من رحمة علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ
هاهو هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ إذ يتربص به اثنان من طائفة الخوارج ( شبيب الأشجعي ، وعبدالرحمن بن ملجم ) وقد خرج قبيل الفجر يوقظ الناس للصلاة ، فترقباه بباب المسجد حتى دخل فضربه شبيب فأخطأه ، وضربه ابن ملجم على صلعته ، فقال علي ـ رضي الله عنه ـ : " فزت ورب الكعبة " أي بالشهادة ، وتجمع الناس بسرعة على الرجلين ، فأما شبيب فاستطاع أن ينسَلَّ من بين الناس ، وأما ابن ملجم فلم يكتفِ بجريمته الشنعاء حتى حمل بسيفه على الناس فأفرجوا له ، وتلقاه المغيرة بن نوفل أخو الهاشميين بقطيفة فرمى بها عليه واحتمله فضرب به الأرض وكان قويًّا أيداً فقعد على صدره ، ثم أقبل الناس على علي ـ رضي الله عنه ـ يسألونه ما يصنعون به ؟ فماذا قال علي في شأن قاتِلِه البغيض ، وهو الخليفة الآمر المطاع ؟ قال ـ رضي الله عنه ـ : " إن أعِش فالأمرُ إليّ ، وإن أُصبت فالأمر إليكم ، فإن آثرتم أن تقتصوا فضربة بضربة ، وإن تعفوا أقرب للتقوى " . هذا هو منطق الإيمان : ضربة بضربة وإن تعفوا أقرب للتقوى ، ألا ما أروع وما أعظم ؟؟ تُرى كم كان يذهب ضحيَّةً من قومِ هذا القاتل وحِزْبه لو كان الأمر بيد غير علي من الحكام الذين لا يخشون الخالق ولا يرحمون المخلوق .
__________________
جزى الله خيراً أخي غندر على تصميمه هذا التوقيع الرائع :
|