بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » من أحسن ما خطت يمينه منصور النقيدان يكتب عن إمام الحرم الشيخ.....

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 26-08-2009, 12:40 AM   #1
خفي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 44
من أحسن ما خطت يمينه منصور النقيدان يكتب عن إمام الحرم الشيخ.....

في ذكرى علي جابر
منصور النقيدان

للجمال دائماً أنصار ينحازون إليه، وحزب يذب عنه، وجند تتعصب له، كما أن له قلوباً تكسرها سطوته، وأرواحاً معلقة به يؤسيها فراقه، ويسقمها هجرانه، وله ندابون يهيمون به بعد رحيله، يستذكرون سويعات أريجه وعبق ذكراه، وإذا كانت فلسفة الحُسْنُ اختزالاً لثلاث صفات هي الوفرة، والقوة، والذكاء، فإن للجمال الروحاني المتعالي عن المادة والحس شأناً أكبر وسراً أخطر.

وهكذا كانت قصة ذلك الصوت الأسطوري الذي اكتمل رونقه في طيبة على خطوات من مثوى الرسول عليه السلام، وتنسمت الطائف شذاه ووادي الأراك هواه، حتى حطت به أشواقه وآماله ومنتهى أحلامه دانياً من البيت العتيق، صادحاً في أروقة المسجد الحرام ليلة الثالث والعشرين من رمضان عام 1401 ه. كانت نفحة من رحمة السماء، ومودة الرحمن، ونعي سورة يس للبشر الخاطئين، وجلال آية المشكاة في سورة النور. كان الجمال ليلتها حناناً من لدن الخالق وهبة منه حين أم المصلين فيها علي عبدالله جابر، فتضوعت الألطاف ولانت القلوب وهام العاشقون بملكوت السماء، وهمهمت الشفاه بتسبيح الودود وبديع صنعه.

كانت إمامته ليالي رمضان سنواتٍ ثمانيَ متقطعة نبعاً لا ينضب من الطمأنينة والجلال وألق السماء، والصبا تهدهد كل من لاذ بالبيت وعانق الملتزم، أو تسمر أمام التلفزيون أو أصاخ بسمعه إلى الراديو، ولأن الصوت الحسن يزيد القرآن حُسْناً، فقد كان علي جابر ليلتها ضرباً من البهاء لا يتكرر. لقد كان جوهرة أتت إلى هذا العالم ثم مضت، فلا مثال على منوالها، ولا حنجرة تدانيها.

كانت تهاويل ذلك الجمال تتجلى في تلك اللحظات التي تسبق الركوع بآية أو آيتين، حين يهيؤ الشيخُ مَنْ وراءه لنقلة هي كالبرزخ بين عالمين، أتذكرونها؟ إنها تلك الأجزاء من الثانية التي تستلُّكَ من عالم المادة في حالة أشبه بالنعاس كالأمَنَة من ألطاف الرحمن، أو كمرتحل على خوافق طير خضر نحو السماء، بعيداً بعيداً عن دنس النفوس ووطأة الأرض، ورياء القلوب وزيفها. في تلك الفجوة بين عالمي المادة والحس كانت تتبدى عبقرية علي جابر.

خلال ثمانية وعشرين عاماً في أثناء حياته وبعد رحيله، حاول كثير من القراء اقتفاء أثره ومحاكاته، وكان امتحانهم العسير ومعيار إخفاقهم أو نجاحهم يتمركز في تلك الوصلة التي يصر كثير منهم على اقتحامها وتجشم عنائها، ولكن جمال الأداء والصوت الذي حباه الله لعلي جابر كان شيئاً فوق ذلك، كان هبة مقصورة عليه، لأنه كان عاشقاً للقرآن، مدنفاً حتى الثمالة بتلك الآي التي يرفل بقراءتها بخيلاء لا يقاربه إبداعاً وسحراً أخاذاً، إلا عبدالباسط، وعبد الباسط قصة أخرى.

