بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » دمعة على السنة ... وخطر جديد على الإسلام ..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 04-09-2003, 10:39 AM   #1
ابو هيثم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2003
البلد: بريدة
المشاركات: 51
دمعة على السنة ... وخطر جديد على الإسلام ..

السلام عليكم ..

ظهر منذ عهد قريب ثلاثة رجال ..

أحدهم في سورية .. وهو كبيرهم ... واسمه .. محمد شحرور ..

والآخر في مصر .. واسمه محمد العشماوي ..

والثالث في الجزائر .. واسمه محمد أركون ..


غايتهم .. تجديد الفكر الديني الميت ..

وهذا حق .. إما أريد به باطل أو أنه لم يهتدى إلليه فظل عنه ..

فالنتيجة التي وصلوا إليها وبطريقة متسلسلة .. تتخفي ورائها هالة من الشك ..

إذ أنه ليس توارد خواطر أن يكتب ثلاثة أشخاص بنفس الفكرة وبنفس المنهج ويتوصلون لنفس النتيجة ..

عموما ..

النتيجة التي توصولوا إليها ... هي إنكار السنة النبوية ..

أنا هنا لست أقوم بدعاية لمنع تداول أفكارهم أو أن أقول فروا بعقولكم منه .. بل على العكس أريد شحذ الهمم للتصدي إليه ..

تقريبا يميل إلى هذا الفكر الكثير من شباب مصر وسوريا .. الذين ينتقلون إليه بدعوى التحرر من المذاهب .. فشيعي وسني بالأمس أصبحا اليوم أخوة في الشحرورية ..

كتاب شحرور الكبير جدا .. والذي أمضى على تأليفه الكثير اسمه ( الكتاب والقرآن : قراءة معاصرة )


حتى ان أحدهم صنفه في أحد المنتديات .. بالرجل الأول في هذا القرن ..

عموما أردت التنبيه لكل من يريد ويحب الجهاد الفكري ..

ولللمعلوميه أغلب أفكاره التي توصل إليها .. كان قد سبقه بها المعتزلة وغيرهم ..

لذلك لا بد لمن يريد التصدي إليهم أن يكون ملما بالتراث الإسلامي جيدا ..


وللمعلومية .. فقد صدرت تزكية لهؤلاء تزكية من وزير الخارجية الأمريكية السابق .. روبرت بللترو ،،


هذه خطبه للشيخ عدنان إبراهيم رئيس جمعية لقاء الحضارات في فيينا يذكرهم فيها بغير ما اسماء .. واسم الخطبة : ( حرية الإعتقاد 2 )

http://www.islamiculture.org/a_kaset...ag_thema4.html


شكرا ،،،
__________________
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا **** تجاهلت حتى ظن أني جاهل ...

أبو العلاء ..
ابو هيثم غير متصل  


قديم(ـة) 04-09-2003, 10:41 AM   #2
ابو هيثم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2003
البلد: بريدة
المشاركات: 51
وهذا نقد من موقع الأمة ..

http://al-ommah.org/


أنقله لكم ..


ألّف الدكتور محمد شحرور كتاباً تحت عنوان (الكتاب والقرآن : قراءة معاصرة) زعم فيه أنه أراد حل مشكلة الجمود الذي سيطر على الفكر الإسلامي لعدة قرون ، والذي دعاني إلى كتابة هذه الدراسة عدة أمور :

الأول : تزكية روبرت بللترو - وكيل وزارة الخارجية الأمريكية السابق - لكتاباته ووجهات نظره، وقد جاءت هذه التزكية في تصريح أشاد فيه بثلاثة كتّاب هم : محمد سعيد العشماوي من مصر ، ومحمد أركون من الجزائر ، ومحمد شحرور من سورية .

الثاني : تزويد القارئ المسلم بنموذج من صور الانحراف والضلال في بعض الكتابات التي تزعم التجديد في الإسلام دون استخدام الأصول والمنطلقات الصحيحة التي رسمها الإسلام .

وأود أن أنبه منذ البداية أنني لا أستطيع أن أرد على كل الأخطاء التي وردت في الكتاب وذلك لضخامة حجمه الذي يبلغ (819) صفحة من جهة ، ولكثرة الموضوعات التي تحدث عنها الكاتب من جهة ثانية ، ولكني سأرد على بعض النقاط التي أراها أكثر خطورة من غيرها ، والتي يتّسع المقام للرد عليها .

استعرض الدكتور محمد شحرور في بداية كتابه منهجه الذي أقام بناء كتابه عليه وهو اعتماد المنهج اللغوي في تحديد معاني الألفاظ ، واعتماد عدم وجود الترادف في اللغة مستنداً على نظرية أبي علي الفارسي ، وقد أحسست من دراستي للكتاب بأنه يظن أنه أول المكتشفين لهذا المنهج ، ولكن الحقيقة أن المعتزلة سبقوه إلى هذا المنهج معتمدين على قوله تعالى : " وما أَرْسَلنا مِنْ رسولٍ إلا بلسانِ قومِهِ لِيُبَيِّنَ لهم فيُضلّ اللهُ مَنْ يشاء ويهدي مَنْ يشاء وهو العزيز الحَكيم " (إبراهيم،4) فأوقعهم هذا المنهج في ضلالات متعددة أبرزها حصرهم معنى الكلمة بالمعنى اللغوي وحده ، وقد ردَّ أبن تيمية عليهم معتمداً على منهج أهل السنة في النظر إلى هذه الألفاظ ، فبيّن أنّ بعض الألفاظ مثل : الإيمان، الصلاة ، الكفر الخ . . . نقلها الشرع من معناها اللغوي وأعطاها معنى آخر ، فأصبحت مصطلحاً محدّداً وضّحه القرآن والسنة توضيحاً كاملاً ، فمثلاً لفظ الإيمان يعني لغة التصديق لقوله تعالى : "وما أنت بمؤمن لنا " (يوسف،17) بمعنى وما أنت بمصدّق لنا ، لكنه يعني في الشرع الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر ، ويعني الإيمان بالله بصفاته التي وردت في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ، وكذلك قل بالنسبة لبقية الأركان التي دخلت في مسمّى الإيمان ، وقد أجمل بعض علمائنا تعريف الإيمان فقالوا : الإيمان قول باللسان ، وتصديق بالجنان ، وعمل بالأركان.

وقد نتجت فروق رئيسية بين الإيمان عند المعتزلة وعند أهل السنّة نتيجة الخلاف في منهج التعامل مع كلمة الإيمان أبرزها : إدخال أهل السنّة العمل في مسمّى الإيمان وبالمقابل عدم إدخال المعتزلة له ، فشتان ما بين الإيمان لغة واصطلاحاً .

