|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
16-08-2003, 11:12 PM | #1 |
Guest
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 81
|
الـخـوارج
بسم الله الرحمن الرحيم
يعرفهم الشهرستاني بقوله: ((كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت عليه الجماعة يسمى خارجيا، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو غيرهم من التابعين لهم بإحسان)). وكان بعض السلف يسمي كل أصحاب الأهواء خوارج. والخوارج من أوائل الفرق التي ظهرت في تاريخ الإسلام، إلا أنها انقسمت إلى عدة فرق تجاوزت العشرين فرقة، ولكن عدّ أهل المقالات كبار فرق الخوارج سبع فرق وهي: المحكمة الأولى، والأزارقة، والنجدات، والثعالبة، والعجاردة، والأباضية، والصفرية. ولم تتجاوز أصولها الأولى مسائل معدودة مثل: تكفير مرتكب الكبيرة، وبسبب وضعهم الدليل في غير مايدل عليه، فقد رتبوا على حكم تكفير مرتكب الكبيرة استحلال قتل المسلمين وفي ذلك يقول ابن عمر رضي الله عنهما: ((ذهبوا إلى الآيات التي أنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين))، ومن عقائدهم الأساسية وجوب الخروج على الأئمة المسلمين لارتكاب الفسق أو الظلم، وإنكار الشفاعة، وتكفير بعض الصحابة كأهل التحكيم ((عمرو بن العاص و أبوموسى الأشعري وكل من رضي بالتحكيم)) وتكفير أصحاب الجمل بمن فيهم عائشة أم المؤمنين، وهذه المسائل على خلاف بينهم إلا في مسألتي تكفير مرتكب الكبيرة ومن رضي بالتحكيم وأهل الجمل، ومع ذلك لم يكن لهم كلام في مسائل القدر والصفات والسمعيات. ولكن مع اختلاط الفرق وتجاري الأهواء بهم، ازدادت أصولهم وأصبحوا إحدى الفرق الكلامية إذ تأثروا بكلام الجهمية في القرآن والرؤية، وبقول المعتزلة في الصفات، وخاضوا في مسائل القدر والسمعيات، وقالوا بعدم حجية خبر الآحاد في العقائد على قول متأخري الأشاعرة والماتريدية بالإضافة إلى ردهم بعض الأحاديث التي يرون كفر راويها من الصحابة وما زعموا مخالفتها لكتاب الله تعالى، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الفرقان بين الحق والباطل: وأصل مذهبهم تعظيم القرآن وطلب اتباعه، لكن خرجوا عن السنة والجماعة، فهم لا يرون اتباع السنة التي يظنون أنها تخالف القرآن، كالرجم ونصاب السرقة وغير ذلك))، كما قالوا بوجوب الخروج على الإمام الجائر، ولا يشترطون الإمامة في قريش ((ومع هذا لم يحكم عليهم السلف بالكفر))، ولكن عدّوهم من الفرق الهالكة الضالة النارية الاثنتين والسبعين التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الافتراق المشهور. وفي زماننا هذا لم يعد لفرق الخوارج وجود سوى فرقة الأباضية، وتنتشر في سلطنة عمان وجنوب ليبيا وبلاد المغرب العربي وزنجبار. كما تتبنى بعض أصولها بعض جماعات الغلو المعاصرة المنتسبة لأهل السنة مثل جماعات التكفير والهجرة في مصر واليمن والأردن وباكستان وغيرها. ومن المفيد هنا أن نذكر ما أصّله الإمام الشاطبي ــ رحمه الله ــ من قاعدة كلية وأصل جامع في الحكم على تجمع معين بأنه ينسب إلى فرقة من الفرق الضالة بقوله: ((وذلك أن هذه الفرق إنما تصير فرقا يخلافها للفرقة الناجية وأهل السنة والجماعة، في معنى كلي في الدين، وقاعدة من قواعد الشريعة، لا في جزئي من الجزئيات…)) إلى قوله: ((ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات، فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة)). المصدر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة |
الإشارات المرجعية |
|
|