[.المجاهد المحروم.]

بسم الله الرحمن الرحيم

قصة الشهيد بإذن الله ( عادل القصيَّر ) عبرة وموعظة للمؤمنين

ولد الشهيد بإذن الله عادل القصيِّر ثاني أيام العيد بتاريخ 2/10/1400 هـ في مدينة الرياض فواصل دراسته حتى وصل الثانوية وقبل إمتحان شهادة الثانوية العامة القسم الشرعي بشهرين طلب من والده إصدار جواز سفرله للإلتحاق مع المجاهدين في الشيشان فحاول والده إقناعه بشتى الطرق ليس لعدم رغيته في تحقيق هذه الأمنية الغالية لدى إبنه ولكنه خوفاً على زوجته من الإنهيار لو إنتقل إلى رحمة الله أثناء جهاده في سبيل الله لأنها متعلقة به جداً .

فقال لأبنه يابني إذا أقنعت والدتك بالسماح لك في الجهاد فسوف أخرج لك جواز السفر لأنه لايجوز للمسلم الجهاد ووالديه أو أحدهما غير راضي عنه .

فقال لوالده يا أبتي هل يوجد أي رجل أو إمرأة يسمحوا لولدهم بالذهاب للقتال خشية عليه أن يقتل خاصة في هذا العصر الذي قل فيه الإيمان فلو لم يتم الجهاد إلا بهذا الشرط لما أقيمت فريضة الجهاد على المسلمين وأنتم بفضل الله يوجد لديكم خمسة من الذكور غيري ولذلك أعتقد بأن الجهاد أصبح واجب علي وعندما لم يقبل والده السماح له بالسفر مالم تقبل والدته بسفره لذلك طلب من والده السماح له بالذهاب إلى مكة المكرمة التأدية العمرة فسمح له بذلك وبعد عدة أيام إتصل بأهله هاتفيا وأخبرهم بأنه قد ذهب للجهاد في الشيشان ويطلب منهم الصفح والغفران عن عدم طاعته لهم في أداء واجب الجهاد الذي يرى بأنه أصبح واجباً عليه حسب فتوى العلماء الأخيار ويطلب من جميع إخوته وأخواته وكل من يعرفه من أقاربه وأصدقائه ومعارفه أن يحللوه إن كان قد أخطأ على أحدٍ منهم سواء كان ذلك بعلمه أو بدون علمه .

وبعد عام كامل رجع من سفره وأهله لايعرفون عنه شيئا إلا أنه في الشيشان وهم في حالة يرثى لها من الحزن عليه وخاصة من قبل والدته لذلك فرح أهله وأقاربه وأصدقائه بعودته وصمم والديه على تزويجه عسى أن يعدل عن فكرة الذهاب للجهاد مرة أخرى فقال لهم أتزوج بشرط أن أخبر أي إمرأة تريد أن ترتبط بي أنني سأجاهد إذا وجب علي الجهاد واستأجر إحدى الشقق لغرض الزواج وجهزها بالدهان وتركيب المكيفات وقبل أن يجد الزوجة التي تناسبه ويناسبها حصلت تفجيرات أمريكا يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2021م وفي يوم الخميس 13 سبتمر 2021م أي بعد أحداث نيويورك بيومين حضر والده من عمله بعد الظهر فقال له أبنائه الصغار أخونا عادل سافر ويسلم عليك وبعد يومين أتصل يستسمح من والديه وأهله في عدم إخبارهم بسفره للجهاد في سبيل الله خشية أن يؤثروا عليه بعدم السفر ورفض أن يخبرهم بالمكان الذي يتصل منه وأخبرهم بأنه قد ترك رسالة إعتذار وتأسف في عدم إخبارهم بسفره ليس عقوقاً بل محبة في الجهاد ويطلب منهم الصفح والغفران .

