[أبو ريّـان]

.
أبا سليمان أيها المبدع , ياصاحب القلم السيال ,والفكر المتقد .
قد علمت أنك تجيد هذا الفن , وأنك أمسكتَ بخطامه, منذ أن رأيت تعليقاتك وزياداتك على تأملات الشيخ صالح التركي في موضوع طرح على أرض هذه المفتوحة , واخبرك أني هنا مستمتع متأمل . ونتمنى منك الزيادة .. لاحرمك الله الحسنى وزيادة .

واسمح لي أن أعلق بفائدة اخبرت بها على قوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) معلوم أن عدد آيات سورة البقرة 286 ولو قسمنا هذا الرقم على العدد 2 ؟
لخرج لنا الناتج 143 وهي الآية الآنفة التي تتوسط آيات السورة ..
فكأن هناك ترابط عجيب بين قوله وسطًا .. وتوسط الآية بين الآيات ..

وصدق القائل حينا قال (وإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)

وقد قال ابن عاشور معلقًا على هذه الآية :
[أن القرآن قد اشتطت ألفاظه ومعانيه على ما لو تدبره العقل السليم لجزم بكونه من عند الله تعالى فإنه جاء على فصاحة وبلاغة ما عهدوا مثلهما من فحول بلغائهم ، وهم فيهم متوافرون متكاثرون حتى لقد سجد بعضهم لبلاغته واعترف بعضهم بأنه ليس بكلام بشر . وقد اشتمل من المعاني على ما لم يطرقه شعراؤهم وخطباؤهم وحكماؤهم ، بل وعلى ما لم يبلغ إلى بعضه علماء الأمم . ولم يزل العلم في طول الزمان يظهر خبايا القرآن ويبرهن على صدق كونه من عند الله فهذه الصفات كافية لهم في إدراك ذلك وهم أهل العقول الراجحة والفطنة الواضحة التي دلت عليها أشعارهم وأخبارهم وبداهتهم ومناظرتهم ، والتي شهد لهم بها الأمم في كل زمان ، فكيف يبقى بعد ذلك كله مسلك للريب فيه إليهم فضلاً عن أن يكونوا منغمسين فيه ]






وفقك الباري ..




.