[من بريده]

كاتب من الجنوب والظاهر أنه في كلية أبها على ما أذكر دكتور


علي سعد الموسى - الوطن السعودية

يسألني بإلحاح: من هو رجل الأعمال الذي تعتقد أنه يستحق جائزة الخدمة الاجتماعية؟ قلت له بلا تردد: التاجر القصيمي، ودعك من تحديد الأسماء، فأنا اليوم أرفع القبعة احتراما لما يفعله ابن القصيم البار، وهم بالعشرات، لمشاريع العمل العام في مساقط الرؤوس. خيركم خيرهم لأهله. بعض هؤلاء شقوا الطرق وبعضهم أقام ملاجئ الأيتام وبعض منهم ساهم في بناء مراكز ثقافية وفريق منهم بنى المدارس والمستشفيات حتى تصدرت منطقة القصيم صدارة العمل الاجتماعي العام. وبعضكم سيرد بالحجة الساذجة أن الريال الخيري يتبع ضخامة الجيب وهذا افتراض ينافي الحقيقة فكل منطقة سعودية ولله الحمد تزخر بالعصاميين من كبار رجال الأعمال. حجم الأموال البنكية في عسير مثالا، وحجم السحوبات اليومية، وببرهان مؤسسة النقد يفوق منطقة القصيم بمقدار الثلث.
تكمن المشكلة في بناء الأفكار وإلا فإنني أعرف الكثير هنا أو هناك من المستعدين للعطاء والبذل. قيمة ناقة نافقة من إبل المزاين تستطيع أن تقيم مركزا تربويا للمئات من الطلاب الذين لا يستطيعون في منازلهم توفير خدمة الشبكة الإلكترونية وقد لا يجدون أيضا في ذات المنازل مساحة صغيرة لطاولة مذاكرة. يتكبد ما يقرب من ثلاثين امرأة ورجلا عناء السفر ثلاث مرات في الأسبوع الواحد من غور تهامة السحيق إلى جبال السراة من أجل الوجبة المؤلمة لغسيل الكلى وحين زرت مواقعهم البائسة ذات يوم ليس ببعيد وجدت فاعل الخير يتبرع لهم بمسجد ضخم وغرفة ملحقة لتحفيظ القرآن الكريم، وهو عمل نبيل لا يقوم به إلا مؤمن بالله وباليوم الآخر: ولكن، سيجد هؤلاء في الأصل مكانا للصلاة حتى ولو في مسجدهم القديم. هؤلاء بحاجة إلى أولويات العمل الإنساني ولو كانت حتى مجرد جرعات للقاح السم في مستوصف، وطبيب. ومن مسقط رأسي في محافظتي العزيزة ألمح كثافة رجال الأعمال الذين يتصدرون كل قائمة ـ البيزنس ـ في هذه العسير وحتى وهم القادمون إلى الساحة الوطنية العامة، إلا أنني لم أجد لأي من هؤلاء بصمة ولو على مساحة كفوف اليد أو جيوب الثياب. هؤلاء نسوا أن الاسم الحقيقي هو الذي يعيش بعيد رحيل الجسد وتوقف نبضات القلب. شكرا لكل ما هو قصيمي.

[* شــــذى *]

أول مـــــــرّهـ يـجــــوز لــــي مـــــقــــال له,,
انـــــا تــــــعـجـبـني مقالات تركي الدخيل "بنفس الجريده" كثير منها تعجبني مو كلها..