ولم يعلموا عنه شيئاً إلا يوم الاربعاء 24/3/1423 هـ عندما إتصل بأهله رجل يدعي بأنه يعرف ابنهم عادل وصديق له وكان معه في أفغانستان وأنه قد استشهد في 10 رمضان المبارك 1422 هـ عندما خرج هو وأحد زملائة من إحدى مغارات تورا بورا للبحث عن مغارة أخرى للتوسع بها بعد حضور ضيوف آخرين لهم فرصدتهم طائرات إخوان القردة والخنازير وأطلقت عليهم صاروخاً فاستشهد الاثنين معاً رحمهما الله . ويقول والده عندما بلغنا خبر وفاة ابننا عادل قبل عصر يوم الأربعاء 24/3/1423هـ بنصف ساعة أحسست بحزن شديد لامثيل له على فقد فلذت كبدي الإبن البار بوالديه فذهبت لصلاة العصر وأنا في حالة يرثى لها وأديت السنة الراتبة ثم رفعت يدي بدون وعي وطلبت من ربي أن يمن علي بفضله وان يتقبل إبني شهيداً وأن يريني ما يسرني في إبني من كتاب الله العزيز بسبب هذا التشكيك في وصف من يقومون بالجهاد في هذا العصر بالخوارج الإرهابيين ثم فتحت كتاب الله دون تحديد أي موضع معين أو سورة من كتاب الله العزيز فكان أول ما وقع عليه بصري هذه البشرى وهي قول الله تعالى في محكم كتابه العزيز :{{ إنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أّنفُسَهُمْ وَاَمْوَالَهُم بِأنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقَّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجِيلِ والْقُرْءانِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوً الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }} آية 111 من سورة التوبة صدق الله العظيم . ويقسم والد هذا الشهيد بالله العظيم الذي لاإله غيره أنه فتح على هذه الآية الكريمة بالصدفة وكأنه أول مرة يقرأها فلذلك تبدل حزنه الشديد سروراً بسبب هذه البشرى العظيمة فهذا والله هوأعظم بيع لكل مسلم وأعظم شراء من قبل رب العزة والجلال الذي وعد عباده ممن يوفون بعهدهم من الشهداء وبشرهم ببيعهم الذي بايعوا به الله بالجنة وجعل ذلك وعداً عليه حقا بكتبه المنزلة التوراة والإنجيل والقرآن وذلك هو الفوز العظيم .

وبعد أداء الصلاة وهذه البشرى من كتاب الله العزيز ذهب هو وأولاده إلى منزلهم لتعزية زوجته وإخبارها باستشهاد ابنهم وهو يخشى عليها من الإنهيار نظراً لمحبتها الشيدة له فطوال السنة التي غابها لم تجف دمعتها إلا بعد وصوله ولم تحضر أي مناسبات أو أفراح لأسرتهم حزناً على ولدها وبعد ذهابه ثانية تجدد حزنها وعند دخولهم هو وأبنائه عليها وهم في حالة لايعلمها إلا الله خوفاً عليها من الإنهيار فكانت المفاجأة أن قالت لزوجها وأولادها عندما رأتهم وهي تبكي يعني حلمي قبل ثلاثة أيام قد تحقق وقد أخفيته عليكم خشيت أن يكون صحيحاً حيث رأيت عادل عليه لباس أبيض لم أشهد له مثيل في حياتي فلم أخبركم خشيت أن تفسروه ويكون موته صحيحاً .

والحمد لله على هذه البشرى التي قلبت أحزان هذه الأسرة المفجوعة في إبنها سرورا ولايقدر على ذلك إلا الواحد الأحد القادر المقتدر مما جعلهم لايتقبلوا التعازي بل التهاني لأنهم لايعدون موت إبنهم مصيبة قد حلت بهم بل مكرمة من رب العرش العظيم وقد تقبلوا التهاني في استشهاد إبنهم من الأقارب والأصدقاء والمعارف ويبتهلون إلى الحي القيوم بخالص الدعاء في تقبل إبنهم عادل من الشهداء الأبرار بإذن الله ويأملون من كل مسلم يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويحب هذا الشهيد لله وفي الله أن يدعوا له ولوالديه بظهر الغيب بالمغفرة والقبول وأن يتجاوز عن سيئاتهم وأن يطهر قلوب المسلمين من الكذب والنفاق والرياء والحقد والحسد وأن تكون جميع أعمالهم وأفعالهم وأقوالهم خالصةً لله رب العالمين وسبحان الله والحمد لله ولاإله إلا الله والله أكبر ولله الحمد سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضاء نفسه ومداد كلماته اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات اللهم جازهم بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا.

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه الطيبين الأبرار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته