بأن على السائح المريض بالربو تلافي التعرض لنزلات البرد الشديدة، وخاصة الإنفلونزا فالتغيير في درجة الحرارة، وليس التغيير في بلد السفر فقط، يعد أحد الأسباب التي تنشط بعض الفيروسات الموجودة في الأنف فتتسبب في التهاب الحلق أو الأنف أو التهاب الجيوب الأنفية لديه ثم تنزل للصدر فتهيج الشعب الهوائية وتتسبب في ربو شعبي حاد وضيق في التنفس. فإن حصل للسائح ذلك عليه أن يطلب الاستشارة الطبية فورا، لأنه يمكن أن يكون قد أصيب بالتهاب رئوي. والمعروف أن ميكروبات الالتهاب الرئوي التي توجد في كل بلد تختلف عن البلد الآخر، التي نعرفه يصل للآلاف وما لا نعرفه يصل لمئات الآلاف وربما وصل الملايين.

أما السائح العادي غير المصاب بأي شيء وليس عنده أي مشكلات صحية لا في الجيوب الأنفية ولا حساسية في الأنف أو الصدر فنصحه الدكتور حسان بالاستمرار في سياحته بطريقة عادية، مع مراعاة عدم التعرض للتقلبات المفاجئة في درجات الحرارة. فعندما يكون جالسا في مكان دافئ وهو مشغل الدفاية، عدم الخروج فجأة إلى مكان بارد لأن ذلك التغير المفاجئ في درجة الحرارة من الحار إلى البارد أو العكس ينشط بعض الفيروسات الكامنة في الجسم ويجعل مناعة الجسم لديه متذبذبة مما يعطي الفرصة للميكروبات لتنشط وتصيب الجسم.

وأضاف الدكتور حسان بأن السائح لو أحس بأن الإنسان الذي أمامه مريض كما يبدو من كثرة عطاسه أو سعاله فإن عليه تجنبه بأقصى ما يمكن. كما أن على السائح اتقاء البرد بالملابس الثقيلة المناسبة لأن الجو البارد هو أحد أهم أسباب نشاط الفيروسات في الجسم التي تؤدي لنزلات البرد والتهابات الشعب الهوائية وضيق الشعب الهوائية. وذكر بأن السياحة عموما والسياحة الشتوية خصوصا تتطلب الطاقة والنشاط، لذلك من الضروري الاهتمام الكبير بالغذاء، ونصح بالابتعاد بقدر الإمكان عن الوجبات السريعة لتدني قيمتها الغذائية، والإقبال بدلا من ذلك على الوجبات التي تحتوي على البروتينات والخضار والفيتامينات والفاكهة لأنها تقوي الجسم وتساعد على زيادة الأجسام المضادة للأكسدة فيه.

وبين الدكتور حسان بأن الأكسدة تعني إنتاج الجسم موادا تسمى بالأوكسجينات الأحادية النشاط تنتج عن التعرض للملوثات مثل دخان عوادم السيارات والسجائر وقصور التمثيل الغذائي مما يتسبب في تغيير تركيبة خلايا الجسم وبروتينها المسمي بال (دي. إن. إيه) ويغير في معالم هذا البروتين، مما يؤدي إلى ظهور خلايا غريبة في الجسم قد تؤدي في النهاية لأورام سرطانية. وأوضح بأن الله سبحانه وتعالى خلق في أجسامنا موادا ضد الأكسدة تكنس تلك الأوكسجينات الأحادية النشاط. فالمرء قد لا يكون مدخنا ولكنه قد يستنشق الأدخنة الصادرة من السجائر أو عوادم السيارات وكلها مؤدية للأكسدة، ما قد يحدث خللا في الميزان الموجود أصلا بين المواد المضادة للأكسدة والمواد المؤكسدة بالجسم، فيقلل من نشاط المواد المضادة للأكسدة ويزيد من المواد المؤكسدة فيه.

وشدد الدكتور حسان على ان المدخنين عرضة لالتهاب الرئوي والانسداد الشعبي المزمن والتهاب الشعب الهوائية دائما، لذلك ينصح السائح بالبعد تماما عن التدخين والمدخنين والأماكن التي يكثر فيها التدخين أو المواد الملوثة، ونفى صحة الزعم بأن ممارسة التدخين يجلب الدفء للجسم، وأشار إلى أنه قد يعطي إحساسا بالدفء، ولكنه يضر المرء داخليا من حيث لا يدري. وقال أن التدخين يحرق الشعب الهوائية ويؤكسدها ويدمرها ويضعف قدرة الجهاز المناعي في حماية الجهاز التنفسي، لذلك فإن من نصائح للسائح شتاء البعد عن الأماكن المغلقة المليئة بالمدخنين وتجنبها.

[~{ الوسـامـ ..]

,

جزاك الله خير

.