|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
05-07-2009, 06:32 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2009
البلد: البرازيل
المشاركات: 10
|
بقلم يوسف الحجيلان "ودعاً حبيبي ابو أنس"
وداعًا حبيبي.. لا لقاء إلى الحشر
الاحد 12 رجب 1430 الموافق 05 يوليو 2009 يوسف الحجيلان مدرسةٌ وعزاءٌ : لا غرابة أن لا تجد في المائة رجلٍ رجلاً، لكن الغريب أن تجد مائة رجل في رجل.. إنه صاحبنا عبد الرحمن الحميدان، جِدٌّ واجتهاد وجهاد ونكتة وطرفة ودعابة وهمٌّ وأحداث وأحاديث وحتى تناقضات، تجسدت في رجل بَلَتْهُ الأيام والأحداث الشخصية منها والعامة لتَّته وعَجَنَتْهُ حتى أخرجته في مزيج متجانس : كوكتيل يُدعى (أبو أنس) : طوَّقت معاريفُه رقابَ الكثيرين ورهنت أياديه قلوبَهم فرحمة الله على تلك العظام : سيذكرك المحتاج إنْ ضاق أمره ** وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدرُ خدم كلَّ محتاج إليه ، وأغاث كل مستغيث به ، وأعان كل طالب عون، لم يُسْدِ معاريفه لمن يكافئ ، ولم يصنع المعروف لمن يجزل العطاء ، ولم تكن حباله موصولة بأهل الجاه وذوي القدرات. أحسبه - والله حسيبه - ينشد الخير مظانَّه في الضَّعَفَةِ من ذوي الحاجات ، صَبَر وصابَرَ وثبت وثابر في كل نازلة مرت به وحادثة عرضت له، سواء كانت في الأمة عامة أو في قرابته وذويه أو في ذاته وخاصة نفسه ، استقبل كل ذلك متوشحًا بالابتسامة ، متدرعًا بالصبر ، متمنطقًا بعزيمة العظماء. عرف كُنْهَ مرضه ومدى خطورته منذ أكثر من سبع سنين، ولم يُغير ذلك من شخصيته وطباعه وابتسامته وطرفه وجده واجتهاده في الخدمة والدعوة، وكأنه حرص أن يُضاعف باقي عمره من خلال عطائه المتدفق حتى تمثل فيه قول الأول : تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً ** وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ ويوم الجنائز شاهد : أنتم شهود الله في أرضه. خرج الناس فرادى وجماعات حتى ضاق بهم رحب الجامع وطرقاته ، وبكت عليه عيون لم تكتحل برؤيته؛ لأنها وإن لم تره إلا أنها طُوقت بمعروفه ، كان عطاؤه بحرًا وجوده سحائب، إذ لم يكن مرهونًا بنطاق عمله وحدود قدرته ، ولم يكن جُوده حكرًا على ما يملك، بل - وللحقيقة - كان يشحذ همم الآخرين لتجود وتعطي، ويستحثها لتبذل وتُسديَ كلما سمع هَيْعَةً في الخير أو هَيْلَةً طار إليها، وكأن الشاعر يعنيه حين قال : إِذا القَومُ قالوا مَن فَتًى خِلتُ أَنَّني ** عُـنـيـتُ فَلَم أَكسَل وَلَم أَتَبَلَّدِ وَلَـسـتُ بِحَلّالِ التِلاعِ مَخافَة ** وَلَـكِـن مَتى يَستَرفِدِ القَومُ أَرفِدِ فَإِن تَبغِني في "خدمة" القَومِ تَلقَني** وَإِن تلتمسني "في العيادات" تَصطَدِ ترددت على لسانه عبارة "ولا إحراج ولا هم يحزنون" أكثر مما ردد مائة بخِيلٍ بجاهه ، آسف إحراج . وكان يتوِّج معاريفه بابتسامة معهودة مألوفة جعلها كثرةُ تَرْدَادِهَا جزءًا من محياه، وطرفةً وملاحةً صارت قطعة من مقالاته وأحدوثاته. أَضاحك ضَيفي قَبلَ إِنزال رحله ** وَيُخصَب عِندي وَالمَحَلُّ جَديب وكنت وإياه وبعض (شلة الاثنين)؛ وهي المجموعة التي تجمعنا به كل أسبوع، على نية سفر إلى تبوك للسياحة ، فعرضّت الأمر عليه فاشترط أن تكون حائل محطةً أولَى ، فسألته عن السبب فردَّ بالابتسامة المعهودة : لقد قايضْتُ مستشفى الشميسي في الرياض دواءً بدواء للسرطان تحتاجه مسكينة في حائل.. أريد أن أوصله إليها . فسألته : تعرفها؟ . قال : لا، لكنني وجدت وليَّها هائمًا على وجهه في مستشفى الملك فهد ببريدة فأردت مساعدته ، وفعلاً ذهبنا وتم الأمر. في طلعة الاثنين كانت كثرة اتصالاته محلَّ تَنَدُّرٍ منَّا ، وللحقيقة كان يتصل أو يُتصل به حتى ونحن على العَشاء ، ولا والله لا أحصي كم رأيته في ساعات منتصف الليل أو آخره في الشارع يُجري اتصالاته مرتديًا ملابس النوم فإذا عاتبته قال بابتسامة : "يا عم أشغالُ الناس" . ومن غرائبه يوم استنجد به أحد الإخوان وقد أُصيب ابنه بطلْق ناري فواعَدَه الطوارئَ وحضر أبو أنس بملابسَ زرقاء ، فسأله أخونا عن جليَّة الأمر فأخبره أنه يرقد على السرير الأبيض . رضي الله عنه لم تشغله نفسه عن الناس! وكـنَّا كَنَدْمَانَيْ جذيمةَ حِقبةً ** من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فـلـما تَفَرّقنا كأني ومالكًا **ل طول افتراق لم نَبت ليلةً معا صادقته لعشرين سنة ، وجاورته سبع سنين، فطيّب الله ذلك الثرى، ورحم الله تلك العظام ، وأدام الله ذلك الذكر ، فلا وربي ما اختلفت معه ولا مرة، رغم حدة طبعي وصلَفِي ، لكن فسحة أمره وسَعة صدره ورحابة أُفقه تمتص الخطأ وتغربله وتعيده عذبًا زلالاً . كان يناصفني أفراحه وينفرد بأتراحه ، يكتم همّه ويخفي غمّه ويلوذ بمرضه فأحتاج لجهد جهيد حتى أكتشف جليّة أمره. أحببناه وأحبه أهل الحيّ والمسجد، فكان واسطة عقد وعماد بيت ورجل مُهِمَّات صعبة، يعزُّ تعويضه وسَدُّ ثغرته. اعتاد أولادي أن يحضِر لهم كل يوم خميس وجمعة الخبزَ والفول صباحًا حتى صار ذلك في نظر الصغار من واجباته، وفي مرضه الذي أقعده تأخرت الصلة فأرسل ابني ذو الثمان سنوات رسالة من جوال أمه إلى جوال بيت الكريم يسأل فيها عن سر التأخر ولم نكن نعلم بالأمر ، وما هي إلا دقائق حتى طرق ابن العزيز الباب بالصلة بأمر من العزيز . بعد شوق عظيم وطول فراق في أيام مرضه لأني وفرت جهده ونزلت عند رغبته فلم أكثر زيارته ولو زرته لكنت كشارب من بحر. بعد شوق رأيته في المنام يمازحني بيديه كعادته، ثم استيقظت من منامي فندمت أن لم أشبع منه، فتمثلت قول الأول : ولـما انتهينا للخيال الذي سرى ** إذا الأرض قـفـرٌ والـمزار بعيد فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي ** لـعـل خـيـالاً طارقًا سيعود أبو أنس.. رحمك الله مدرسةً للعطاء والبذل والتضحية أبو أنس.. رحمك الله مدرسةً للجود والسخاء والعرفان أبو أنس.. رحمك الله مدرسةً للصبر واستقبال الموت بقلوب الأبطال. |
06-07-2009, 05:32 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 19
|
الله يجزاك خير فعلا ذالك هو ابو انس لل لله درك يا بو انس ...................
__________________
((اللهم رحمتك ارجو فلاتكلين لنفسي طرف عين)) ((للهم ازقني الذرية الصالحة الباره ياالرحم الرحمين)) ((اللهم افرج همي وهم المهمومين بعزتك وقدرتك ياكريم)) |
08-07-2009, 12:16 AM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
المشاركات: 3
|
رحمه الله وعفا عنه
|
08-07-2009, 11:28 AM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: في بلد العز
المشاركات: 458
|
رحمه الله ... كان نعم الرجل
__________________
|
08-07-2009, 11:47 AM | #5 |
Guest
تاريخ التسجيل: Jul 2009
البلد: السعودية
المشاركات: 360
|
رحمات الله الواسعة عليه..
ربي يلهم أهله الصبر والاحتساب.. من كثر مايمدح الناس فيه حبيناه ولم نعرفه. |
الإشارات المرجعية |
|
|