[الذهبي]

في مجمل المعلومات التي توافرت صباح اليوم الثلاثاء، فان العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد حركة طالبان الحاكمة في افغانستان وحليفها اسامة بن لادن المتهم الرئيس في التفجيرات الاخيرة في نيويورك وواشنطن ستبدأ في غضون الساعات الاربع والعشرين المقبلة.

وما تجمع من معلومات من مصادر القرار في 10 داونينغ ستريت حيث مقر رئاسة الوزراء البريطانية ومن مصادر قريبة من الاجتماع السنوي لحزب العمال الحاكم في بريطانيا فان قرار الشروع في الحرب بات وشيكا.

وفي الخطاب الذي سيوجهه رئيس الوزراء البريطاني الى اجتماع الحزب ظهر هذا اليوم فان توني بلير سيعلن لن الحرب قد بدأت وان العمليات العسكرية ستأخذ طريقها نحو كابول بعد فشل حركة طالبان الحاكمة من تنفيذ المطالب التي قدمت اليها من اجل تسليم اسامة بن لادن الى الولايات المتحدة.

ومطلب تسليم بن لادن مهمة قامت بها باكستان لمرات ثلاث ولكنها فشلت في جميع المفاوضات السابقة مع جماعة طالبان الامر الذي حدا بالجنرال برويز مشرف الحاكم العسكري في باكستان الى الاعلان عن ان ايام طالبان "باتت معدودة".

وفي خطاب منتظر امام اجتماع حزب العمال السنوي في مدينة برايتون الساحلية في الجنوب البريطاني "سيعلن رئيس الوزراء البريطاني عن انه ما دامت جميع الجهود قد فشلت في اقناع طالبان بتسليم اسامة بن لادن، فان العمليات العسكرية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا ستبدأ في وقت قريب لتنفيذ الاهداف المتفق عليها وهي انهاء تلك الشبكة الارهابية وانهاء حكم طالبان التي تأويها".


وقالت مصادر عسكرية واعلامية وثيقة الصلة في القرار البريطاني ان العمليات العسكرية ستبدأ في وقت قريب، ولم تحدد المصادر توقيتا لبدء العمليات لكنها لمحت الى انها ستكون قبل يوم الخميس الذي ينتظر ان يجتمع فيه مجلس العموم البريطاني في جلسة طارئة ثانية خلال ثلاثة اسابيع من الزمن.


واشارت المصادر الى ان "هذا الاجتماع الثاني الطارىء لا يمكن ان يتحقق في اطار الدستور البريطاني اذا ما كانت هنالك حالة حرب تخص الامن القومي البريطاني".

يذكر ان البرلمان البريطاني يقضي في المرحلة الراهنة اجازة الصيف وهو دعي الى الاجتماع في شكل طارىء قبل اسبوعين لبحث الموقف البريطاني في ضوء التفجيرات الجوية الارهابية التي استهدفت نيويورك وواشنطن.

وقالت مصادر مقر رئاسة الحكومة البريطانية اليوم ان "العمليات العسكرية المنتظرة قريبا ستركز على انهاء القوة العسكرية لحركة طالبان وتنفيذ مهمة القاء القبض على اسامة بن لادن وانهاء شبكة التنظيم التابع له (القاعدة) على الاراضي الافغانية".


واذ ذاك، فان حركة طالبان التي تتوقع منذ اسبوعين ضربة عسكرية قاصمة اعلنت في الساعات الاخيرة عن تعبئة الالاف من المقاتلين في العاصمة كابول ، وكانت اعلنت منذ ايام عن تعبئة 300 ألف مقاتل على الحدود مع باكستان التي ستنطلق منها العمليات العسكرية الغربية، وقالت مصادر استخباراتية غربية "هذا الرقم من المقاتلين مبالغ فيه كثيرا".

وابلغت مصادر على وثيق الصلة بما يجري على صعيد سياسي في كل من واشنطن وروما ولندن ان حركة طالبان قدمت عرضا بالمشاركة في اية سلطة او اية حكومة وحدة وطنية يمكن ان تقود البلاد خلفا لها في مستقبل قريب.

وشهدت روما في الايام الاخيرة الماضية محادثات مكثفة من اجل التوصل الى صيغة سياسية يمكن معها ملء الفراغ السياسي المحتمل اذا ما اطيح بحركة طالبان في العمليات العسكرية المنتظرة.

وشارك في المحادثات وفود من تحالف الشمال المناض للطالبان واعضاء من الكونغرس الاميركي ومنفيون افغانيون عاشوا في الخارج لسنوات طويلة منذ اندلاع الحرب الاهلية قبل 23 عاما.

وابلغت مصادر افغانية قريبة من الملك المنفي ظاهر شاه ان الملك وافق على قيادة تحالف وطني شامل يضم جميع الاعراق والفئات السياسية في الخريطة السياسية والجغرافية الافغانية للوصول الى حل بموافقة دولية تعيد افغانستان الى الحظيرة الدولية.

حركة طالبان ابدت موافقة مبدئية على المشاركة في مثل حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة بقيادة الملك السابق "شريطة ان يكون للباتان فيها القرار الاعلى من دون تدخلات اجنبية من الجوار الهندي والروسي والايراني"..

ويشكل الباتان الغالبية العظمى في افغانستان، وينتمي اليهم الملك الابق ظاهر شاه رغم ان طالبان تتهمه بالولاء للهند وتأييد الآراء العلمانية التي تنادي بالوطنية الافغانية قبل الدين.