بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » الاخوة الايمانية

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 07-07-2009, 10:23 PM   #1
احزان الشيشان
عـضـو
 
صورة احزان الشيشان الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2008
البلد: بلاد القوقاز
المشاركات: 1,802
الاخوة الايمانية

..إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أمــــا بعــــــــــــــــــــــــــــــــد

فيا عباد الله : أن أعظم رابطة تجمع الناس هي رابطة الدين ، ليست تلك الرابطة بين المسلمين فقط ، بل هي بين كل قوم يجمعهم دين واحد ، وملة واحدة ، ومما امتاز به أهل الإيمان أن جعل الله بينهم رابطة أخرى تجمعهم وتربط بين قلوبهم ، ألا وهي رابطة الأخوة في الله .

تلك الأخوة التي تفوق أخوة النسب ، وتتجاوز رابطة الدم .

هي الرابطة بين أفراد المجتمع الإسلامي ويندر وجودها في غيره من المجتمعات .

أيها المسلمون : لقد أمتن ربكم عليكم بنعمتين عظمتين هما نعمة التأليف بين قلوبكم ، ونعمة إنقاذكم بهذا الدين من النار وقرن سبحانه هاتين النعمتين بنعمة ثالثة عظيمة لا تقل عن سابقتها ألا وهي جعلنا إخوانا متحابين يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون  ،  واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون  .

لقد أرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى هذه الأخوة الإيمانية وأمر المؤمنين بها قائلاً عليه الصلاة والسلام : ( كونوا عباد الله إخواناً ) .. ولم يكتف عليه الصلاة والسلام بالدعوة إليها بل امتثلها في حياته ، ويكفي في بيان أبلغ صور الأخوة ما كان بينه صلى الله عليه وسلم وبين صاحبه أبا بكر رضي الله عنه ، وعندما سئل أجاب قائلاً :" لو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوةُ الإسلام ومودته " وفي رواية أخرى ولكن أخوة الإسلام أفضل ..

عباد الله : عندما وطئت أقدام محمد عليه الصلاة والسلام أرض طيبة الطاهرة عني عناية خاصةً بإقامة رابطة الأخوة الإيمانية بين أبناء مجتمعه الأول ، فكانت على رأس سُلم أولوياته عليه الصلاة والسلام .
أخرج الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قدم علينا عبدالرحمن بن عوف المدينة ، فأخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع ، وكان كثير المال ، فقال سعد : قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالاً ، سأقسم مالي بيني وبينك شطرين ، ولي أمرأتان (وكان ذلك قبل فرض الحجاب) فانظر أعجبهما إليك ، فأطلقها حتى إذا حلَّت تزوجتها ، فقال : عبدالرحمن بن عوف : بارك الله لك في أهلك ، دلوني على السوق ، ثم أصبح عبدالرحمن بعد ذلك من أكثر الصحابة رضي الله عنهم مالاً .

عبدالله : الأخوة قوام الحياة بل هي ماء العيش كما قال سفيان رحمه الله : لا بد من أخ تبثه شكواك ، ويعينك على بلواك ، ومن وجد له أخاً تهواه نفسه ، تعجبه فعاله ، ويرضى الله عن خصاله ، فليتمسك به ، فإن أعجز الناس من فرط في طلب الأخوان الأوفياء ، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم .

الأخوان أعوان في الرخاء ، جلوةٌ عند البلاء ، بصحبتهم تصفوا الحياة الدنيا

يقول عمر رضي الله عنه : لقاء الأخوان جلاء الأحزان .

وما الــمـــــــــــــرء إلا بإخوانه * كما يقبض الكف بالمعصم

ولا خير في الكف مقطوعة * ولا خير في الساعد الأجذم

أيها المسلمون : إن ثمرة الأخوة لا تقتصر على الدنيا فقط بل يمتد أثرها ، ونفعها إلى الدارة الأخرة ، وهي الدار التي أحوج ما يكون فيه المرء إلى إخوانه وإحسانهم ، وهل أعز وأغلى من أخ لك لم تلده أمك يكون سبباً في الشفاعة لك وإنقاذك من النار ، قال بعض السلف : (استكثروا من الأخوان فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة ) وشاهد ذلك ما جاء في الصحيحين ( فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون )) .

إن الأخوة والألفة بين المؤمنين لتبقى معهم في دنياهم وفي برزخهم أيضاً ، كما جاء في الأثر أن أرواح المؤمنين تتزاور في البرزخ .

وأما إذا أنعم الله عليهم بدخول الجنة فإخوتهم هناك تختلف عن أخوة الدنيا ، فهي أخوة صافية خالصةٌ جاءت بعد نزع الأحقاد والضغائن التي بقيت من آثار الدنيا ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين  .

عباد الله : إن الأخوة في الله لا تؤتي أكلها وتجني ثمرتها ما لم تكن في الله ولله ، إنها قرينة الإيمان لا تنفك عنه ولذا جمع الله بينهما في قوله سبحانه إنما المؤمنون إخوة  يقول العلامة ابن سعدي رحمه الله : هذا عقد عقده الله بين المؤمنين ، أنه إذا وجد من أي شخص كان في مشرق الأرض ومغربها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، فإنه أخ للمؤمنين ، أخوةٌ توجب أن يحب له المؤمنون ما يحبونه لأنفسهم ويكرهون له ما يكرهون لأنفسهم . أ . هـ . رحمه الله .

ومن الأمثلة التي تصور أصالة الأخوة وأرتباطها بالدين والإيمان موقف مصعب بن عمير رضي الله عنه يوم بدر ، حينما رأى أخاه في النسب أبا عزيز وكان في معسكر الكفار يأسره رجلٌ من الأنصار ، فلم تتحرك في نفسه أواصر أخوة النسب ، وإنما تحركت فيه أواصر الأخوة الإسلامية حينما تعارضت مع أخوة النسب ، يقول أبو عزيز : مربي أخي مصعب بن عمير ، ورجل من الأنصار يأسرني ، فقال : مصعب لأخيه في الأسلام من الأنصار شد يديك به فإن أمه ذات متاع لعلها تفديه منك ، فقال له أخوه في النسب أبو عزيز : يا أخي أهذه وصاتك بي ، فقال مصعب رضي الله عنه إنه أخي دونك .

كم من أخٍ لك لم يلده أبوك * وأخ أبوه أبوكـــــــــــــا قد يجفوك

أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم .



منقوووووووووووول........
__________________
احزان الشيشان غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)