بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » دورة مصغرة بعنوان " أنماط الشخصية " لداعية .. ولكل أفراد المجتمع

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 07-08-2009, 02:50 AM   #4
| يحيــى فقيـــه |
كاتب مميز
 
صورة | يحيــى فقيـــه | الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: المدينة الحالمة الشقيق
المشاركات: 2,976





(( الحلقة الرابعة ))

طريقة تحفيز صاحب كل نمط و دعوته





(بعد معرفة صفات كل نمط، أصبح بإمكان الداعية تحديد نمط المدعو و من ثم طريقة التعامل معه، و سنبدأ أولا بذكر طريقة تحفيزه بشكل عام و من ثم وسائل تساهم في دعوته بناء على ذلك.

و لكن، قبل عرض ذلك، و حتى يحصل المراد و يحقق الداعية الهدف من دعوته بأفضل نتيجة، يجب أن لا ينسى قبل قيامه بدعوته أن يبتدئ حديثه مع الشخص المدعو بحوار يتعرف من خلاله على نمطه، و من بعدها يتسنى له اختيار الوسيلة الأنسب معه (طبعا هذا في حال عدم معرفة الداعية سابقا لهذا المدعو).


أولاً: النمط المتفرد



طريقة تحفيزه:

يكون ذلك بتحديثه عن النتائج من هذا الأمر- الحصيلة- الغاية، حتى يقدم عليه.



طريقة دعوته:

إذا عُلم أن المتفرد نادرا ما يتردد في التغيير و التصحيح إذا عرف أنه على خطأ، قد يخطر على البال أنه من السهل إخباره بخطئه و من ثم يصحح، و لكن هذا الأمر ليس بتلك السهولة! و السبب في ذلك أن مرجعيته داخلية، أي أنه لا يلتزم إلا بالقرار الذي يرتاح إليه، فكان لا بد من اللجوء إلى تحفيزه بالطريقة التي تناسبه و هي التركيز على النتائج المترتبة على استمراره على الخطأ و ما سيترتب على تصحيحه له برجوعه إلى الصواب أو فعله، دون ذكر للتفاصيل الثانوية لئلا يصيبه الملل فيقل انتباهه فيصبح لا فائدة من دعوته، حيث أنه إنسان عملي و جاد لا تستهويه التفاصيل، و نقصد هنا بالخطأ: المعصية، و الصواب: الطاعة.



مثال عملي:

المدعو: شاب مسلمٌ عاقّ بوالديه (متفرّد)

قد يكون من الأسباب التي أوصلته إلى عقوقه بوالديه الطبع السائد عند المتفردين من التعلّق بالعمل كثيرا الذي ينتج عنه عادة (إذا لم ينتبه إلى ذلك) التقصير كثيرا في حقوق الأسرة و في العلاقات الاجتماعية، و بمعرفة هذا يكون الداعية قد أمسك بطرف الخيط - كما يقال- فبالإضافة إلى إخبار المدعو بنتائج عقوقه، قد يذكر له نتائج أخرى ناتجة عن انشغاله بعمله، قد يكون منها عدم تأدية السنن و النوافل، و قد يكون منها إهماله لصحته، فإذا انضمت نتائج أخرى إلى المشكلة الرئيسية قد يكبر الأمر في نظر المدعو (مع أن عقوقه كبيرةٌ بذاته) و يجد أن حياته قد أصبحت فقط للعمل و أنه نسي نصيبه من الدنيا، فيبدأ حينها بتفريغ أوقات خاصة لغير عمله، و من ثم سيصبح لديه أوقات يفكر فيها في غير أمور العمل، و قد تدعوه نفسه في صفاء معها إلى زيارة والديه –إذا لم يكن يعش معهما- أو الجلوس إليهما و الحديث معهما و هكذا إلى أن تتحسن الأوضاع و العلاقة مع والديه.

هذا أمر، أما الأمر الآخر فهو أن يكتفي بذكر نتائج هذا العقوق، فمثلا يذكر له قصة – مع تجنّبه التفاصيل- نتج فيها عن عقوق ابن لأمه عدم التوفيق في حياته، عدم بر أبنائه له حتى في آخر حياته عندما عجز فوضعوه في مأوىً للعجزة و نسوه فلم يسألوا عنه، و قصة آخر أخرجوه أبناؤه من المنزل و آخر تركوه في المنزل لوحده حتى وُجِد مرميا على الأرض قد أكلت قدمه هرة، و يخبره آثار بر الوالدين التي هي على عكس آثار العقوق، و البركة في العمر، و أهم ما في الأمر دخول الجنة و ما فيها من نعيم، و عدم دخول النار وما فيها من عذاب أليم.

و قد يكون ذلك بأن يريه صوراً من الواقع كأن يأخذه إلى مأوى للعجزة ليشاهد حال الآباء و الأمهات الذين أهملوهم أبناؤهم، فيرى معاناتهم فيتذكر حال والديه من بعد هجره لهما أو كيف هو استياؤهم منهم أو فقط يسمع دعواتهم على أبنائهم فيخاف على نفسه من أن يدعو عليه والداه، و قد يتصوّر حاله عندما يصبح مسنّا، و مثل هذه الصور لا بد أن تؤثر فيه و لو واحدة منها ، و يعود إليه رشده و يستيقظ من الغفلة التي هو نائم فيها.