وكذلك الصلاة في اللغة تعني الصلة والدعاء ، لكن الصلاة في الشرع أصبحت مصطلحاً يدل على أعمال منها : القيام ، والركوع ، والسجود ، وقراءة الفاتحة ، والتسبيح الخ ... ويجب أن يسبق تلك الأعمال شروط منها : طهارة البدن ، وطهارة الثياب ، وطهارة المكان ، ودخول الوقت الخ ... ، ويجب أن يرافق ذلك أعمال قلبية منها : الخشوع ، والاطمئنان ، والتعظيم ، والتذلّل الخ... فشتان ما بين الصلاة لغة واصطلاحاً .

والآن بعد هذا التوضيح لمنهج أهل السنّة في التعامل مع المصطلحات الشرعية واختلافه مع منهج المعتزلة ، نعود إلى مناقشة الدكتور شحرور ونشير إلى الأمور التالية :

1- كرّر الدكتور محمد شحرور خطأ المعتزلة في عدم التمييز بين المصطلحات والألفاظ ، فالألفاظ التي تعرض لها الدكتور مثل : الكتاب ، والقرآن ، والنبي ، والرسول ، وأم الكتاب ، والسبع المثاني الخ . . . لم تعد ألفاظ تحتاج إلى أن نستقرئ معناها اللغوي في المعاجم ، بل علينا أن نستقرئ معناها في مصادر الشرع ، لذلك فإنّ كل الفروقات والتمييزات والمعاني التي حاول أن يستنبطها الدكتور شحرور من معاني الألفاظ المعجميّة وحدها إنما هو أمر لا طائل تحته ، وكل النتائج التي بناها على التفريق بين الكتاب والقرآن ، وأنّ القرآن هو الآيات المتشابهات والسبع المثاني الخ . . . نتائج غير صحيحة لأن الشرع هو الذي حدّد مضمون هذه الألفاظ ، وعلى كل من يريد أن يفهم الدين عليه أن يلِجَه من باب مصطلحاته الخاصة التي رسمها وحدّد معناها ، وفي تقديري إنّ مثل هذه الخطوة طبيعية وهي من حق كل مذهب وعلم ودين أن يحدّد مصطلحاته الخاصة التي تكون مدخلاً له.

2- حمّل الدكتور شحرور بعض الألفاظ معاني لا تسمح بها اللغة ولا سياق النص ، ومن أمثلة ذلك تفسيره عبارة أم الكتاب التي وردت في ثلاثة آيات كريمة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وأضاف إلى ذلك تحديد مضمون تلك الرسالة وهي الحدود والأخلاق والعبادات وتعليمات خاصة وعامة ، ولو فسّرنا كلمة "أم الكتاب" معجميّاً لوجدناها تعني "أصل الكتاب" ، ولو استقرأنا الآيات التي وردت فيها تلك العبارة لوجدنا أنها تحتمل معنيين :

الأول : الآيات المحكمات . وذلك لقوله تعالى : " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب وأُخَرُ متشابهات فأمّا الذين في قلوبهم زَيْغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلِه وما يعلم تأويلَه إلا الله والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا وما يذّكر إلا أولو الألباب " (آل عمران،7) وقد فصّلت كتب علوم القرآن تعريف المحكم وتعريف نقيضه المتشابه .

الثاني : اللّوح المحفوظ : وذلك لقوله تعالى : " يمحو الله ما يشاء ويُثْبت وعنده أُمّ الكتاب " (الرعد،39) ولقوله تعالى : " وإنّه في أُمّ الكتاب لدينا لعليّ حكيم " (الزخرف،4) .

وفي كلا الحالين يتّضح تحميل الدكتور شحرور للفظ "أم الكتاب" معاني لا يحتملها التحليل اللغوي ولا سياق النّص ، وممّا يزيد في اعتسافه أنه حدّد الآيات المحكمات بالحدود والأخلاق والعبادات ، لكنّه يمكن أن تكون الآيات المحكمات في صفات الله تعالى ، أو بعض آيات الجنّة والنّار الخ . . . كقوله تعالى : " قل هو الله أحد " (الصمد،1) ، وكقوله تعالى : " لم يلد ولم يولد " (الصمد،3) ، وكقوله تعالى عن الجنّة : " لا يمسُّهم فيها نصب " (فاطر،35) الخ . . .

3- اعتسف الدكتور شحرور في التفسير اللغوي لبعض الألفاظ ، فهو قد اعتبر قول القائل "سبحان الله" إقراره بقانون هلاك الأشياء -ما عدا الله- نتيجة التناقض الذي تحويه داخليّاً ، وهو قد استهزأ بكل التفسيرات التي تعتبر قول المسلم "سبحان الله" بمعنى تنزيه الله عن كل نقص وعيب ، ووصفه -تعالى- بكل صفة كمال ، وكانت حجّته في ذلك أنّ النقائص والعيوب تحمل مفهوماً نسبيّاً ، ولا أدري ما الذي يضير المعنى عندما ينزّه المسلم الله عن كل عيب مطلق أو نسبي ؟! ولكن هناك قضية أخرى بالإضافة إلى اعتساف الدكتور في مجال المعنى هي أنّ عبارة "سبحان الله" تتألّف من مضاف ومضاف إليه ، والتي تعني إضافة شيء إلى ذات الله ، والواضح أنّ صيغتها النّحويّة لا تسمح بتفسيرها إلا بالمعنى الذي قال به علماء التفسير وهو إضافة التنزيه لذات الله ، ولا تسمح صيغتها النّحويّة بالمعنى الذي ذهب إليه الدكتور شحرور .

ومما زاد في خطأ استنتاجه وأحكامه في أحيان كثيرة رفضه للسنة كمبيّن ومقيّد ومفصّل لآيات القرآن الكريم ، ليس هذا فحسب بل اعتباره تطبيق الرسول صلى الله عليه وسلم للإسلام هو اجتهاده غير الملزم لنا في شيء ، وهو فهمه الخاص المرتبط بالمستوى المعرفي للجزيرة العربية ، وهو فهم نسبي ، وهو في هذا يلتقي مع كثير من الفئات المنحرفة التي عادت السنة المشرفة قديماً كالمعتزلة والخوارج ، ويلتقي مع كثير من الشخصيات التي هوّنت من شأن السنة حديثاً ودعت إلى طرحها جانباً : كحسين أحمد أمين ، ومحمد أبو القاسم حاج حمد الخ . . .

وليس من شك بأن هذه الأقوال في التهوين من شأن السنة المشرّفة والدعوة إلى طرحها جنباً ، تتناقض تناقضاً كاملاً مع أمر الله تعالى في عشرات الآيات الكريمة من القرآن الكريم بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جانب طاعته سبحانه وتعالى ، وقد أشار إلى جانب من ذلك الشافعي -رحمه الله- في بداية كتاب "الرسالة" ، والتي تساءل فيها : من أين لنا أن نستدل على لزوم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ فأجاب بأن القرآن هو الذي وجّهنا إلى ذلك ، وأوجب علينا ذلك ، واستشهد بالآيات التي أمرت بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأولي الأمر منكم " (النساء،59) ، ومنها : " مَنْ يُطِع الرسول فقد أطاع الله " (النساء،80) ، ومنها : " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنهُ فانتهوا " (الحشر،7) ، ومنها : " إنّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا " (النور،51) الخ . . .

