* * *
أبُو مُعَاذ ..
أتظنّ أني سأبتسم يا أبو معاذ بعد قرائتي لكلماتك الحزينة !! ، أم تظن أن الفرح يطير فوق رأسي ضاناً أنني غصناً ليقع عليّ ويرفرف بجناحيه وبسرعة متنقلاً من جانبي إلى جانبي !! ، أم تظن أن اللوحة التشكيلية التي رسمتها بيدك سأقوم بحملها وتعليقها لأنّها ساحِرة !! ..
إن الحُزن الذي شق صَدري لا يُوازي حُزني على بكائي في بعض الأوقات ، فالصديق في الحياة من صَدقَكَ لا من صدّقك ، وعرفتكَ صديقاً وأخاً لم تَلده أمّي ولم تراه عيني ، ولم تَظفر كفي بمصافحتهِ ولا يديَّ بمعانقتهِ ، لم نكن هنا لشيء آخر إلا للمحبة والاجتماع على الخَير ، وهَبْ أن أشغالك وأعمالك ستُبعدك عنا لوهلةٍ من الزمن طالت قليلاً أو قصرت !! فكيف يطيب لك أن تجعل ذلك الغياب وداعاً وأن تُلبسنا بيديك ثياب الحُزن فِي يوم فراقك والناس تَلبسُ ثياب الفرح في يوم عيدها ؟ ..
بالأمس كُنت أشتكي من تلك العضوة التي أنهكتني وأسالت أدمُعِي ، ذهبت ونسيتها فترة من الوقت ، وهاهي ترمقني مرة أخرى وتراني بعينيها وتعود لتُجالسني أبعدها الله عني ، ولكنها عادة وأنت مُمسكاً بيديها .. وكأنك تقول : عودي إليه .. وسيّلي مدامعه .. واشغلي فرحه .. وشَقّي قلبه .. واعبثي ببساتينهِ وبساحاتهِ وبواحاتهِ وبكل بقعة فيهِ ..
أبو معاذ .. صدقني لست أنا من أكتب لك تلك .. بل هي مشاعري تُملي حديث فكري لأناملي .. لتطبعها هنا كلماتٍ ألوانها لون الدموع وزخرفتها ذكريات كانت بدايتها معك وستجعل أنت نهايتها معك وبيدك الحل في بقاءها أو ذهابها ورحيلها ..
لذلك قررت أن تَرحل .. !!
صَابَ الخفوق من الحزن مايجلب أسباب القهر * وصَابَ المشاعر لهبة ٍ هي مبتدآ بركانها
يمطر عليّ بصحبتك من هالسماء غيم الفخر * ونفسي تِزِين بمَنبتَ الوردات في بستانها
وبـسـتانها كـلّه ثمر يـمتـد ولمَدّ البـصر * بأشـكالها وأصنافـها وأنواعها وألوانها
يابو معاذ إن كان لي داخلك مسكَن مع قَدر * وش لون ترضى للعيون يسيل دمع أحزانها ؟
تعبَان وزوّد هالتعَب فرقَاك وأوقات السّهر * نفسي حزينه وامسح دموع الحزن عشَانها
مِن غرفة التنويم ..
في مستشفى التخصصي ..
كتبت إليك كلماتي الملطخة بألوان الحُزن ..
وُرُوْدِيْ العَطِرَةُ لَكْ
* * *
__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه
عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM]
سَلمان
|