كان علي جابر منذ صغره منجذباً إلى محراب البيت الحرام بكل جوارحه، صادقاً في رغبته، فكانت تلك السنوات الثماني تتويجاً لذلك الحب الذي سيطر عليه واستبد به، وحين قدِّر عليه البعاد عن الإمامة في سنواته الست عشرة الأخيرة، قام على فترات متقطعة بالإمامة في مسجد بقشان بجدة، وتبع الناس ذيله وتقفروا أماكن إمامته، ولكن رغم كل ذلك العزاء فقد ذبل الجمال وغشيته الأحزان وبهتت منمنمة البهاء التي جللت صوته، وهكذا يفعل المحبون حينما يحال بينهم وبين مهوى قلوبهم، وتتقطع حبل وصالهم بمن تيمهم.

قديماً قال أعرابي موجوع:

حلفت لها بالله ما أمُ واحد إذا ذكرتْه آخر الليل أنَّتِ

ولا وجدُ أعرابيةٍ قذفتْ بها صروف النوى من حيثُ لم تكُ ظنتِ

لها أنةٌ عند العشاء وأنةٌ سحيراً ولولا أنتاها لجنتِ

إذا ذكرتْ ماءَ العُذيب وطيبَه وبردَ حصاه آخر الليل حنتِ

بأكثر مني لوعةً غير أنني أُطامنُ أحشائيْ على ماأكنتِ

بعد وفاة علي جابر كتب أحد من عرفوه في تأبينه أنه بعدما نأى عن الصلاة بالمسجد انكسر قلبه، وهذا أبلغ وصف يمكن أن يجسد حالته في خريف حياته التي لم تتجاوز الرابعة والخمسين.

شاهدوا على يوتيوب مقاطع له في المسجد الحرام وهو يقرأ خواتيم سورة الحج، وفاتحة سورة الإنسان، ومواضع من سورة الشورى، وبضع آيات من سورة النور، تقص للعباد نزول الغيث وتراكم السحب وعن جبال فيها من برد، وإن كنتم ممن فقد حبيباً فأصغوا إليه وهو يقرأ خواتيم سورة يوسف فلا أحلى ولا أرق ولا أعذب، ذلك أن من يتأمل كيف يغدو المشهد ليالي رمضان والطائفون يحيطون بالكعبة في حركة دائبة تخلب الألباب، والتائبون يسحون دموعهم بين الحطيم وزمزمِ، ومئات الألوف شخوص في سكينة وإخبات، والنسمات الندية تهفهف بالمصلين وزقزقات العصافير كزجل التسبيح، كل ذلك بأجمعه هو ما ينسج الجمال ويظفره بأريج صوت الشيخ الراحل الأسيف.

كان قرار الملك خالد بن عبدالعزيز بتعيين علي جابر إماماً في ليالي رمضان منعطفاً في تاريخ الإمامة بالمسجد الحرام، فقد كانت مرحلة جديدة انبلجت بها آمال من طمح من الحفاظ اليافعين لذلك المقام الأرفع، فازدهر جيل من القراء يندر أن توافرت أعدادهم في أي مرحلة تاريخية سبقت. مع لقيمات من الرطب وعبق الهيل الذي يفوح من فناجين القهوة في ساحة الحرم وأروقته، كان الشيخ عبدالله الخليفي يتهيأ ليتقدم الصائمين في صلاة المغرب، لينفث في روعنا بقراءته سورة التين ألطاف رحمة الله وامتنانه بنعمة البيت العتيق والبلد الأمين وأفضاله على الإنسان الذي خلقه في أحسن تقويم، وكان علي جابر بعدها بساعتين ينسج بقراءته قصة ألم الإنسان وتيهه وطغيانه وجهله، وأيام الأنبياء مع أقوامهم ونهايات أعدائهم المحزنة ويحلق بهم نحو آفاق رحمة الله وشفقته بخلقه، وتبلغ القصة ذروتها حينما يصدح بآية سورة يس ناعياً ظلم العباد لأنفسهم موقظاً القلوب كطرقات القَدَرِ (ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون).