إنّ النظر إلى القرآن وحده دون الأخذ بالسنة معه هو الذي جعل الكاتب يخرج علينا بتفاسير غريبة لبعض الآيات الكريمة أو بعض المعاني القرآنية : كالقيامة والبعث والصور والساعة والسّبع المثاني الخ . . . وسأمثّل لذلك بمثال واحد هو تفسيره للسّبع المثاني التي أورد ما جاء عن أصلها في مقاييس اللغة فقال : ( المثناةُ : طرف الزمام في الخشاش ) وإنما يثنى الشيء من أطرافه ، فالمثاني إذاً أطراف السور وهي إذن فواتحها ، فتوصّل إلى أنّ السبع المثاني هي سبع فواتح للسور ، فإذن السبع المثاني هي الفواتح التالية : 1- ألم 2- ألمص 3- كهيعص 4- يس 5- طه 6- طسم 7- حم ثم نظر إلى الأحرف التي تتضمنها الآيات السبع السابقة فوجدها تتألف من 11 حرفاً ، وأخذ الأحرف التي وردت في بداية سور أخرى ولم ترد في الفواتح السابقة فوجد أنها ثلاث هي :

1- القاف 2- الراء 3- النون . نجمعها مع الأحرف السابقة فصارت أربع عشر أحرفاً ، وأشار إلى أنها أصبحت (7 × 2) وهي أيضاً سبع مثان .

وربط بين ما توصّل إليه وهو أنّ أحرف السور الفواتح بلغت أحد عشر حرفاً وبين قول علماء اللغويات واللسانيات من أنّ الحد الأدنى لأية لغة إنسانية معروفة في العالم هو أحد عشر صوتاً، واعتبر أنّ هذا هو الحد الأدنى اللازم من الأصوات لأي تفاهم بيننا وبين أية مخلوقات يمكن أن توجد في الكواكب الأخرى في المستقبل .

هذا ما أورده الدكتور شحرور في تفسيره للسبع المثاني ، ولنر ما ورد في السنّة عن تفسير السّبع المثاني لنر مدى ابتعاده عن الصواب لغة وشرعاً وعقلاً .

قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في مسنده عن أبي سعيد بن المعلّى رضي الله عنه قال : "كنت أصلّي فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه حتى صلّيت ، قال : فأتيته فقال : ما منعك أن تأتيني ؟ قال ، قلت : يا رسول الله إني كنت أصلّي قال : ألم يقل الله تعالى : " يا أيّها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم " (الأنفال،24) ثم قال : لأُعلّمنّك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد . قال : فأخذ بيدي فلمّا أراد أن يخرج قلت : يا رسول الله إنك قلت لأعلّمنّك أعظم سورة في القرآن . قال : نعم " الحمد لله رب العالمين " هي السّبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" . وقد وردت بعض الروايات تفسّر الفاتحة بالسّبع المثاني فقط ،

والآن : هل بعد تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للسّبع المثاني من تفسير ؟

لا أظن أنه يجوز لمسلم بعد أن يسمع تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتطلع إلى تفسير آخر ، وأحب أن أُنوّه بالإضافة إلى ما سبق إلى أنّ تفسير السنّة للسّبع المثاني أصوب من ناحية لغويّة مما ورد عند الدكتور شحرور لأنه اختار كلمة مثناة وترك الأصل ثني ، وقد جاء في مقاييس اللغة عن الأصل ثني ما يلي :

(( الثاء والنون والياء أصل واحد وهو تكرير الشيء مرتين ، أو جعله شيئين متواليين أو متباينين )) والحقيقة إنّ هذا التعريف اللغوي أكثر انطباقاً على الفاتحة وهو أصل المعنى لأن الفاتحة سبع آيات تتكرّر وتثنى في كلّ صلاة ، لذلك لم يأخذ به الدكتور شحرور واختار كلمة أخرى هي "المثناة" ليجعلها أصلاً في دراسته ، وليصوغ النتيجة التي يريد أن يتوصّل إليها وهي مطابقة الأحرف في فواتح السور مع أصل الأصوات في اللغات الإنسانية .

وقد انتبه خيار الصحابة إلى أنّ فهم القرآن الكريم دون ربطه بالسنّة قابل لكل التفسيرات ، لذلك وجّه علي بن أبي طالب أبن عبّاس رضي الله عنهما أن يحاجج الخوارج بالقرآن الكريم والسنّة المشرفة معاً عندما أرسله لمناقشة الخوارج فقال له : لا تحاججهم بالقرآن وحده فإنّ القرآن حمّال أوجه ، حاججهم بالسنّة .

حرص الدكتور محمد شحرور على فتح ثغرة في فهم المسلمين للنص القطعي الثبوت القطعي الدلالة ، وهو في هذا يلتقي مع عدد من الكتّاب يركّزون على فتح هذه الثغرة في هذا الوقت من أمثال : عادل ضاهر ، وحسين أحمد أمين ، ونصر أبو زيد ، ومحمد سعيد العشماوي الخ . . . وكل كاتب تناول بعضاً من هذه الآيات ، فنصر أبو زيد تناول آيات صفات الله تعالى ، وأحمد أمين تناول آيات الحدود ، ومحمد سعيد العشماوي تناول آيات الحجاب والمرأة ، وعادل ضاهر تناول النص القطعي الثبوت القطعي الدّلالة بشكل عام وضرورة فهمه فهماً جديداً مبايناً لكل الأفهام السابقة ، وكل واحد منهم دعا إلى أن نطور فهمنا لهذه الآيات القطعية الثبوت القطعية الدلالة ، ودعوا إلى عدم التوقف عند فهم الرسول والصحابة وعند فهم علماء المسلمين هذا الفهم الذي استمر على مدار ألف وأربعمائة عام بل يجب أن نفهمها على ضوء معطيات العصر الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، وحشد كل منهم حججه الخاصة ، ولكن قبل أن أستعرض حجج الدكتور محمد شحرور أود أن أنبه إلى خطورة الانسياق في هذه الدعوة التي تنتهي إلى مسخ الدين ، وجعله أُلعوبة بيد أصحاب الأهواء ، وينتهي حينئذ ديننا إلى ما انتهت إليه الأديان السابقة بأن يكون مبرراً لكل انحرافات البشر وتابعاً لانحدارهم .

