|
|
|
19-04-2009, 12:54 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1
|
رفع الملام عن بني بنغال..!!
شهدت السنتين الأخيرتين حملة صحفية شعواء على فئة ضعيفة من إخواننا المسلمين الذين قدموا إلى هذه البلاد بحثا عن لقمة العيش ليسدوا بها بطون فارغة وأفواه فاغرة ... قدموا موعودين بالنعيم ، وما إن حطت أقدامهم حتى صلاهم الجحيم..
تصوروا أن أحد العقلاء من بني جلدتنا يقول أن البنغالي الذي ينظف شارعنا والمخلفات التي نرميها أمام بيتنا يسلم علي فلا أرد السلام لأني أعرف أنه حرامي مجرم حتى لو سلم وأنه بالتأكيد يضمر حقدا وعدوانا ، متجاهلا أن السلام سنة ورده واجب .. هذا على سبيل المثال وما ذكر عن الوافدين من حملة هذه الجنسية من وصم بصفات لا إنسانية ومخزية أشياء كثيرة لا يتسع المجال لحصرها.. بدءا لابد من التسليم بأن كثيرا من حملة هذه الجنسية قدموا من بيئة فقيرة جدا وما يترتب على ذلك ويتبعه من سلوكيات مرتبطة بثقافة الفقر.. وقد ارتكب بعضهم جرائم كثيرة خاصة السرقة ، ولكن علينا إلا ننسى أن هناك جرائم شنيعة يرتكبها وافدون من جنسيات أخرى بما في ذلك المواطنين.. إن البنغالي إنسان له مشاعر وأحاسيس ، وله أحلام وطموحات ، حتى لو كانت صغيرة مثل تعليم ابن أو علاج أم ، وقد قدم لهذه البلاد بعد أن دفع دم قلبه ، وكل ما يملك لتحقيق شيئاً منها.. وعندما يصل يجد أن أحلامه سراب ، ويكتشف أن رحلته الطويلة انتهت بعذاب.. هناك يتفقون معه على راتب يتجاوز سبعمائة أو ألف ريال وإقامة مناسبة وتذاكر مدفوعة ، ثم إذا وصل مقر المؤسسة التي سيعمل فيها -هذا ان كان هناك مؤسسة فعلية - يجبر على مرتب لا يزيد عن ثلاثمائة ريال ويحمل التذاكر والأكل وجميع المصاريف ، ثم يتم حشره وتكديسه مع آخرين في علب سردين تسمى سكن ، ولا يستلم أول مرتب إلا بعد مضي ستة أشهر أو تزيد.. ثلاثمائة ريال كيف سينفقها على عائلة لا يقل أفرادها عن خمسة أشخاص في المتوسط !! وكيف سيدبر أموره حتى يتفضل صاحب المؤسسة ويمن عليه بمرتبه بعد ستة أشهر .. والحقيقة أن الثلاثمائة ريال تساوي صفر إذا فترضنا أن العامل سيصرف منها عشرة ريالات يوميا للعشاء والغداء والفطور والتنقلات وهي لا تكفي وجبة واحدة.. هذا عن الذين التزمت مؤسساتهم بعقود مع جهات حكومية كشركات النظافة والصيانة ، أما الذين قدموا على كفالة مؤسسات وهمية تنثرهم في الشوارع وتجبي منهم المقسوم نهاية كل شهر وتعدهم بالويل والثبور إن لم يسلموا المبلغ كاملا دون نقص.. فضلا عن البيئات التي يعملون بها وسؤ المعاملة.. هنا قد يقول قائل إن هؤلاء لا يعتمدون على راتب المؤسسة ، وإنما ذلك مجرد مقدمة لأبواب أخرى من الرزق يقتحمونها بأساليبهم المختلفة كغسيل السيارات مثلا .. فإن وافقناهم على هذه المقدمة فكم حجم تلك الفئة التي تتهيأ لها أعمال إضافية شرعية أو شبه شرعية ، وماذا عن الذين لا تتهيأ لهم ، أو لا يسمح لهم بمباشرة تلك الأعمال!!! بالله عليكم والحال هذه ماذا سيعمل هذا العامل البسيط الغريب ، هل ينتحر ، وبعضهم فعل والعياذ بالله ، هل يسرق ؟ وبعضهم فعل والعياذ بالله .. إن ضعاف النفوس منهم مع تكالب هذه الظروف السيئة وإغواء الشيطان قد يفعل أي شيء من أجل أن لا يرجع صفر اليدين لأهله وذويه ، ومن اجل الأفواه الفاغرة هناك في بلد يعاني من الفقر المدقع.. مع ان الكثير منهم يعمل بتفاني وشرف وإتقان .. ثم إن إلصاق ووصم أي إنسان بصفة معينة تدفع الإنسان إلى تبنيها وهو ما يسمى بنظرية الوصم التي ترى "أن المجتمع عندما يصم فردا خارجا عن معاييره فانه يخضع لطابع غير شرعي في نظر المجتمع أو انه موسوم وسمة غير طيبة ، الأمر الذي يدفعه للانخراط بعمق في عدة سلوكيات منحرفة مترابطة بعضها ببعض ، ويكون ذلك نتيجة الوصم الاجتماعي وليس بدافع الإجرام أو أسباب أخرى" ومع الإقرار بوجود بعض الجرائم ، وإن كانت غير مدعومة بإحصائيات رسمية إلا أن الجرائم تحصل من جميع الجنسيات بنسب متفاوتة ولنفترض أن البنغاليين أكثر نسبة في الجرائم وليس بسبب كثرة عددهم فهل هذه المعاملة القاسية والشرسة والتحقيرية واللانسانية هو الفعل المناسب تجاههم ؟ وهل يكفل ذلك عدم انجرافهم في هذه الطريق المظلم؟ ولما لا نقول أن تلك المعاملة هي من عوامل إنحرافهم.. باعتقادي أن من مرتبه الشهري ثلاثمائة ريال فقط في ظل هذا الغلاء ، ومن هو ملزم بتسليم راتب لكفيله(اتاوه) معرض للوقوع في الجريمة سواء سرقة أو غيرها خاصة ضعاف النفوس وضعاف الوازع الديني وهؤلاء موجودون في كل جنس وفي كل بلد.. ولذلك من الأفضل إعادة النظر في وضع هذه العمالة إنسانيا وبما يمليه علينا ديننا دين الرحمة حتى لو تم إلزام مؤسسات النظافة والصيانة بوضع حد أدنى لرواتب العمالة أي كانت جنسيتها بما يكفل لها حياة كريمة لا تضطر معها إلى السرقة والوقوع في الحرام.. كما ان علينا كأفراد معاملتهم بما يمليه علينا ديننا من محبة ورحمة وعطف دون أحكام مسبقة ناتجة عن ما يقوله الآخرون.. قطرة مطر: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ( حديثان شريفان) الكاتب/ عبد الله العرفج |
الإشارات المرجعية |
|
|