بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » هل يقع العرب في الفخ الأمريكي؟

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-07-2003, 08:57 PM   #1
% أبو الوليد %
عـضـو
 
صورة % أبو الوليد % الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2003
البلد: إذا اشتكى مسلم في الصين أرَّقني =وإن بكى مسلم في الهند أبكاني = ومصر ريحانتي والشام نرجستي = وفي الجزيرة تاريخي وعنواني=وحيثما ذكر اسم الله في بلد = عددت أرجاءه من لب أوطاني
المشاركات: 201
هل يقع العرب في الفخ الأمريكي؟

من الواضح أن القوات الأمريكية في العراق لم تستقبل بالورود والرياحين كما كان يدعي قادتها قبل الحرب، ومن الواضح كذلك أن المقاومة العراقية ليست من صنع صدام حسين أو حزب البعث كما يقول كثير من العراقيين، ومن الواضح ـ ثالثاً ـ أن هذه المقاومة آخذة في الازدياد كما يتوقع كثير من المراقبين وكما تذكر بعض الصحف العربية والأجنبية. هذا الواقع جعل كثيراً من الجنود الأمريكان يصابون بالإحباط والخوف الدائم مما دفعهم للبحث عن السبل التي تكفل لهم مغادرة العراق إلى بلادهم بأمان، فعدد من هؤلاء الجنود ـ كما تقول صحيفة الرياض ـ ارتدوا الملابس العربية إمعاناً في التنكر ودفعوا مبالغ مالية لبعض العراقيين ليعملوا على إخراجهم من العراق إلى سوريا. وتضيف الصحيفة أن هذه المحاولة التي قام بها 150من الجنود لم تنجح غير أن2500 جندي أمريكي تمكنوا من الفرار بنفس الطريقة، وقد بذلت القيادة الأمريكية في العراق جهوداً كبيرة للتكتم على هذا الخبر. لم تكن صحيفة الرياض وحدها منفردة بنشر مثل هذه الأخبار عن الجنود الأمريكان إذ إن صحيفة كرسشين سيانس مونتور نشرت مقالاً مطولاً ذكرت فيه أن نفسية الجنود الأمريكان وصلت إلى الحضيض لأنهم يواجهون تمديداً لفترة خدمتهم كما يواجهون خطر الموت والحرارة الشديدة والمستقبل غير المعروف في احتلال العراق.وتضيف الصحيفة: يعاني هؤلاء الجنود من حالة نفسية منخفضة جداً وصلت إلى الحضيض. ولأنهم بهذه الطريقة تقول الصحيفة: معظم هؤلاء الجنود على استعداد لدفع كل ما يملكونه من نقود في البنك لشراء تذكرة سفر بالطائرة للعودة إلى البيت. لقد شعر هؤلاء الجنود أنهم أصبحوا مكروهين من الشعب العراقي وأنه ينظر إليهم بازدراء كونهم محتلين، بل إن بعض هؤلاء الجنود كانوا يلتمسون العذر للعراقيين ولذلك لم يستغربوا كثرة الهجمات عليهم. صحيفة الواشنطن بوست كتبت في هذا المعنى قائلة: يقول كثير من الجنود الأمريكان إنهم لا يستغربون تزايد هذه الاعتداءات أو تصاعد الغضب لدى العراقيين، بل إن أحد هؤلاء الجنود أوضح صراحة أن العراقيين ضجروا منهم وتساءل قائلاً لمحدثه:ألا تصاب بالجنون إذا قاموا بغزو بلادنا؟ وفي مقال آخر ذكرت هذه الصحيفة أن عدداً من الجنود والضباط طالبوا بالعودة إلى بلادهم لأنهم لن يستطيعوا تغيير الأمور وأن الكراهية للاحتلال الأمريكي في تزايد مستمر ولأن حياتهم في خطر.هذا الواقع الذي تشهده الساحة العراقية وضع القيادة السياسية الأمريكية في حرج حقيقي أمام شعبها من جهة وأمام العالم من جهة أخرى، ومن هنا فإن هؤلاء رأوا أن يستنجدوا بعدد من الدول كي ترسل أعداداً من قواتها إلى العراق لتساهم ـ كما يقولون ـ في حفظ الأمن وفي إعادة الحياة الطبيعية إلى البلاد. وبدؤوا ـ الآن فقط ـ يقولون إن هذه المطالبة تنسجم مع قرارات الأمم المتحدة التي رأت أن تجعل لها دوراً في إدارة شؤون العراق بعد الحرب مع أن الأمريكان رفضوا كل قرارات هذه الأمم قبل الحرب ولم يلتفتوا إليها ولكن عندما اضطرتهم الحاجة لهذه الهيئة عادوا مرة أخرى يريدون منها حمايتهم ودعم احتلالهم للعراق والتخفيف عن جنودهم هناك. وأنا أعتقد أن بعض الدول قد تستجيب للمطالب الأمريكية ولكني آمل ألا يكون من بينها أي دولة عربية أو مسلمة. على هذه الدول ألا تقع في الفخ الأمريكي وعليها أن تعلم أن إرسالها أي قوات للعراق يعني صراحة أنها تقاتل إلى جانب المحتل ضد دولة عربية مسلمة وأنها في الوقت نفسه تعرض أبناءها للقتل دفاعاً عن قوة أجنبية محتلة، ولا أحسب أن الشعب العربي مهما كان مكبلاً سيقبل بمثل هذا الوضع المهين، وإذا كان الأمريكان قد كذبوا عشرين كذبة على العرب والعالم قبل الحرب ـ كما تقول صحيفة الوطن ـ فإن هذه الكذبة التي يحاولون إيقاع العرب فيها ستكون من أخطرها وأسوئها على الإطلاق.