تناول الدكتور محمد شحرور كل النصوص القطعية الثبوت القطعية الدّلالة تقريباً فهو تناول آيات الحدود وآيات الربا وآيات الميراث وآيات الطلاق والزواج الخ . . . المهم أنه انتهى من تناوله لكل الآيات السابقة إلى فهمها فهماً جديداً مخالفاً لكل الأفهام التي طرحت سابقاً ، فهو بالنسبة للربا حرّم ربا أضعاف المضاعفة ، وبالنسبة لآيات الميراث أباح التلاعب بالأنصبة التي حدّدها الشرع لكل فرد من أفراد الأسرة ، وبالنسبة لتعدد الزوجات أباحه من الأرامل ذوات الأولاد ، وبالنسبة لمعالجة الزوجة الناشز فقد ألغى بعض مراحل معالجة نشوزها الخ . . . .

وقد استند كل مَنْ تناول النص القطعي الثبوت القطعي الدّلالة على شبهة تطور المحيط البشري، فهناك الجديد المتطور باستمرار في العلم والأدوات والأشياء والوسائل الخ . . . وبالتالي يجب أن يكون هناك تطور بالأحكام مرافق للتطور المحيط بنا ، ولكن نسي أولئك القائلون بذلك القول أنّ هناك أشياء ثابتة في كيان الإنسان إلى جانب الأشياء المتطورة والمتغيرة التي أشاروا إليها ، وإنّ الإسلام عندما وضع آيات الحدود والميراث والزواج والطلاق والمرأة الخ . . . ربطها بالجانب الثابت من الكيان الإنساني ، فهناك التجاذب بين الذكر والأنثى ، وهناك الأسرة ، وهناك شهوة المال ، وشهوة النساء، وشهوة الانتقام الخ . . . وهي أمور ثابتة إلى قيام الساعة فلابد من حدود ثابتة مرتبطة بها ، فكانت تشريعات الزواج والطلاق والميراث وأحكام الأسرة وحدود السرقة والزنى والقتل .

وإنّ أكبر دليل على أنّ الإسلام دين الله العليم الخبير هو أنه راعى الثابت والمتحوّل في الكيان الإنساني والحياة البشرية ، فأنزل الشرائع الثابتة للجوانب الثابتة في كيان الإنسان ، وأعطى أُطراً عامة للأمور المتحولة في حياة الإنسان ، فالإسلام مثلاً أعطانا أحكاماً عامة محدودة في مجال الحياة الاقتصادية فحرّم الربا وأحلّ البيع وأوجب الزكاة وفرض الميراث ولم يلزمنا بزراعة معيّنة ولا بطرق زراعيّة معيّنة ولا بموادّ معيّنة ولا بتجارة معيّنة ولا بصناعة معيّنة الخ . . . إنما ترك ذلك لظروف الزمان والمكان .

ولقد حدّثنا القرآن عن أمور غيبيّة متعددة ، فحدثنا الله تعالى عن ذاته وعن الجنّة والنار والملائكة وخلق الإنسان وخلق الكون الخ . . . ومن الواضح أنّ قوانين عالم الغيب لا تنطبق بحال على عالم الشهادة ، وإن معظم الضلال الذي وقع فيه الفلاسفة والمعتزلة جاء من قياس عالم الغيب على عالم الشهادة وسحب قوانين الشهادة على عالم الغيب ، وقد وقع الدكتور شحرور في هذا الخطأ ، ومن أمثلة هذا قياسه كلام الله على كلام البشر ، لذلك تخيّل أنّ القرآن الموجود في اللوح المحفوظ لابد له من الانتقال إلى صيغة لسانية عربية قبل إنزاله على محمد صلى الله عليه وسلم ليلة القدر وهي ليلة إشهار القرآن الكريم في نظره .

ولكن هذا القرآن الكريم الذي تكلّم الله به والذي كان موجوداً في اللوح المحفوظ ، لا نعرف الكيفية التي تكلم الله بها لأننا نجهل ذات الله وبالتالي لا نستطيع أن نخوض في هذه التفصيلات لأنها ستكون بلا سند شرعي أو عقلي .

دندن الدكتور شحرور كثيراً على الجبريّة في فهم القضاء والقدر ، مع أنّ المسلمين الأوائل لم يفهموا القضاء والقدر بحال من الأحوال على أنّه السلبية والتواكل وسلب الإرادة ، بل فهموا القضاء والقدر على أنه الإيجابية نحو الأحداث ، والأخذ بالأسباب وثمّ التوكل على الله ، كذلك كان فهم القضاء والقدر بتلك الصورة عاملاً إيجابياً في بناء الشخصية المسلمة على مدار التاريخ ، وفي دفعها إلى الفعل والبناء وإعمار الكون، وجلّ الدَخَن الذي دخل فهم المسلمين للقضاء والقدر من ثقافات خارجية وأبرزها التصوف الذي رسّخ السلبية ، ودعا إلى إسقاط التدبير والانشغال بالذات وترك الخلق للخالق .

وقد تجاوز المسلمون هذا الفهم الخاطئ للقضاء والقدر في العصر الحديث ، وجاء ذلك نتيجة عاملين :

الأول : إبراز معظم الصالحين أوجه القصور في فهم القضاء والقدر الذي ورثناه في العصور المتأخرة ، وإبراز الصورة الصحيحة لما يجب أن يكون عليه الإيمان بالقضاء والقدر .

الثاني : انحسار موجة التصوف التي كانت سبباً في رواج الفهم الخاطئ للقضاء والقدر .

لذلك فإني أرى أنّ دندنة الدكتور شحرور حول القضاء والقدر ليست في محلّها بعد أن تجاوز المسلمون هذه الظاهرة في وقتنا الحاضر .

اعتمد الدكتور محمد شحرور على عقله وحده في تفسير كثير من الآيات الكريمة فجاء بعجائب من التفسير ، وهو أمر طبيعي لكل من اعتمد على العقل وحده دون المزاوجة بين العقل والنقل في فهم الآيات وتفسيرها ، ودون الاعتماد على المأثور من الأقوال، ونستطيع أن نمثّل على مقولتنا بآيتين :

الأولى : قوله تعالى : " وإنْ مِنْ أمّةٍ إلا خلا فيها نذير " (فاطر،24) فسّر النذير بالملاك ، وقرّر أنّ الله كان يرسل ملائكة إلى البشر قبل نوح عليه السلام الذي اعتبره أوّل رسول إلى البشر ، وزعم أنّ قوله تعالى : "كذّبت قوم نوح المرسلين" (الشعراء،105) ، وقوله تعالى : "كذّبت ثمود بالنُّذُر" (القمر،23) يعني أنّ تلك الأقوام كذّبت بنبيّهم وبالملائكة الذين أرسلوا إلى البشر يكلّمونهم ويدعونهم ، ورفض التفسير الذي ذكرته معظم التفاسير وهو أنّ الله سبحانه بيّن أنّ تكذيب رسول واحد يعني تكذيب جميع رسله ، لذلك جاءت كلمة الرسل بالجمع وليس بالمفرد لتشير إلى هذا المعنى .

الثانية : قوله تعالى : " كُلّ شيء هالك إلا وجهه " (القصص،88) فسّرها بأنّ هذا الكون يحمل تناقضاته ، وأنّ المادة تحمل تناقضها معها ، لذلك فإنّ هذا الكون سيتدمّر وسيتبدّل وسيهلك ، ولكن هلاكه سيحوّله إلى مادة أخرى ، وهذا هو تفسيره ليوم القيامة ، وهو يعتبر أنّ الجنّة والنار غير موجودتين وستوجدان عند تحوّل هذا الكون إلى مادة أخرى ، وهو في هذا يرفض الأحاديث الشريفة التي قرّرت وجود الجنّة والنار ، ولا أريد أن أسرد عشرات الآيات والأحاديث التي تدحض تفسيره للآية السابقة ، ولكنّي أريد أن أسأله بمنطقه اللغوي الذي اعتمده : كيف يمكن أن يوفّق بين المدلول اللغوي للآية الكريمة السابقة وهو الذي يعني بكل بساطة فناء المخلوقات الأخرى وهلاكها وبين تحوّلها إلى مادة أخرى ؟ فأين هو إذن الهلاك للمادة ؟

التأويل أحد مباحث علوم القرآن ، ويحتوي على عدة أقسام مقبولة منها : التأويل بمعنى تحقيق الشيء ، ومنها : التأويل بمعنى التفسير، ولكن علماءنا حذّروا من أحد أقسامه التي تقوم على صرف ألفاظ الآية المؤوّلة عن المعنى الراجح إلى معنى مرجوح لا تسمح به اللغة ، وقد جاء تحذيرهم ذلك نتيجة استخدام الفِرَق المنحرفة له في خدمة أهوائها وضلالاتها ، ولأنه أدّى إلى ضياع حقائق الدين ومعالمه التي رسمها محمّد صلى الله عليه وسلم، فهل أخذ الدكتور شحرور بهذا التأويل ؟ نعم لقد أخذ به ، ليس هذا فحسب بل دعا وقَنَّن له ، ولن أعرض لكل تلك التأويلات لكن سأعرض لواحد منها .

قال تعالى في سورة الفجر : " والفجر . وليالٍ عَشْر . والشَّفْعِ والوَتْر " (الفجر،1-3) ، فسّر الدكتور شحرور الآيات السابقة بما يلي :

(( فالخلق الأول بدأ بانفجار كوني هائل حيث قال : "والفجر . وليال عشر . والشفع والوتر" حيث إنّ الفجر هو الانفجار الكوني الأول "وليال عشر" معناه أنّ المادة مرّت بعشر مراحل للتطوّر حتى أصبحت شفّافة للضوء ، لذا أتبعها بقوله "والشفع والوتر" حيث أنّ أول عنصر تكوّن في هذا الوجود وهو الهيدروجين وفيه الشفع في النواة والوتر في المدار ، وقد أكّد هذا في قوله : "وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستّة أيام وكان عرشه على الماء " (هود،7) والهيدروجين هو مولّد الماء ، أي بعد هذه المراحل العشر أصبح الوجود قابلاً للإبصار لذا قال : "الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون" (الأنعام،1) )) -الكتاب والقرآن : قراءة معاصرة. ص235- .

ليس من شك بأنّ الدكتور شحرور قد ابتعد في متاهات التأويل عندما فسّر الفجر بالانفجار الكوني الأول ، وفسّر الليالي العشر بمراحل تطوّر المادة العشر ، وفسّر الشفع والوتر بغاز الهيدروجين لأن معطيات السورة لا تسمح بمثل هذا التاويل ، ولو أقررناه على تأويله لأعطينا الفرصة لكل صاحب بدعة أن يُطوّع آيات القرآن حسب بدعه وهواه .

والآن : بعد هذا العرض السريع لبعض تجاوزات الدكتور شحرور وضلالاته وانحرافاته لا نستطيع إلا أن نقول إنّ الكتاب ليس حلاًّ لمشكلة الجمود في الفكر الإسلامي ، بل هدماً لكثير من أركان وأُسس ومنطلقات الفكر الإسلامي والدين الإسلامي .

انتهى ...
__________________
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا **** تجاهلت حتى ظن أني جاهل ...

أبو العلاء ..
ابو هيثم غير متصل  
قديم(ـة) 04-09-2003, 10:49 AM   #3
ابو هيثم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2003
البلد: بريدة
المشاركات: 51
قراءة في فكر محمد أركون
العلمنة لا تُستورَد والإسلام عرفها مع المعتزلة

نايلة أبي نادر


سلَّطت الأحداث التي شَهِدَها العالم بعد الحادي عشر من أيلول 2001 الضوءَ أكثر على الإسلام، في أبعاده الدينية والتاريخية والسياسية. أسئلة عديدة طُرِحَت حول النظام السياسي الإسلامي، وطريقة تطبيق أحكام الشريعة، والمرجعية التي من شأنها أن تدعو إلى الجهاد. لذلك أجد من المناسب أن أطرح هنا مسألة "العَلْمَنَة" laïcisation في التراث الإسلامي، ومدى قبول المجتمعات الإسلامية بها، من خلال القراءة النقدية التي قام بها محمد أركون، أحد أبرز المفكرين والباحثين المعاصرين في الإسلاميات، رغم المعارضة الحادة التي تواجه استخدام هذا المصطلح.

فهل عرفت المجتمعات الإسلامية العلمنة؟ هل اختبرتْها على غرار المجتمعات الغربية؟ وما علاقة الإسلام بها؟

العلمنة مشروع أفرزته المجتمعات الغربية وتفاعلت معه بقوة منذ الثورة الإنكليزية عام 1688 والثورة الفرنسية عام 1789. كلمة laicos أصلها إيتيمولوجياً يوناني، وهو يعني "الشعب ككلٍّ ما عدا رجال الدين". نجد أيضاً أنه في القرن الثالث عشر كانت هذه الكلمة تعني في اللاتينية laicus، أي "الحياة المدنية أو النظامية". هكذا ميز اليونان، كما اللاتين، بين الشعب العادي الذي يعيش حياته بأبعادها المختلفة وبين رجال الدين الذين يتدخلون في هذه الحياة لضبطها. تجدر الإشارة إلى أن المجتمعات اليونانية واللاتينية في القرون الوسطى كانت مجتمعات زراعية، يعمل أفرادها في خدمة رجال الدين الذين كانوا يتمتعون بسلطة دينية واقتصادية وثقافية معينة.

لن أتوقف هنا عند الجذور التاريخية لمصطلح العلمنة في القرون الوسطى، لكني سأعرض بإيجاز طريقة تقبُّل المجتمعات الغربية هذا المشروع، ومن بعدُ مفهوم أركون الخاص للعلمنة، لأتوقف عند علاقة الإسلام بالعلمنة من خلال أبحاث أركون.

