|
|
|
05-08-2009, 02:02 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2009
البلد: بريده
المشاركات: 186
|
سعيد إبن جبير و الحجاج بن يوسف الثقفي
كان الحجاج بن يوسف الثقفي من الولاة الظالمين الغاشمين ، وقد عمت سيئاته الأمة بأسرها .
كان خالد بن عبد الملك القسري واليا على مكة ، وقد خُبِّرَ بوجود سعيد بن جبير فى ولايته ، فأراد أن يتخلص منه ، فألقى القبض عليه واعتقله ، وأرسل إلى الحجاج الظالم ودخل الإمام على الظالم . قال الحجاج : ما اسمك ؟ قال سعيد : سعيد بن جبير . الحجاج : بل أنت شقي بن كسير . قال سعيد : بل كانت أمي أعلم باسمي منك . الحجاج : شقيت أمك وشقيت أنت . قال سعيد : الغيب يعلمه الله . الحجاج : لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى . قال سعيد : لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهاً . الحجاج : فما قولك في محمد ؟ قال سعيد : نبي الرحمة وإمام الهدى . الحجاج : فما قولك في علي أهو في الجنة أم في النار ؟ سعيد : لو دخلت وعرفت من فيها ، عرفت أهلها . الحجاج : فما قولك في الخلفاء ؟ سعيد : لست عليهم بوكيل . الحجاج : فأيهم أعجب إليك ؟ سعيد : أرضاهم لخالقي . الحجاج : فأيهم أرضى للخالق ؟ سعيد : علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم . الحجاج : أحب أن تصدقني . سعيد : إن لم أحبك لن أكذبك . الحجاج : فما بالك لم تضحك ؟ سعيد : وكيف يضحك مخلوق خلق من طين والطين تأكله النار !!! الحجاج : فما بالنا نضحك ؟ سعيد : لم تستو القلوب . ثم أمر الحجاج بالذهب والفضة واللؤلؤ والزبرجد فجمعه بين يديه . فقال سعيد : إن كنت جمعته لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، ولا خير في شئ من الدنيا إلا ما طاب وزكا . ثم دعا الحجاج بالعود والناي ، فلما ضرب بالعود ونفخ في الناي بكى سعيد . فقال الحجاج : ما يبكيك أهو اللعب ؟ قال سعيد : هو الحزن ، أما النفخ فذكرني يوما عظيماً يوم ينفخ في الصور ، وأما العود فشجرة قطعت من غير حق !! وأما الأوتار فمن الشاة تبعث يوم القيامة !!! فقال الحجاج : ويلك ياسعيد . فقال سعيد : لا ويل لمن زحزح عن النار وأدخل الجنة . قال الحجاج : اختر يا سعيد أي قتلة أقتلك ؟ قال سعيد : اختر أنت لنفسك فوالله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة . قال الحجاج : أتريد أن أعفو عنك ؟ قال سعيد إن كان العفو فمن الله ، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر . قال الحجاج : اذهبرا به فاقتلوه ، فلما خرج ضحك فأخبر الحجاج بذلك ، فردوه إليه . قال الحجاج : ما أضحكك ؟ قال سعيد : عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عليك . فأمر بالنطع فبسط ، وقال اقتلوه . قال سعيد : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين . قال الحجاج : وجهوا به لغير القبلة . قال سعيد : فأينما تولوا فَثَمَّ وجه الله . قال الحجاج : كبوه على وجه . قال سعيد : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى . قال الحجاج : اذبحوه . قال سعيد : والسكين على رقبته وقد استسلم لقضاء الله : أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة ، اللهم لا تسلطه على أحد يقتله من بعدي . وعاش الحجاج بعده أيام قلائل ، قيل ثلاثة وقيل خمسة ، وقيل خمسة عشر ، وقيل أكثر من ذلك ، فسلط الله على الحجاج البرودة حتى كان والنار حوله يضع يده فى الكانون فيحترق الجلد ولا يحس بالحرارة ووقعت الأكلة في داخله والدود ، فبعث إلى الحسن البصري فقال : أما قلت لك لا تتعرض للعلماء ؟ قتلت سعيداً !!! ويقال : إنه كان في مرضه كلما نام رأى سعيداً آخذاً بمجامع ثوبه يقول له ياعدوا الله فيم قتلتني ؟ فيستيقظ مذعوراً فيقول مالي وسعيد بن جبير ، فسبحان الله الحليم الكريم يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته { وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } (البقرة : 144) ، { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ } (إبراهيم : 42) . قتل رحمه الله 95 هـ . رحمه الله تعالى ورضي عنه . أعرض عن الهجران والتمادي وارحل لمولى منعم جواد ما العيش إلا في جواره سـارة قد شربوا من خالص الوداد وصدق القائل : خذوا كل دنياكم واتركوا فؤادي حراً وحيداً غريباً فـإني أعظمــكم دولة وإن خلتموني طريداً سليبا موقع الشيخ: محمد بن عبد الملك الزغبي حفضه الله http://www.alzoghby.com/v_art.php?aid=15 |
الإشارات المرجعية |
|
|