[الـصـمـصـام]

::: المحطة الخامسة :::


[ مشكلتنا مع مواضيع الشيخ سلمان ( حفظه الله ) ]

الشيخ سلمان شخصية حساسة في المجتمع ، ليس لأنه ذا صيت كداعية إسلامي فحسب ، و لكن عند النظر من زاوية أخرى يجعلنا نوقن بهذه الحساسية ؛ لأهناك من يتمهمه بصنوف التهم و يُلقي عليه ما لا يمكن قوله ولا قبوله ، كما أن هناك طرفًا مُقابلاً يتوجس من كُل إطروحة تمس الشيخ و لو كانت علمية منهجية ..

في يومي الأول من الإشراف ثار بعض الكتاب في هذا المنتدى على المشرفين بما فيهم أخوكم الضعيف الذي لم يمر بعدُ على إشرافه 24 ساعة ، و كانت هناك عبارات قاسية لا أظن أنهم يحتملونها لو قيلت لهم ، و حماسهم هذا جاء بسبب إهمال الإشراف من متابعة بعض الردود التي تنال من الشيخ و تقدح فيه و هذا خطأ ولا شك ، و لكن لم تكن طريقتهم سليمةً أبداً في معالجته ، لمن أرد إصلاح الأمور بسرعة و سلاسة ، إذا أن المشرف يعتريه ما يعتري بني آدم من الغفلة و التقصير و الخطأ في التقدير .

و كان الأسلم أن يُراسل المشرفون ولو بلهجة شديدة كالتي كُتبت على الملأ ( لا أمانع في هذا ) ، طال الكلام على المشرفين حتى قيل أنهم يفرحون و تمطئن نفوسهم إلى سب الشيخ سلمان و العلماء ، و لا أعتقد أن هذه العبارة قيلت إلا في موطن غضب كرَدة فعلٍ نابعة من حب للشيخ و كُلنا يُحبه .

جاءت ردة الفعل الأخرى العنيفة من المشرف أســد العقيدة و كلام قاسٍ على أخينا ( الطير ) الذي لايزال يُشارك هنا بين الفينة و الأخرى ، و لكني أجزم أنه متابع جيد لهذا المنتدى ، و كان كلام الأخ أسد العقيدة سببا في ابتعاد ( الطير ) عن المنتدى و كلا الرجلين لهما مقام سامق في قلبي ، و لا زلت أتواصل معهما بين حين و حين و لله الحمد .

و في قسم المشرفين أجد موضوع الأخ ( أسد ) أبو مالك قد عنونه بـ ( حللونا و أنتم بحل ) و كأنه يُشير إلى أنه سيرحل عن الإشراف ، و يظهر من لهجته أنه كان متألمًا بعد هذا الأمر و متضايقًا منه جداً ، خصوصًا أن ماحدث بينه و بين أبي عبدالله ..!

هنا تحديداً بعد أن امتلأ قلبي من الأسى على ما حدث ، رأيت أن أبتعد قليلاً و أترك القيل و القال و تبادل الردود و نبدأ في أصل المشكلة ، فتوصلنا إلى حل ، وهو ما طبقته فعلاً ، فصرت أحذف كل موضوع عن الشيخ سلمان ( في هذه الفترة تحديداً ) ، سواء كان مدحًا أو ذمًّا ، لأنك إن ترك المادح جاء القادح المتعصب ، و إن تركت القادح جاء المادح المتعصب ، و كلامهما يُسيء للشيخ ، و حتى من تحدث عن الشيخ بحديث معتدل فإن الردود تطيش بالموضوع إلى غير مقصده ، و فِعلاً قضي على المشكلة ، و كنا نُبلغ الأعضاء بالأسباب عبر الرسائل الخاصة ، و ذلك قبل اعتماد الرسائل التلقائية ، الغالبية يقتنعون ، و منهم من يُخالف و لكن أحزم أنه لا يعي ما يُحدث ، ولو وعى لما خالف .. .

في تلك الفترة لا أدري مالذي هيّج الناس على الشيخ ، و جعل المنتدى بأعضائه يتحدث عن الشيخ ، و لكن أغلب الظن أنها بعض الفتاوى التي يمكن أن تكون محلاً للجدل لا لمخالفتها النص أو فتاوى أهل العلم ، و لكن لتقديمها بقالب من الإعلام يتعمد الإثارة ، و لست هنا في مقام تنزيه أحد أو الحط من قدره .

إلا أنني أنبه على ضرورة الطرح المنهجي في حالة ورود بعض الفتاوى من أولى الهيئات كالشيخ سلمان ، و في المنتدى هنا يتحدث الكل بمختلف عقلياتهم و أعمارهم ، فيحدث مالا يُحمد عقباه من الكلام الجاني على كاتبه قبل كل شيء ، فيجب أن نربي أنفسنا على الإمساك فيما لا نعلم ، و ألا نتحدث إلا بما تراه خيراً لنا و للآخرين .

انزعجت كثيراً من تلك الزوبعة ، و من لحظتها بدأت أُخطط للانسلاخ من الإشراف ( يعني قبل مُضي 24 ساعة ).

أما أنا فأحمد الله أن علاقتي قوية جداً بأبي عبدالله ( الطير ) و أبي مالك ( أسد العقيدة ) ، و كلاهما ممن يتشرف المرء بمعرفتهما و الاتصال بها و رؤيتهما بين كل حين و حين ، و أتمنى أن يكونا على ذلك فيما بينهما ، فإن ماجرى لا يمكن إلا أن يكون شيئا من الذكريات التي ربما نتسامر بها ضاكحين يومًا ما ..!


::: يتبع :::