ثانياً: النمط التحليلي



طريقة تحفيزه:

تكون بتقديم الدلائل و المعلومات و الإثباتات.

فعلى سبيل المثال: أنا بائع و أريد أن أقنعه بشراء هذه الحقيبة مثلا آتي له بالبراهين على جودتها بالتفصيل، فأقول له: هل تعرف هذه الشركة كم أنتجت مثل هذه الحقيبة في هذه السنة؟ و هل تعرف كم عدد الذين اقتنوها، أو: دعني أعطيك فكرة عن كيفية تصنيعها و عن عالميتها و فاعليتها في الاستخدام.



طريقة دعوته:

لأنه يحب الخلوة بنفسه (ليس اجتماعيا)، قد تكون دعوته عن طريق الحوار أقل نفعا من غيرها، فنبحث له عن وسائل أخرى، منها: إعطاؤه أشرطة ليسمعها، عروض أو فلاشات ليشاهدها-منفردا- و يراعى فيها التفصيل، حيث أنه يستمتع بالاستماع إلى التفصيلات، و من ثم يقلّبها في رأسه ليرى ما ترمي إليه من أبعاد، و هذه التفاصيل لا بد أن تشتمل على إثباتات على صحة الفكرة المراد إقناعه بها و دلائل على نفعها و مضار عدم فعلها، و بضرب الأمثلة.

و إذا عُلِم أنه يستغرق وقتا طويلا حتى يأخذ أي قرار، وجب على الداعية حصر جميع الاحتمالات و الخيارات المتعلقة بما يدعوه إليه و بيان ما يترتب عليه في حال الفعل و عدمه في جميع الأحوال، و بذلك يكون قد سهّل له الطريق، و بالتأكيد طريق الطاعة يكون هو الأرجح بعد هذا.



مثال عملي:

المدعو: امرأة أو فتاة غير مسلمة (تحليلية)

متى ما عرف الداعية أنها تحليلية علم أن مهمة دعوتها بالذات من أصعب ما يمكن، فمن صفاتها البارزة أنها لا تقبل الأفكار الجديدة ، و كل هذا الدين أمر جديد إليها بالنسبة إلى ما نشأت عليه، و هي تقول كما قال قبلها من منكري رسالة النبي محمد عليه الصلاة و السلام: "هذا ما وجدنا عليه آباءنا" "بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا"، فتوجب عليه أن يردّ عليها كما رد على أمثالها القرآنُ الكريم: "أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون" [البقرة: 170] ، فيبيّن لها أنه لا يعني اختلاف دين والديها و أجدادها أنهم على حق، و أن الواجب على الإنسان أن يبحث عن الحق أينما كان و يتفكّر و ينظر في مدى صحة الأمور و سلامتها من الخرافات و الأكاذيب، و هذا النظر هو ما يهواه الأفراد التحليليّون، فيزودها بأدلة أخرى على صحة ما يقوله، فيجيبها أيضا بأمثلة من تاريخنا بأن هناك ممن أسلم من الصحابة من قاتل أباه المشرك في حرب بين المسلمين و المشركين و منهم من قاتل أخاه، فلم يقولوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا، بل إلى جانب إسلامهم و تركهم دين آبائهم دافعوا عن هذا الدين الحق و واجهوا هؤلاء الآباء و الأهل، و أن الله تعالى (و إن كانت تكذب بالقرآن، إلا أن هذا سيزيد من الأدلة و التفاصيل، فيقوى قوله بمجموع ما يبرهن به) قد أنزل آية يمدحهم فيها و هي: "لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه و يدخلهم في جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم و رضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون" [المجادلة: 22].

و لكونها صاحبة نمط تحليلي، إعطاؤها كتب عن أحكام الإسلام و أركانه قد يساهم كثيرا في دعوتها، حيث أنها ستستمر في قراءتها حتى تنتهي منها لكونها ثابتة فيما عزمت عليه، و قد تطلب كتبا أخرى مستوضحة أكثر و أكثر عما قرأته.

و ضرب الأمثلة من الواقع يساعد كثيرا على ذلك، فيخبرها كم من غير المسلمين قد أسلم في الخمس أعوام الأخيرة مثلا، و كيف أن حياتهم قد تغيرت، و هذا يساعدها كثيرا كما قلنا لأنها غالبا ما تتقيد بالأمور الواقعية و المجرّبة.

و ذلك غيض من فيض وسائل دعوتها، فنفسه معها يجب أن يكون طويلا – كما يقال- حتى ينجح في هذه المهمة معها خاصة، ومع هذه الصعوبة، إلا أن ما يساعد في دعوتها ما تتحلى به من التعقّل في الأمور و وزنها لها، و القرآن الكريم مليء بما يظهر الحق و يدل عليه و يزهق الباطل و يضحد حججه.

تابع الحلقة ما قبل الأخيرة .

ولكم مني أجمل تحية .
__________________
((( أخـــلاقـــك مـــع الآخـــريـــن أجـــمـــل تــوقـــيــــع )))


| يحيــى فقيـــه | غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)