أسد العقيدة

خيارين لا ثالث لهما عندنا عندما نحاول الحكم على شخص ما يترددان بين القداسة والإسقاط بين الإفراط والتفريط...
فنحن عندما نرى شيخا يوافق آراءنا التي نتبناها نحاول جعل قداسة خاصة له تمنع من يحاول نقده أو تقويمه حتى من أقرانه من أهل العلم المعتبرين .. ولو علمنا أن رأيا وجيها يخالفه في رأي يراه فهناك عامل أنفة يمنعنا من الإذعان للحق والتسليم له والإعتراف بالخطأ بل نتجاهل الرأي الآخر ونحاول إسقاطه حتى ولو كان حاملا للدليل....
وهذه الظاهرة تظهر عند المتمذهبين المتعصبين وفي نطاق أضيق تظهر بين من يتعصبون للشيخ فلان ومن يتعصبون للشيخ فلان فمتى ما أفتى الأول فتوى يدين الله بها لاتخرج عما يجتهد فيه في قضايا العصر ينبري طلاب الآخر للذم والسب والشتم والقذف بحمم الكلام الغير مدروس إطلاقا مثل قولهم يريد إضلال الأمة ، أو قاتله الله أو ما شابه ذلك من قبيح القول ورديئ الكلام مما قبح معناه واستقذعت ألفاظه.....
ولقد شاعت وذاعت هذه الظاهره إبان الغزوتين المباركتين في 11 سبتمبر بين المؤيدين لهذه الضربات والمعارضين لها فالمؤيدين للغزوتين يرمون من لايرونهما مقلدين لبعض أهل العلم المعتبرين بالجبن والخور والتقاعس عن حق الله وإضلال الأمة وتتييهها ويرمونهم بالتمييع لأحكام الجهاد المعلومة من الدين بالضرورة ويرمونهم بقتل ولاءات أبناء الأمة لإخوانهم المضطهدين بينما المعارضين للغزوتين يرمون من تبنوها بعدم فهم الجهاد الصحيح والفهم المغلوط لمقاصد الشريعة الإسلامية ويتهمونهم بجر الأمة لمعارك غير متكآفئة مع الأحلاف الأوروبية .....
الشاهد ان مثل هذه الأقوال تحولت إلى ولاءات خاصة ضعفت معها وحدت الأمة وضعف معها الولاء الأكبر ولاء المسلم للمسلم ، ولاء الملة (( والمؤمنون المؤمنات بعضهم أولياء بعض )) بسبب هذه الولاءات الخاصة نمارس سخافة مقيته وبوجوه صفيقة أصبحنا نمايز بين علماء الملة تقديسا لهذا وإسقاطا لذاك وبكل بجاحة وسخف نعلل ذلك بتبيين عوارهم للناس ناسين أو متناسين أفضالهم وجهودهم الدعويه وماتشرفوا به من حمل العلم وتفانيهم في نصرة الحق هذا تنزلا مع القائلين بالتخطئة وإلا في قضايا الإجتهاد لا يثرب أحد على أحد فكل قد قال دينه الذي يدين الله به وما تبين له من خلال فهمه لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونظره للمصالح والمفاسد المعتبرة في نظرته للواقع .....
فلماذا نحاول خلق أجواء من الشحناء والبغضاء بين أبناء الأمة نحن في غنا عنها ولا مبرر لها بل إنها عين الإثم فالأصل في تعاملاتنا أخوة الدين ورابطة المعتقد التي تنفصم معها جميع الروابط............

وتقبلوا تحية أسد العقيدة