[أبو سليمان الحامد]

أخي العزيز , كربة نخلة , أشكرك على سعة صدرك , وتقبلك الحوار بخلقٍ دمث , ولغة راقية , ولكني أحب أن أنبه على ما يلي :
أولاً : أعلم أخي العزيز أن الولاء والبراء من أوثق عرى الإيمان , ولكني اعتقد أننا لم نفهم عقيقة الولاء والبراء على أصلها , وذلك أن كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) تحمل البراءة من الشرك وأهله , والولاء لله تعالى ولدينه , وهي كلمة إبراهيم عليه السلام لقومه {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} (26) سورة الزخرف {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } (27) سورة الزخرف ففي الآية الأولى قال : براء مما تعبدون , وهذا معنى ( لا إله ) ثم استثنى فقال : إلا الذي فطرني , وهذا معنى ( إلا الله ) .
إذن فالولاء والبراء هو عبادة الله تعالى ونبذ الشرك .
نأتي لموضوع العداوة والحرب , هذه أمور اخرى تحكمها السياسة الشرعية , وليس المراد محاربة الكافر أينما وجدته وحيثما حل - مالم يكن بينك وبينه حرب - وفي السيرة النبوية قصص كثيرة رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يواجه المشركين واليهود , بل ويأكل من طعامهم , فهل هذا مناف للبراءة من الشرك ؟

ثانياً : الآية التي ذكرتُها في أبي طالب , ثم ذكرتَ تفسيرها , وأن المراد ( لا تهدي من أحببتَ هدايته ) فأقول : هذا المعنى ذكره البغوي في تفسيره , وقال : وقيل أحببته لقرابته .
وفي نظري أن المعنى الثاني هو الصواب , وهو الذي تؤيده اللغة والواقع من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما من اللغة : فجملة ( أحببتَ ) صلة الموصول , والموصول هو ( مَنْ ) , وهو يحتاج إلى عائد , وحين نقدر العائد مضافاً إليه متصلا بمضاف محذوف وهو قولهم ( أحببت هدايته ) لأن العائد حينئذ هو الضمير المضاف إليه في هدايته , فحذف المفعول به , وحذف المضاف إليه وهو العائد , وهذا لا يصح عند النحاة , لأن العائد المجرور بالإضافة لا يصح حذفه إلا في مواضع ليس هذا منها .
ثم إن فيه تأويلاً وتقديراً في القرآن لا حاجة لنا به , ولا يدل عليه السياق .
أما حين يكون التقدير : أحببته , فالعائد هو الضمير المفعول به , وحذف العائد المنصوب كثير جدا , ومنه قوله تعالى : {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} (11) سورة المدثر , أي خلقته .
وحينئذ فيه إثبات محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب , ومحبته له تستلزم محبته لهدايته .
وحينئذ فليس عليك ان تنفي حب الرسول صلى الله عليه وسلم الفطري لعمه أبي طالب , وهو الذي حزن أشد الحزن لفراقه , وكان يقدر أبناءه كلهم حباً في عمه الراحل , كما في قصة جعفر الطيار وأبنائه .


أرجو أن أكون وفقت في توضيح ما التبس , ولك مني جزيل الشكر .

[فتى الظل]

...

أخي الغالي : كبير المحايدين
أنت مكسب كبير للمنتدى
وهذه قبلة من كل قلبي على جبينك

..

[بدر بن عبدالله]

اقتباس من مشاركة كبير المحايدين:

اقتباس أخي العزيز , كربة نخلة , أشكرك على سعة صدرك , وتقبلك الحوار بخلقٍ دمث , ولغة راقية , ولكني أحب أن أنبه على ما يلي : أولاً : أعلم أخي العزيز أن الولاء والبراء من أوثق عرى الإيمان , ولكني اعتقد أننا لم نفهم عقيقة الولاء والبراء على أصلها , وذلك أن كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) تحمل البراءة من الشرك وأهله , والولاء لله تعالى ولدينه , وهي كلمة إبراهيم عليه السلام لقومه {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} (26) سورة الزخرف {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } (27) سورة الزخرف ففي الآية الأولى قال : براء مما تعبدون , وهذا معنى ( لا إله ) ثم استثنى فقال : إلا الذي فطرني , وهذا معنى ( إلا الله ) . إذن فالولاء والبراء هو عبادة الله تعالى ونبذ الشرك . نأتي لموضوع العداوة والحرب , هذه أمور اخرى تحكمها السياسة الشرعية , وليس المراد محاربة الكافر أينما وجدته وحيثما حل - مالم يكن بينك وبينه حرب - وفي السيرة النبوية قصص كثيرة رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يواجه المشركين واليهود , بل ويأكل من طعامهم , فهل هذا مناف للبراءة من الشرك ؟ ثانياً : الآية التي ذكرتُها في أبي طالب , ثم ذكرتَ تفسيرها , وأن المراد ( لا تهدي من أحببتَ هدايته ) فأقول : هذا المعنى ذكره البغوي في تفسيره , وقال : وقيل أحببته لقرابته . وفي نظري أن المعنى الثاني هو الصواب , وهو الذي تؤيده اللغة والواقع من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . أما من اللغة : فجملة ( أحببتَ ) صلة الموصول , والموصول هو ( مَنْ ) , وهو يحتاج إلى عائد , وحين نقدر العائد مضافاً إليه متصلا بمضاف محذوف وهو قولهم ( أحببت هدايته ) لأن العائد حينئذ هو الضمير المضاف إليه في هدايته , فحذف المفعول به , وحذف المضاف إليه وهو العائد , وهذا لا يصح عند النحاة , لأن العائد المجرور بالإضافة لا يصح حذفه إلا في مواضع ليس هذا منها . ثم إن فيه تأويلاً وتقديراً في القرآن لا حاجة لنا به , ولا يدل عليه السياق . أما حين يكون التقدير : أحببته , فالعائد هو الضمير المفعول به , وحذف العائد المنصوب كثير جدا , ومنه قوله تعالى : {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} (11) سورة المدثر , أي خلقته . وحينئذ فيه إثبات محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب , ومحبته له تستلزم محبته لهدايته . وحينئذ فليس عليك ان تنفي حب الرسول صلى الله عليه وسلم الفطري لعمه أبي طالب , وهو الذي حزن أشد الحزن لفراقه , وكان يقدر أبناءه كلهم حباً في عمه الراحل , كما في قصة جعفر الطيار وأبنائه . أرجو أن أكون وفقت في توضيح ما التبس , ولك مني جزيل الشكر .

أولاً: أشكرك على ردك الجميل والأكثر من رائع، وكما قلت أنت مكسب لهذا المنتدى،
ثانياً: خلاصة الكلام بيني وبينك: أنني قصدت من هذا الموضوع التنبيه فقط ، أي أنني
أُنبههم إلى ألا تتطور كلمة الحب إلى شيء آخر كالتعظيم وغيره، وقصدت من عقيدة الولاء
والبراء أن تكون حاضرة لدى هؤلاء المشجعين، أي أنني لم أقل بأنهم يحبون كوزمين لكفره،
لا وكيف أن هؤلاء المشجعين هم أبناء هذا الدين فمثل هذا الشيء حاضر في أذهانهم، لكن كما
قلت لك أنني أردت التنبيه لا أكثر ولا أقل، ولعلك رأيت بعض الردود التي قال بعضهم: ما بقى
إلا تقول إننا كفار!!!!،و بعضهم ترك الموضوع وبدأ يناقش القرار، وأود أن أنبهك إلى شيء:
أنني والله ثم والله لم أناقشك في ردك هذا ليس هروباً من النقاش لا، لكن أردت أن أوضح
فقط فكرة الموضوع التي لم يفهمها البعض، وأريد أن أقول لك شيئاً وأشكرك عليه بأنك
تناولت نقطة من النقاط من الجانب اللغوي فأمتنعتني أيما إمتاع وخصوصأ أنك تحدثت في
تخصصي، ولتعلم أنني قرأت ردك ما يقارب ثلاث أو أربع مرات حتى أفهم ما تريد قوله
وقد اتضحت الفكرة وفهمت ماترمي إليه أناملك التي تعبت في صياغة الرد، وأرجوا ألا
تكون حانقاً علي حيث أنني لم أناقشك، ولكنني أردت اختصار الكلام وإيضاح المقصود
من فكرة موضوعي.

وإن كان في خاطرك شيء اتجاهي أو في جعبتك شيء فأتمنى أن تقوله.

وأشكرك يا أبا سليمان على المرور الرائع والمتميز.

* ودمت عضواً عزيزاً.

[بدر بن عبدالله]

اقتباس من مشاركة فتى الظل:

اقتباس أخي الغالي : كبير المحايدين أنت مكسب كبير للمنتدى وهذه قبلة من كل قلبي على جبينك

صدقت يا فتى الظل، فأبا سليمان مكسب مهم لهذا المنتدى.

فتى الظل أشكرك على مرورك.

* ودمت بود.

[أبو سليمان الحامد]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها كربة النخلة اقتباس من مشاركة كبير المحايدين: أولاً: أشكرك على ردك الجميل والأكثر من رائع، وكما قلت أنت مكسب لهذا المنتدى، ثانياً: خلاصة الكلام بيني وبينك: أنني قصدت من هذا الموضوع التنبيه فقط ، أي أنني أُنبههم إلى ألا تتطور كلمة الحب إلى شيء آخر كالتعظيم وغيره، وقصدت من عقيدة الولاء والبراء أن تكون حاضرة لدى هؤلاء المشجعين، أي أنني لم أقل بأنهم يحبون كوزمين لكفره، لا وكيف أن هؤلاء المشجعين هم أبناء هذا الدين فمثل هذا الشيء حاضر في أذهانهم، لكن كما قلت لك أنني أردت التنبيه لا أكثر ولا أقل، ولعلك رأيت بعض الردود التي قال بعضهم: ما بقى إلا تقول إننا كفار!!!!،و بعضهم ترك الموضوع وبدأ يناقش القرار، وأود أن أنبهك إلى شيء: أنني والله ثم والله لم أناقشك في ردك هذا ليس هروباً من النقاش لا، لكن أردت أن أوضح فقط فكرة الموضوع التي لم يفهمها البعض، وأريد أن أقول لك شيئاً وأشكرك عليه بأنك تناولت نقطة من النقاط من الجانب اللغوي فأمتنعتني أيما إمتاع وخصوصأ أنك تحدثت في تخصصي، ولتعلم أنني قرأت ردك ما يقارب ثلاث أو أربع مرات حتى أفهم ما تريد قوله وقد اتضحت الفكرة وفهمت ماترمي إليه أناملك التي تعبت في صياغة الرد، وأرجوا ألا تكون حانقاً علي حيث أنني لم أناقشك، ولكنني أردت اختصار الكلام وإيضاح المقصود من فكرة موضوعي. وإن كان في خاطرك شيء اتجاهي أو في جعبتك شيء فأتمنى أن تقوله. وأشكرك يا أبا سليمان على المرور الرائع والمتميز. * ودمت عضواً عزيزاً.

أخي العزيز كربة ( على فكرة ليتك تغير هالاسم لأني يعز علي أن أسميك كربة ) :
فهمت قصدك ومرادك بارك الله فيك , وأنا أوافقك في مجمله , ولكني أردت توضيح بعض النقاط الفرعية في الموضوع , وتأكد أخي العزيز أني من أشد الناس احتراماً للرأي الآخر , وليس في خاطري شيء والله ,فلم أرَ منك إلا جميل القول وحسن الرد , و أشكرك على دماثة خلقك , وطيب كلامك .

[بدر بن عبدالله]

اقتباس من مشاركة كبير المحايدين:

اقتباس أخي العزيز كربة ( على فكرة ليتك تغير هالاسم لأني يعز علي أن أسميك كربة ) : فهمت قصدك ومرادك بارك الله فيك , وأنا أوافقك في مجمله , ولكني أردت توضيح بعض النقاط الفرعية في الموضوع , وتأكد أخي العزيز أني من أشد الناس احتراماً للرأي الآخر , وليس في خاطري شيء والله ,فلم أرَ منك إلا جميل القول وحسن الرد , و أشكرك على دماثة خلقك , وطيب كلامك .

بارك الله فيك وفي خلقك الكريم يا أبا سليمان، وأشكرك على التوضيح،
وأتمنى أن أراك في موضوعات أخرى.

ودمت أخاً عزيزا.