[مصعب النجدي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله ..

قال الله عز وجل : { فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً * وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً * الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }


الجهاد ذروة سنام الإسلام ولا بديل عنه للدفع صول الكافرين والدعوة للدين رب العالمين وقد جعله الله فرضاً على عباده المؤمنين لدحر الباطل وإحقاق الحق الذي لا يتحقق بدون قتال وقوة تهيب وتردع قال الله تعالى : { وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } وفي عصر فشا فيه الوهن وطاشت الأمة بغفلتها وضربت الحملة الصليبية أطنابها في البلاد الإسلامية واحتلت الكثير منها وهكذا غدا الجهاد فرض عين على كافة أهل الإسلام حتى تسترد البلاد والكرامة وتحفظ البيضة غير أن طوائف المنهزمين والمنحرفين على مر التاريخ لم ترض إلا إرجافاً بالأمة وبثاً لشبهٍ باطلة ليحولوا دون نهضتها فهاهم في هذا الزمن العصيب يضلون ويخذلون الأمة بدعوى أن الجهاد فرض كفاية والأمة تشرد وتقتل ، فلا أدري أسبقهم بهذا القول أحد ، أم هو من سلسلة مواقفهم المخزية ؟!

والمقام هنا أن نبين بطلان من أدعى بأن الجهاد فرض كفاية بعرض الأدلة على فرضية الجهاد على كافة المسلمين إلا من عذره الله وقد أجمع العلماء على هذا .. وسنحاول الاختصار قدر الإمكان ..


قال الجصاص: (ومعلوم في اعتقاد جميع المسلمين أنه إذا خاف أهل الثغور من العدو ولم تكن فيهم مقاومة فخافوا على بلادهم وأنفسهم وذراريهم، أن الفرض على كافة الأمة أن ينفر إليهم من يكف عاديتهم من المسلمين، وهذا لا خلاف فيه بين الأمة، إذ ليس من قول أحد من المسلمين إباحة القعود عنهم حتى يستبيحوا دماء المسلمين وسبي ذراريهم) الجصاص 3/114.

وقول القرطبي: (إذا تعين الجهاد بغلبة العدو على قطر من الأقطار، أو بحلوله بالعقر، فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافًا وثقالاً، شبابًا وشيوخًا، كل على قدر طاقته، من كان له أب بغير إذنه، ومن لا أب له، ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج من مقاتل أو مكثر، فإن عجز أهل تلك البلدة عن القيام بعدوهم كان على من قاربهم و جاورهم أن يخرجوا على حيب ما لزم أهل تلك البلدة، حتى يعلموا أن فيهم طاقة على القيام بهم ومدافعتهم، وكذلك كل من علم بضعفهم عن عدوهم، وعلم أنه يدركهم ويمكنه غياثهم لزمه أيضًا الخروج إليهم، فالمسلمون كلهم يد على من سواهم، حتى إذا قام بدفع العدو أهل الناحية التي نزل العدو عليها واحتل بها، سقط الفرض عن الآخرين.
ولو قارب العدو دار الإسلام ولم يدخلوها لزمهم أيضًا الخروج إليه حتى يظهر دين الله وتحمى البيضة، وتحفظ الحوزة، ويخزى العدو ولا خلاف في هذا) القرطبي 8/151.

قال شيخ الإسلام بن تيمية في الفتاوى الكبرى (الاختيارات) 4/520 ”وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين فواجب إجماعاً، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم“ وقال ”وإذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب، إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة، وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم ونصوص أحمد صريحة بهذا“.وقال أيضاً في الفتاوى : " فأما إذا هجم العدو فلا يبقى للخلاف وجه ، فإن دفع ضررهم عن الدين والنفس والحرمة واجب إجماعا " [4/607 ]

وقال الشيخ سليمان العلوان – فكـ الله أسره - : " وحكى الإمام البغوي وابن عبد البر والقرطبي وغيرهم الإجماع على أن العدو الكافر إذا حل بأرض المسلمين وجب على أهل البلد مقاومته حتى قال ابن عبد البر حتى النساء تقاوم .. حتى يطرد إذا ما تمكن المسلمون من طرده لضعفهم أو قلتهم فيجب على من قرب منهم مناصرتهم ربما يطبق الوجوب على كل أهل الأرض فتعميم القول بأن الجهاد فرض كفاية أو فرض عين هذا كله غلط وليس له أصل الصواب التفصيل في كل مسألة .... " [ مقطع صوتي للشيخ في هذا الموضوع ] .


وهذا مقطع مفيد للشيخ المحدث / سليمان العلوان - فكـ الله أسره وثبته .
http://www.archive.org/download/22100/22.mp3


وكما سبق فالجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة كمثل الصلاة والزكاة والصيام قال ابن تيمية عليه رحمة الله : " فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه ! " فيجب على كل مسلم دفع صول الكافرين عن بلاد المسلمين كل على قدر استطاعته سواء دفعهم بنفسه أو ماله أو للسانه وبيانه و سبل الجهاد لا يمكن أن تتعذر بالكلية في الغالب فهذا الجهاد الإعلامي ميسر للجميع إلا ما ندر فيجب على كل مسلم بذل وسعه في نصرة الجهاد وأهله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم " واحذر أن تتوانى عن نصرة إخوانك المستضعفين ومؤازرة المجاهدين فتقع في الوعيد الشديد ويمسك عذاب رب العالمين فتخزى قال الله تعالى : { إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

وفي النهاية أقول لكم السعيد من صدق مع الله فهداه الله ووفقه لسلوك سُبُلِ رضاه وجنبه الدنيا وشهواتها ووقاه شر شبهاتها ، ،



.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..