فرحم الله علي جابر
خفي غير متصل  


قديم(ـة) 26-08-2009, 04:46 AM   #2
عبدالله
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2002
البلد: القصيم
المشاركات: 4,996
رحم الله الشيخ علي جابر وجميع موتى المسلمين............

وأسأل الله أن يرد منصور النقيدان لجادة الصواب........

اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.......(آمين)
__________________
محب الخير
عبدالله غير متصل  
قديم(ـة) 26-08-2009, 04:46 AM   #3
فارس العرفج
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 234
ما أجمل ماكتبت يامنصور

أنت أفضل كاتب يصف الماضي
فارس العرفج غير متصل  
قديم(ـة) 26-08-2009, 04:52 AM   #4
طبيب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 92
صدق وهو كذوب
طبيب غير متصل  
قديم(ـة) 26-08-2009, 04:53 AM   #5
شاشان بن قلزم
Registered User
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
البلد: طريق المليدا
المشاركات: 24
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها عبدالله
رحم الله الشيخ علي جابر وجميع موتى المسلمين............

وأسأل الله أن يرد منصور النقيدان لجادة الصواب........

اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.......(آمين)

جادة الصواب!!!!!!!!!

إلى متى هذا الاقصاء كل من يخالف وجهة نظرنا نعتبره حاد عن جادة الصواب
شاشان بن قلزم غير متصل  
قديم(ـة) 26-08-2009, 05:02 AM   #6
عبدالله
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2002
البلد: القصيم
المشاركات: 4,996
ياشاشان بن قلزم الواقع شاهد بذلك واحمد ربك على العافية واسأل ربك الثبات
__________________
محب الخير
عبدالله غير متصل  
قديم(ـة) 26-08-2009, 05:26 AM   #7
يزيدالس
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: بريده
المشاركات: 187
اقول تبين للك !!!!!ولا اخر ناس يتكلمون عن ااامة الحرم ها الشكليااات
يزيدالس غير متصل  
قديم(ـة) 26-08-2009, 05:28 AM   #8
عبدالله
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2002
البلد: القصيم
المشاركات: 4,996
أسأل الله للجميع الهداية والتوفيق والرشاد.....(آمين)
__________________
محب الخير
عبدالله غير متصل  
قديم(ـة) 26-08-2009, 08:17 AM   #9
الاستاذ.د
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 260
مقال رائع ووصف مؤثر , وقد كتب يوماً كلاماً جميلاً عن الاخوان .

نسأل الله لنا وله الهداية والسداد , وأن يثبتنا على دينه حتى يلقاه , ورحم الله الشيخ علي جابر.
__________________
.

لكــي تشـاركنـي صنـاعـة النجـاح فـي مجتمعـاتـنـا .. يشـرفنـي زيـارتك لموضـوعـي :
ثقافة النجاح .. كيف يصنعها مجتمعنا؟!

.
موقع رائع لتستمع للقرآن وأنت تتصفح النت بصوت قارئـك المفضل..
http://www.tvquran.com
الاستاذ.د غير متصل  
قديم(ـة) 28-08-2009, 06:56 AM   #10
شاشان بن قلزم
Registered User
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
البلد: طريق المليدا
المشاركات: 24
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها عبدالله
ياشاشان بن قلزم الواقع شاهد بذلك واحمد ربك على العافية واسأل ربك الثبات

ولو اختلف معك أحد على زكاة الحلي لكان صدرك رحبا
رغم أن الزكاة فريضة

فمن باب أولى قبول الرأي الآخر فيما دون ذلك

الموسيقى/صلاة الجماعة/اللحية/كشف الوجه
لماذا من يخالفنا بمثل هذة المسائل يكون ظالاً مظلاً
حسبي الله ونعم الوكيل
شاشان بن قلزم غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 02:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)