[الشمشري]

((بنغمة شعر بصوت البنين رفعنا التحية للزائرين ))
هذه العبارة وغيرها من العبارات الملصقة .التي يتجمل بها سور مدرسة القدس الابتدائية..
كنت ألمحها واقرأ بعضها وذلك لترددي على شارع المدرسة القريب من شقة العزوبية ولم اكن افكر حينها ان تاخذ هذه المدرسة الرائدة جزءا من حياتي وخاصة عند القرب المرحلة الاخيره من الدراسة الجامعية وهي مرحلة التطبيق الميداني .فعندما آتى التطبيق ذهبت الى الجامعة لكي ارى المدرسة التي وجهت اليها واذا بي اوجه الى مدرسة القدس الابتدائية التي لطالما مررت بشارعها و قرات عباراتها فاستبشرت خيرا ذهبت من الغد الى المدرسة مبكرا ودخلتها وكانت جميلة الظاهر ثم مضت ايام قليلة فعرفت انها جميلة الباطن ايضا فاجتمع لهذه المدرسة الحسنيين فعندما دخلتها اتجهت الى غرفة المدير ووجدت مدرسين اثنين وسلمت عليهما وكان ردهما يدل على رفعة اخلاقهما وسألتهما عن المدير وقالا سوف يحضر قريبا باذن الله -استريح- ثم لم ألبث الا قليلاً الا وأحد المدرسين يؤمي الي بأن المدير هو ذاك الشخص الذي آتى فعندما دخل المدير غرفته اتيته وسلمت عليه ((وكان استقباله مبجلا بالحفاوة والبشاشة والتكريم ))واخبرته اني مطبق جديد فهلا ورحب .. وذلك لانه يتحلى بحسن الذات وطيب السجايا والتواضع الجم عرفت ذلك خلال فترة التطبيق.
ثم تجاذبنا اطراف الحديث قليلا ثم قال لي هيا بنا الى مكان الطابور فذهبنا ورأيت الطلاب وهم يأخذون وضع الاستعداد.فأخذني هاجس الذكرى الى ايام الابتدائي وكانها لم يمر عليها قرابه اثنا عشرَ عاما..فما اسرع الايام؟؟
ثم اخذني المير الى غرفة المعلمين فعرف بي وسلمت عليهم وعرفت المطبقين معي ايضا هناك.ثم اخذ المدرسون يتجاذبون اطراف الحديث معي ومع اخواني المطبقين وكان احد المدرسين يناولنا الشاي والقهوة . فما اجمل اخلاقهم وما مدى حرصهم على طلابهم احسست بذلك مع اول لقاء جمعني بهم وكان احساسي ولله الحمد في محله ثم ان ابا بدرٍِ وهو مدير المدرسه رغب مني ان ادخل احد الفصول فدخلت الفصل وهي المرة الاولى التي اقف فيها امام الطلاب لم اشعر بشعور الخوف والارتباك ولله الحمد . فصار هناك تعارف بيننا وتناقشنا عن اهمية استغلال الاعمار ثم اني خرجت من الفصل وانا اشعر بعظم الرسالة التربوية السامية التي يحملها المعلم على عاتقه والتي لابد للمعلم ان يسعى الى تحقيقها .ترددت الى هذا الفصل ايام قلائل الى ان استقر الجدول وبدا المشوار الفعلي فادركت خلال هذه الفترة الوجيزه فضل الله علي بان قضى ان يكون تطبيقي في هذه المدرسه التي حق لي ان اقول هي(( معلم شاخص))وذلك لانها مدرسة يديرها مدير ناجح بنظام غير مفرط وافكارٌ متزنه ومتابعاتٌ مستمره تجعل من المدرسين ان يعطوا من انفسهم البذل والعطا ء وتجعل من الطلاب الرغبة في مدرستهم وعدم النفور منها.يسانده في عمله وكيل ومرشد لايقلون عنه بل لهم من الصفات مثل صفات زميلهم المدير ..
والمعلمون في هذه المدرسة هم اخوة تلتمس فيهم صفاء المحبة وتشعر بروح المودة وصدق الصحبه والتكاتف الاخوي وهم جميعا اباء او اخوان لطلابهم لايقفون في تفهيمهم مقرراتهم الدراسيه فحسب بل ويساندونهم النصح والتوجيه بما يعود عليهم بالنفع وذلك لان معضم الطلاب نجباء فمن الخطا التفريط بهم وخير شاهد على هذا (يوم عاشورا) فعندما قرب هذا اليوم العظيم كنت من بين المدرسين الذين ينصحون الطلاب ان يصوموا هذا اليوم وكان نصحي لهم متوسطا لاني كنت مترددا بانهم لايستطيعون الصيام من جهة ومن جهة اخرى الترغيب في تعويدهم على الصيام فعندما اتى يوم عاشورا سألت الطلاب من منكم صائما؟؟ واذ اكثرهم يرفع يده ويقول انا صائم قلت في نفسي البعض رفع يده خجلا واذ بي اقابل عامل المقصف من الغد وسابقني القول بانه عدد قليل جدا من الطلاب الذين اشتروا من المقصف امس .ففرحت وحمدت الله ..
فالنماذج الحسنه في هذه المدرسه كثيره .ولكن حسبي ان اطيل. فانا اكتب هذه الكلمات وانا في نهاية مرحلة التطبيق وشعور الالم والحزن ينتابني على فراق هذه المدرسه التي لم اتعلم منها التطبيق فقط بل تعلمت منها اشياء هي من الركائز الاساسية في هذه الحياة ولكن كما قيل..الدنيا نزول وارتحال..

[ابريداوي عاشق]

كفو والله

[الشمالي999]

اشكرك يابوعبدالعزيز على موضوعك والطيب لايستغرب من اهل الطيب...مثلك