1. العلمنة والغرب

انتقل المجتمع البشري بواسطة العلمنة من نمط القرون الوسطى إلى التقدم والحداثة. هناك قفزة حصلت من منهجية العقل الوسيطي إلى منهجية العقل الحديث. هذه القفزة لا تعني البتة، بالنسبة إلى أركون، القضاء على الدين، إنما وضع حدٍّ للغزو الذي يقوم به الخطاب العقيدي للمجتمع. لكلِّ إنسان الحق في أن يمارس شعائره الدينية دون أن يجبِر أحداً على ذلك. هكذا ينحصر التبشير داخل العائلة وأمكنة العبادة، وتُترَك للإنسان حرية أن يقبل البشارة أو أن يرفضها. يردُّ أركون أسباب نجاح العلمنة في الغرب إلى ثلاثة أمور:

أ‌. القطيعات المتعددة التي حصلت بين نظام الفكر في العصر الوسيط والنهضة الحديثة؛ مما جعل النهضة تصوِّر المرحلة الوسيطية على أنها تتَّسم بالظلمة والجهل نظراً للمسافة الفكرية التي تفصل بينهما.

ب‌. الدور المهم الذي لعبته الطبقة البورجوازية التجارية التي أصبحت لاحقاً بورجوازية رأسمالية بسبب غناها وطموحها وعملها، بحيث سرعان ما سيطرت على المجتمع ومارست السلطة بكل ما تملك من مقدَّرات.

ت‌. الثورة الماركسية–اللينينية التي قامت ضد الطوائف الدينية ووجَّهت طبقة الفلاحين باسم البروليتاريا.

هكذا حُسِمَ الأمر نهائياً في الغرب بواسطة العنف، عوضاً عن أن يكون هناك إجماع حول موقف فلسفي حرٍّ ومسؤول يرضى به المتصارعون فيتبنُّونه كحلٍّ لمشكلتهم. لقد اتخذ المسار نحو العلمنة منحى نضالياً ضد رجال الدين والسلطة الدينية في الغرب، خاصة مع كونت وماركس. إنها المغالاة في العلمنة إلى درجة استبعاد الدور الديني الذي لعبه الوحي طوال قرون من تاريخ البشرية.

لقد قام أركون بتحليل أسباب نجاح العلمنة في الغرب، ثم توقف عند ممارسة العلمنة في المجال الإسلامي. وهو يهدف من خلال ذلك إلى إقامة مقارنة علمية إيجابية بين الغرب والإسلام من أجل توطيد الحوار بين الثقافات. كما أراد أن ينتقد الموقف العلمانوي والعقيدي المغلق انطلاقاً من دراسة الوحي ألسنياً وسيميائياً وتاريخياً وأنثروبولوجياً.

2. نظرة أركون إلى العلمنة

العلمنة والحرية مفهومان مترادفان لدى أركون. فكما أن الحرية مشروطة، كذلك فالعلمنة تختلف من مجتمع إلى آخر ومن حقبة إلى أخرى. ارتبط تاريخ العلمانية laïcité بالجهد النضالي الذي قام به الإنسان عبر الزمن من أجل الفهم والتعقُّل لكي يرضي تعطشه إلى المعرفة. من هنا لا يمكن أن تغيب العلمنة التاريخية التي تعيشها الجماعات البشرية، أياً تكن هذه الجماعات. العلمنة هي "موقف للروح وهي تناضل من أجل امتلاك الحقيقة أو التوصُّل إلى الحقيقة". بذلك ربط أركون العلمنة بعمل الروح الدؤوب الذي يجتهد حتى يصل إلى معرفة الواقع معرفة صحيحة. هذه المهمة صعبة، لا تنتهي عند حد، وتتطلب تخطِّي كل ما هو خصوصي للتوجُّه نحو العام والكلِّي. على الباحثين أن يتجاوزوا ثقافتهم الخاصة، وتاريخهم الحافل بالأحداث، وحتى دينهم، لكي ينفتحوا على الجميع من دون استثناء. هكذا تصبح العلمنة أحد مكتسبات وفتوحات الروح البشرية التي انطلقت حرة نحو الحقيقة. إنما لا يجوز التوقف عند اكتشاف المعرفة، بل يجب إيصالها إلى الجميع لكي يتم التواصل بين الباحثين والجمهور. يهتم أركون بضرورة إيصال معرفة الواقع كما هي إلى الآخر من دون أن تُقمَع حريَّتُه أو تُقيَّد بشرط. لذلك يحصر مفهومه للعلمنة بأمرين:

أ‌. إنها، أولاً، "توتر مستمر من أجل الاندماج في العالم الواقعي"؛

ب‌. وهي، بالتالي، "تساعد على نشر ما نعتقد أنه الحقيقية في الفضاء الاجتماعي"، بعيداً عن استخدام العنف.

هناك دعوة موجَّهة إلى كل مثقف وباحث عربي ومسلم لكي ينطلق في كل المسالك ليبحث عن الحقيقة، من دون أن يخاف الضياع والشرود ولا حتى الصعوبات، لان الأمر يتعلق بمغامرة فكرية تقوم بها الروح الحرة.

المعرفة والحرية والحقيقة مفاهيم تتردد باستمرار عندما يطرح أركون موضوع الدين والدولة والدنيا لكي يبحث، من خلال ذلك، في العلمنة وتطبيقها من المجتمعات الإسلامية، عربية وغير عربية. وبما أن العلمنة تعتمد على الثقافة القائمة في المجتمع، هل يمكن أن نتحدث عن العلمنة في المجتمعات الإسلامية والعربية الوسيطية أو المعاصرة؟

3. الإسلام والعلمنة

يرى أركون أن "الإسلام بذاته ليس مغلقاً في وجه العلمنة". لذلك، عمل على أن يُظهِر أن المجتمعات الإسلامية شهدت تجارب علمانية عبر التاريخ بقيت مهملة لم يبحث فيها أحد. فثمة نقص في المراجع التاريخية لكي يتم طرح مشكلة العلمنة كما عاشتها المجتمعات الإسلامية. ثم إن الإسلام لم يعرف في تاريخه التفكير الفلسفي الذي يبحث في العلمنة ويضع المراجع والكتب اللازمة.