لقد قالوا إن في العراق أسلحة دمار شامل وقد ثبت كذب هذا القول كما قالوا إن العراق يتعاون مع القاعدة وكلنا يعرف البون الشاسع بين أفكار القاعدة وحزب البعث.كما أن ادعاءهم محاولة العراق الحصول على اليورانيوم من إفريقيا ثبت كذبه أيضاً وهاهم أولاء يتهم بعضهم بعضا وكل يحاول تحميل الآخر تبعة هذه الأكذوبة التي يبدو أنهم لفقوها معاً.لقد كذبوا كثيرا في السابق وهاهم يكذبون مرة أخرى محاولين إيقاع العرب هذه المرة. لقد ضاقت عليهم أرض العراق وكثر فيهم القتل لذا رأوا أن يجعلوا القتل يقع على غيرهم فخرجوا بفكرة أن الأمم المتحدة يجب أن تشرف على الوضع في العراق وأن تشارك بعض الدول في إرسال جيوش إلى تلك المنطقة لإرساء الأمن فيها كما يدعون. إن الذي يتابع ما يجري في العراق يلمس بوضوح أن العراقيين جادون في مقاومة الاحتلال ومن يتعاون معه من أبناء العراق وقد ذكرت لنا الأخبار مقتل محافظ الحديثة بدعوى أنه متعاون مع قوات الاحتلال. كما ذكرت هذه الأخبار أن العراقيين الذين يعملون مع القوات الأمريكية يتهمون بالخيانة ويضايقون وقد يتعرضون للقتل ومثلهم الباعة وأصحاب المحلات التجارية الذين يبيعون للأمريكان.وفي هذا السياق ذكر أحد المترجمين العراقيين العاملين مع القوات الأمريكية أنه يضطر للتنكر كي لا يعرفه أحد وقال:إن اثنين من المترجمين تعرضا للقتل بسبب عملهما مع الأمريكان. فإذا كان العراقيون ينظرون إلى مواطنيهم بمثل هذه النظرة فكيف سينظرون إلى القوات العربية التي تأتي إلى بلادهم تأييداً ودعماً لقوات الاحتلال التي تسومهم السوء والذل؟ لقد خدع بعض العرب بمجلس الحكم المحلي في العراق مع أن هذا المجلس أمريكي المولد والهوى وبالتالي فهو سيدعم المحتل ولن يستطيع تقديم أي شيء للعراقيين أكثر مما يريده الحاكم الأمريكي للعراق، وليس أدل على ذلك من أن هذا الحاكم رفض السماح للمحاكم العراقية بمحاكمة أي أمريكي مهما ارتكب من ذنوب على الأرض العراقية، فإذا كان هذا الحاكم سيداً مطاعاً على المحاكم أفلا يكون سيداً لكل القطاعات الأخرى؟ لقد فشلت أمريكا في إقناع بعض الدول الأوروبية في إرسال عدد من جنودها إلى العراق مثل ألمانيا وفرنسا كما رفضت روسيا العرض نفسه وآمل أن تفشل كذلك مع الدول العربية كلها. إنني أحمد لمصر رفضها المطلق للمطالب الأمريكية وآمل أن تحذو الدول العربية حذوها. من واجب هذه الدول أن تطالب الأمريكان بالرحيل عن العراق وترك البلاد لأهلها والوفاء بوعودهم قبل الحرب للعرب ولغيرهم لقد كانوا يقولون إنهم إنما جاؤوا للقضاء على أسلحة الدمار الشامل فأين هذه الأسلحة؟ وقالوا كذلك: إن وجود صدام يشكل خطراً عليهم فها هو صدام قد رحل فلماذا يبقون في العراق وماذا يريدون منه؟
أعرف ويعرفون أن أقوالهم تلك لم تكن صادقة ولكن على العرب أن يطالبوهم بالوفاء بتلك الأقوال التي قطعوها على أنفسهم، وإذا كانوا عاجزين عن ذلك فلا أقل من أن يرفضوا كل مطالب الأمريكان المتعلقة بتثبت احتلالهم لدولة عربية مسلمة. مرة أخرى إن الشعوب العربية لن تغفر لحكامها إن استجابوا للأمريكان وعلى هؤلاء الحكام ألا يبتعدوا كثيراً عن مطالب شعوبهم أكثر مما ابتعدوا فالأمريكان إن وعدوا وإن هددوا فلن يكونوا في الحالتين أكثر حرصاً على حماية الحكام أو الوقوف إلى جانبهم من شعوبهم. هذا إذا وقفوا مع هذه الشعوب بإخلاص... الأفخاخ الأمريكية التي تنصب للعرب كثيرة وهذا واحد منها فهل يتمكن حكام العرب من تجنبه؟

كتبه الدكتور * محمد علي الهرفي*
__________________

% أبو الوليد % غير متصل   الرد باقتباس


إضافة رد

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)