[أبو رقية]

بليّة و زرية لمّا يتصدر المفلسون من العلم ليقوموا بتلقين طلاب العلم علوم الشريعة و يؤصلون عقولهم بقواعد الشرع و أسس الملة التي ارتضاها الله لتكون هي المهيمنة و هي المقدمة على كل محبوب و مفضلة على كل مرغوب . و لما بدأ المتعالمون يتصدرون للتدريس بموجب التسيس اعترى موادهم الخلط و التدليس و داخلها علم إبليس الذي يقود بتقديس السلطان و تطبيع خيانة الرحمن في مبالغة ساذجة ممجوجة في تأصيل كل مسألة على : حكم وجوب طاعة ولي الأمر . و ياويل المعاند و المخالف إن اختار من أقوال العلماء ما ساغ فيه الخلاف و اتسع فيه الأمر . فهو حينذ من الخوارج المارقين و من إخوان الشياطين ، و بعدها ينطلق شرارة المعادة له في الله ، و التصيد في المياة العكرة و تلمس الحفر في الطرق الوعرة . وتوجيه المحتملات إلى سقطات مكفرات تخرج من الملة و يلزم منها إعلان البراءة من هذا الشخص ..!

حقائق واضحة للعيان و معاداة ابتغاء وجه السلطان مخلصين له الدين ، ساعين سعيًا حثيثا للعق حذائه ولو اهدرت كرامتم ولو مست أعراضهم ولو نقضت عرى دينهم و الويل للمخالف . هجوم على التكفير بالتكفير ، و على التفسيق بالتفسيق ، و بحث عن السقطات لإظهارها و تبشيعها و تشنيعها ، و تلقط للزلات لإعلانها و ترويجها ، و ترقب للمعايب للشماتة - إي وربي - سمعتها شماتة بمرض أحد العلماء .!

الجرح و التعديل عندهم على طريقة الروافض فيها اختلاق و كذب و شائعات و تأويلات بعيدة عن الحقائق . كل هذا يُروَجُ باسم أهل الأثر أو السلف و نبذ الحزبية و التئام الصف و وأد الحزبية .و لم ترى قط عيني أشد حزبية من أولئك الذي اجتمعوا في شبكة سحاب الصهونية .

ألم تروا إلى حركة المقاومة الإسلامية التي ساندها البسطاء الشرفاء الأحرار ، في حين عادها و أبغضها العملاء من لاعقي الأحذية و الجوارب . حماسٌ هذه وليدة اليوم في مشروعها السياسي . كان من الطبعي أن تعقد علاقتها و تؤسس حضورها السياسي عن طريق التواصل مع بعض الدول التي لها معها مصالح سياسية . فكانت العلاقة مع إيران من هذا المنطلق - مع عدم وضوح وجه العلاقة لكثير من المتابعين - إلا أنه عمل لا يستحق قيام صهاينتنا المعنيين حيث أصبح حب حماس و بغضها من أوثق عرى الإيمان ! بالإضافة إلى ما كتب في شبكتهم من امتحان إيمان الناس بحب ربيع ! ربيع هذا شيخ بتاعهم .

أعود إلى قضية حماس التي كفرها بعض أولئك الصهاينة لأنها أقامت علاقة مع إيران . و لكن الهوى أعماهم عن صنيعة المقدس الأول عندهم عند زيارته لإمام الكفر الأول في هذا العصر المختلط !لا مقام هنا لتكفير فلان و فلان و لكن المقام مقام نظر في الحقائق بعيون العقلاء لا البله و المغفلين .مشكلة حينما تقدم السلفية بطابع خسيس و حزبية مأفونين حملوا علوما و لم يُؤتوا فهوما و أوتوا ذكاء و لم يؤتوا زكاء . مصيبة حينما يكون امتحان الإيمان بحب ربيع و السلطان . و بغض سفر و سلمان .

السلطان واجب الطاعة بإيجاب الله لذلك ، و شرعنا لا يتحرج في تطبيقه و إقامته طاعة لله . و لكن المعيب هو التبديل و الهوى الذي يجعلنا نرى الباطل من فلان فلا تثور لنا ثائرة . ثم نراه من فلان فنتحدث عن سقطاته بل و نغلب سوء الظن و نحكم به و نبني عليه و نفسق بناء عليه . أليس هذا مظهر من مظاهر الصهيونية التي تبتغي هدم معالم الإسلام و قيام اعتبارات أخرى !

كم من الطوام و المصائب يحسن بيانها و يمنَع من الترويج لها أنها لأشخاص ليسوا أهلا لأن يعرفوا ولا تنقل أقوالهم . و لكن اللهم طهر بلادنا المملكة العربية السعودية من مرجئة الحكام .

26/3/1430 هـ