لقد عرفت القرون الأربعة الأولى للهجرة حركة ثقافية مهمة استطاعت الخروج على القيود التي فرضتها السلطة الدينية، على الصعيد اللغوي والإيديولوجي والنفسي. إن حقيقة الفكر الإسلامي التاريخية تشهد على أن المعتزلة عالجوا مسائل فكرية أساسية انطلاقاً من ثقافتهم المزدوجة التي ترتكز على الوحي الإسلامي والفكر اليوناني في آن. لقد اضطُّهِدوا وحُرِّفَت تسميتُهم من الذين اختاروا العزلة للتأمل والتفكير إلى أولئك "المعزولين" عن الأمة. والجاحظ واحد من الشخصيات العربية والإسلامية التي أبدعت مؤلفات تتسم بالحداثة، رغم كونها من القرن الثالث الهجري. وهو من أفضل الممثلين لكلِّ المواقف الفكرية والثقافية التي حفلت بها الثقافة العربية الإسلامية في تلك الفترة الرائعة من التاريخ العربي – فترة الاستكشاف والمغامرة والفتح والتحرر المنتشرة في منطقة العراق وإيران. لقد قام المعتزلة بقفزة فكرية، واتخذوا مواقف يمكن نسبتها إلى الحداثة إبان القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي عندما طرحوا مسألة خلق القرآن واعترفوا بها متَّخذين موقفاً من ظاهرة الوحي غير مسبوق. افتتح المعتزلة بذلك حقلاً جديداً من المعرفة استطاع أن ينتج موقفاً عقلانياً نقدياً، كالموقف الغربي في القرن الثالث عشر الميلادي. لقد أدخلوا بعداً ثقافياً ولغوياً في طريقة طرحهم مسألة خلق القرآن. فالبشر هم الذين يصنعون الثقافة ويضعون اللغة، ومن دونهما لا يستطيع أحد أن يمتلك رسالة الوحي. اعترفوا بمسؤولية العقل ودوره في فهم النص الموحى به وامتلاكه. طرح المعتزلة بجرأة مسألة التمييز بين كلام الله والخطاب القرآني. لكن هذا التيار الحديث اصطدم بتطلب الخليفة القادر الذي يمثل السلطة التي تضرب بقسوة حتى تحافظ على نفوذها، فأهدر دم من ينتمي إلى المعتزلة ويقول بخلق القرآن. وهكذا حُسِم الأمر لمصلحة الخط الأشعري الذي بات يمثل الخط الرسمي. واستمرت هذه الحال في المجتمعات الإسلامية، حتى زاد التشدد مع الزمن ضد كل من حاول أن يحقق استقلالية العقل عن الوحي.

لا بدَّ من أن نتوقف هنا عند الناحية التطبيقية في الفكر المعتزلي، لنشير إلى أن المعتزلة أصبحوا مع المأمون المذهب الرسمي للدولة. لذلك نطرح التساؤل: هل وقع المعتزلة في الإيديولوجيا عندما تطرَّفوا في طرح نظرياتهم؟ أَلم يجعلوا من مسألة خلق القرآن، مثلاً، عقيدة حاولوا أن يفرضوها بالقوة؟ من اللافت أننا لم نعثر عند أركون على أيِّ طرح لهذه المشكلة، رغم أنه تصدَّى في أبحاثه للممارسات العلمانوية المغلقة على نفسها، ودانَ كلَّ تطرف من شأنه أن يسجن الروح البشرية.

مهما يكن من أمر، فإننا نجد أركون مهتماً بالبحث عن التجربة العلمانية في المجتمعات الإسلامية، منذ بدايات الدين الإسلامي وانتشاره. فهو يرى أن المجتمع الإسلامي عرف العلمنة قبل المعتزلة عندما استولى معاوية على السلطة السياسية، واضطهد أنصار علي بن أبي طالب، واستقر في دمشق بدلاً من المدينة. وبعد انتصاره، خلع عليه رجال الدين رداء الشرعية الدينية. فتشكَّلت عند ذلك إيديولوجيا التدبير التي تعطي للحاكم الحقَّ في كلِّ شيء باسم الدين. هذا الأمر، وغيره من الخلافات حول السلطة، "ليست إلا عملاً واقعياً لا علاقة له بأية شرعية غير شرعية القوة". لكن افتقار الباحثين إلى الوثائق التاريخية والموضوعية جعل أركون لا يُصدِر حكماً نهائياً على هذه المرحلة من تاريخ الإسلام.

يمكن القول، إذن، إن الدولة الإسلامية علمانية منذ بدايتها، واجهت مشكلة ضبط المجتمع كسائر الدول الأخرى. لكننا لا يمكن أن نكتشف هذه الحقيقة التاريخية إلا إذا طبَّق الباحثون المنهجية النقدية–التاريخية على التراث الإسلامي. هذه المنهجية يمكن أن تُبرِز لنا كيف كان القضاة في بداية القرن الأول للهجرة يستوحون الأعراف المحلية التي سادت قبل الإسلام والتي كانت تختلف باختلاف المناطق. كذلك كان القضاة يرجعون في الكثير من الأحيان إلى رأيهم الشخصي لكي يفصلوا في المسائل المطروحة.

أما العودة إلى الشريعة الإسلامية، كما وردت في القرآن، فقد تمت بشكل غير منتظم عبر الزمن. من هنا يمكن أن نفهم أهمية الرسالة التي كتبها الشافعي خلال عامي 800-820 م ليعالج مشكلة الفوضى القضائية وتبعثُر الأحكام. هذه الحالة تُظهِر لنا مدى الخلط الذي حدث بين القانون الشرعي والقانون الديني، أو بعبارة أخرى، بين ما هو زمني وما هو روحي.

كذلك عندما وضعت السلطنة العثمانية نظامها، كان هناك نوع من "العلمنة"، إذا صحَّ التعبير. فالسلطان هو الذي يمارس السلطة بالمعنى السياسي الدنيوي؛ بينما نجد أن الخليفة هو بمثابة نائب النبي الذي يعمل على ضمان استمرار وظائفه؛ والإمام يتمتع عند الشيعة بمهمات روحية تتلخص في إمامة المؤمنين خلال الصلاة، بالإضافة إلى مسؤولياته الزمنية. هكذا نرى أن السلطان يمارس السلطة التي اكتسبها بواسطة القوة – السلطة التي لا يمكن أن تستمر بمعزل عن القوة. من هنا يشدد أركون على الفرق الواضح بين السلطنة والخلافة، رغم ادِّعاء السلاطين الأتراك أنهم ورثوا الخلافة لكي يخلعوا المشروعية على سلطتهم، ويؤكد على أن ما يُشاع من أن الإسلام لم يعرف التفريق بين الدين والدنيا (أو الروحي والزمني) قول خاطئ، روَّج له المسلمون والمستشرقون على حد سواء. تجدر الإشارة إلى أن السلطنة العثمانية انتهت بقفزة نحو العلمنة، قام بها مصطفى كمال (أتاتورك) عام 1924.

تُعتبَر تجربة أتاتورك للعلمنة فريدة من نوعها في المجتمعات الإسلامية لأنها طرحت العلمنة بشكل جذري يعادي التراث والتقاليد بشدة. تأثر أتاتورك بالفلسفة الوضعية التي سادت خلال القرن التاسع عشر في فرنسا، حيث أتمَّ دراسته الجامعية والعسكرية. وعندما عاد إلى تركيا كان يحمل الكثير من الأفكار واليقينيات التي طبعت شخصيته، فحاول أن يطبِّقها حال استلامه الحكم كقائد عسكري: أنهى نظام السلطنة الذي كان بمثابة غطاء شرعي إسلامي يشكِّل امتداداً للخلافة، وأسَّس الجمهورية التركية على الطراز الغربي، فحظر ارتداء الطربوش ومنع اللباس التقليدي ليفرض الزي الأوروبي؛ تدخَّل في حياة المسلم العادية، فمنعه من إرخاء لحيته وشاربيه؛ أوقف التعليم الديني في المدارس؛ بدَّل حروف الكتابة العربية؛ وكذلك فعل بالتقويم الإسلامي. وهكذا غدت تركيا تحمل تلك "الصورة الكاريكاتورية للعلمنة"، عوضاً عن أن تدخل العلمنةُ في صلب تفكير الشعب رويداً رويداً.

