أعادوني مرةً أخرى لتلك الآلة الحمقاء , تعصر روحي في حناجرهاا , لأصبر نفسي على كتمان النفس , وأضع يدي على مقعد السرير أقبضه بقوةٍ لعل تعصر الألم يخفٍ قليلاً , وأنا أرى تمتمات الطبيب يقول قربنا وأن ننتهي , وعلمي بأنه دعاباتٌ لأن اصبر أكثر , والنور في عيوني لونه أزرق , لتختفي معالم الكون من حولي , وأخفي من فيضان الألم دمعةٍ جعلتها ذكرى في ذلك السرير الكئيب , وأحبس أنفاسي وأطلقها رويداً من الوجع الرهيب , فتلك عين , وليست جرحاً بأطرف إصبعي تتحمله , منطقةٌ حساسه , تؤلمك حتى لو لمست عينك وأنت معافا فكيف بك وأنت تعالجها , لينزاح السرير وتُزال تلك الطريقة الموجعه , لأستفيق من تصبري , لألتقط أنفاسي بشغف , فيأتي الممرض ليضع شيئاً على عيني , فينهاهـ الطبيب بكلماتٍ متسارعه " نـو نو نو " فيبدو أنه سيضع شيئاً في عيني ليس هذا موضعه أو ليس وقته ,
أسعدني الطبيب حينما قال حمداً لله على سلامتك , نجحنا في زراعة الحلقات في عينك , ليقول لي أنهض ببطء حتى لا تصاب بغيبوبه , فالدم يتكوّم في رأسك وإن تسارعت بالنهوض ومشيت تسقط على وجهك , فقمت وأنا أحس بأن شيئاً في عيني متعلق , فكلُّ رمشةٍ بالعين تحس بها , فتلك غرز وضعوها بعد العمليه , تزال مع الأيام , تحاملت جسدي متثاقلاً من الإرهاق , فمن الساعة الواحدة ظهراً وأنا أنتظر وخرجت بعد صلاة المغرب , لأرتمي بغرفةٍ في داخل المشفى أنتظر الأدوية , فأرى عيني حمراء تكتض بالدم الرهيب , فلا ترى فيها البؤبؤة من شدة الإحمرار , ليخبرني الطيبيب بأن الإحمرار يزول مع الأيام , تثقالت في نفسي أن أسير بتثاقل , وأرتميت بالسيارة على أمل الوصول إلى فراش المنزل , لأغط في نومٍ رهيب , وألبس نظارةً يراني الناس ليلاً فيحسبون أني مجنون أو أفهم الأناقة عكس مفهومها , فالأنظار حولك لا تكاد تنتهي , وسؤالات الناس في عيونهم , فالبعض أعطيه الجواب كي يرتاح فضوله ,
بعد اسبوعين ..
موعد مراجعتي بعد العمليه , فما أبغض الرياض وزحامها , ليكون ذلك اليوم عاصفاً بالغبار , وعيوني لا تحتملها بعد العمليه , والهواء يزعجها أيضاً والضوء , .. وأنتظر في المقاعد .. ومن عيادة إلى أخرى ومن تصوير للقرنية وكشوفات , لتكون النتائج غير محببة , ولم تتحسن , على أمل أن يعطيها مهلةً لشهرين قادمين وبإذن الله سترى النتائج , فدعواتكم بأن تكون ناجحه ., تلك والعملية القادمه ., [
أنتهت ] .
[
عذراً لا أحب الإطالة في القصص ]