يعتبر أركون أن العلمنة في تركيا مشروع أجنبي "أُنزِل في بلد إسلامي دون أن ينبع من صلب المجتمع ومن إرادة شعبه وتفكير باحثيه. صحيح أن لهذا المشروع إيجابيات عديدة، لكن، في المقابل، ازداد نشاط الحركات الدينية التي جاءت ردَّة فعل على ما حصل، مما أدَّى إلى المواجهة بين التيار العلمانوي المتشدِّد والحركات الدينية". يرى أركون أن هذه المواجهة طبيعية، لأن أتاتورك تطرَّق إلى مواقع حساسة عند المواطن التركي، كالمناخ السيميائي–التصويري، محاولاً أن يبدِّلها. كما أنه حلَّ وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وأوقف نشاط جميع الجمعيات الدينية. من هنا عاد التيار الإسلامي بعنف عام 1940 ليسترجع ما سُلِب منه.

لا يمكن أن ننكر أن لهذه التجربة نتائج إيجابية، إذ هي عمَّقت فكرة العلمنة داخل المجتمع التقليدي؛ لكنها، في الوقت نفسه، خطرة من الناحيتين العقلية والثقافية. أهملت العلمنة في تركيا بُعداً مهماً في المجتمع، ألا وهو البعد الديني الراسخ عميقاً، وتغاضت عن معاناة الشعب الحقيقية، وأهملت التعدد الطائفي والعرقي داخل المجتمع الواحد. لذلك اجتمعت كل هذه الأمور لتشعل نار الإيديولوجيات، دينية كانت أم عرقية أم طائفية. "ولهذا السبب لم تستطع تركيا أن تشكل نموذجاً أو قدوة للمجتمعات الإسلامية الأخرى [...] على العكس لقد أدت دور النموذج المضاد: أي النموذج الذي لا ينبغي اتباعه وتقليده."

تكمن دعوة أركون في أن يقيم المفكرون علاقة تربط بين المنحى الديني والمنحى الحديث. بمعنى آخر، إن الصراع الذي دام طويلاً بين من نادوا بقدرة العقل الفائقة على الإدراك وبين من اعترفوا بالقدرة الإلهية التي تسيِّر الأمور يجب أن ينتهي مع العلمنة المنفتحة التي تضع الروح الإنسانية في مواجهة المعرفة بكل أبعادها، بما فيها البعد الديني. "وإذا لم نفعل ذلك [...] فإن الدين سوف يظل حكراً على رجاله التقليديين الذين يقدِّمون عنه صورة تراثية إيمانية، لا تاريخية ولا معرفية. وأنا لست ضد النظرة الإيمانية، ولا ضد رجال الدين الذين يحترمون أنفسهم ويكرِّسون جلَّ وقتهم للشؤون الروحية لا السياسية. ولكنني أدعو إلى موازنة هذه النظرة التي سيطرت علينا طويلاً بواسطة نظرة أخرى فيها الخير كل الخير للعرب والمسلمين: أقصد النظرة التاريخية."

لكن من المؤسف أن المجتمعات الإسلامية والعربية لا تزال ترفض العلمنة وتجهل معناها الإيجابي، فتقمع بالقوة كل من حاول أن يتَّخذ موقفاً حراً منفتحاً على المعرفة، منذ المعتزلة، إلى ابن رشد، وحتى يومنا هذا.

نختتم هذا البحث بنظرة تفاؤلية وجدناها لدى أركون. فهو يرى أن المجتمعات الإسلامية تسير نحو العلمنة من غير أن تدري بسبب غياب التفكير الفلسفي والتحليل الثقافي الحديث. فعلى صعيد اللغة، مثلاً، بدأت تختفي كثير من المفردات والتراكيب الدينية واللاهوتية؛ فمعظم العبارات تتناول الهموم المدنية اليومية التي يعيشها المسلم في مجتمعه. "لقد غاب المنظور الأخروي عن الأنظار كلياً، ولم يعد المسلمون المعاصرون يعرفون ماذا تعني النزعة الأخروية." كذلك نجد أن المسلمين لم تعد لديهم الرغبة في إقامة الوحدة الإسلامية بين المجتمعات المتفرقة، بل يودون أن يؤسِّسوا، كما حصل في أوروبا، وحدة وطنية قومية. هكذا اختفت من الوعي الجماعي فكرة الوحدة الإسلامية ذات المنحى الأخروي الديني الخارج عن التاريخ، لتحلَّ مكانها الوحدة الوطنية القومية. فأصبحت هذه الوحدة نوعاً آخر من "الأخرويات الأرضية" التي تلعب دورها في المجتمعات الإسلامية المعاصرة. بذلك نجد أن الواقع يشير إلى تقدُّم – وإنْ بطيء – نحو مجتمع أكثر علمنة من السابق.

ولكن، هل ما يشهده العالم اليوم من صراعات سياسية واقتصادية متسترة وراء حجاب ديني–إيديولوجي سوف يؤخر، لا بل يعرقل، انفتاح الروح على معرفة الآخر، وبناء علمنة تليق بالشخص البشري؟
__________________
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا **** تجاهلت حتى ظن أني جاهل ...

أبو العلاء ..
ابو هيثم غير متصل  
قديم(ـة) 04-09-2003, 11:01 AM   #4
ابو هيثم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2003
البلد: بريدة
المشاركات: 51
في شريط الشيخ عدنان رد على محمد العشماوي .. الذي أنكر حد الردة ..

الذي يعتمد فيه على إنكاره للحديث ..


شكرا لكم ونسأل الله الهداية للجميع ..
__________________
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا **** تجاهلت حتى ظن أني جاهل ...

أبو العلاء ..
ابو هيثم غير متصل  
قديم(ـة) 04-09-2003, 11:21 AM   #5
نــورس
عـضـو
 
صورة نــورس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2003
البلد: دوماً مُحلِق
المشاركات: 218
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ أبو هيثم جزاك الله خيرا ..

لكن اقترح نقل الموضوع للعلم والمعرفة..
حتى يتسنى لشريحة أكبر قراءة الموضوع..

وتقبلوا تحياتي

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]متاركة اللئيم بلا جوابٍ = أشّد على اللئيم من السبابِ
فَما شيء أحب إلى لئيمٍ = إذا شتم الكريم من الجواب[/POEM]

أن تكون على حق ؛ لا يستدعي رفع صوتك . :)
نــورس غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:44 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)