[ساري الخيل]

أين شبابنا عن صلاة الفجر

أنين الفجر

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله " صلي الله عليه وسلم " وبعد ...
ذكر صاحب شريط قصص وعبر للشباب هذه القصة فقال : " تأثر غلام صغير في الثالث الابتدائي بكلام مدرسه الذي كان يحث تلاميذه دائما علي طاعة الله والمحافظة علي الصلوات في المســجد , فاستجاب الغلام وبــدأ يحافظ علي الصلاة مع الجماعة في المسجد , غير أنه لم يكن في بيته من يوقظه لصلاة الفجر فمــاذا يفعــــل ؟!
فقرر الغلام أن يسهر حتى صلاة الفجر ولا ينام وهكذا فعل .. وعندما أدن المؤذن لصلاة الفجر فـــتح الغـــلام باب البيت وهم بالخروج إلا انه نظر في الشارع فوجده موحشا لا احد فيه فأصيب بالخوف .. وإذا به يســـمع في هذه اللحظة مشيا خفيفا , فنظر فإذا هو وجد صديقه فقرر أن يمشي خلفه دون أن يشعره وهـكذا فعــل . ثـــم صلي وعــاد خلف الشيخ الكبير المسن . وفي الصباح استيقظ الغلام وذهب إلي المدرسة وكأن شيئا لم يحــــــدث إذ لم يشعر به أحد ممن في البيت , واستمر علي هذه الحال مدة من الزمن دون أن يعلم بأمره أحد غــــير أنـــه أهله استغربوا كثرة نومه في النهار .. وذات يوم أخبر الغلام بأن الرجل المسن قد مــــات .. فصرخ وبكــي , واستغرب أهله فعله هذا وقالوا له : إن الرجل غريب عنك , إنه ليس من أهلك , وعندما حاول والده أن يعــرف السبب قال له الغلام ببراءة الأطفال : ليتك أنت الميت يا والدي , فاستغرب والده كلامه وسأله عن السبب فقال له الغلام : لأنك لا توقظني لصلاة الفجر .. وقص القصة علي والده الذي ثأر وكــــادت العـــبرة ان تخنقـــه , فكانت بداية تحول في حياة الأسرة .
فأين الشباب والرجال من هذا الطفل الصغير الذي لم يجر عليه القلم , ولم يلغ الحلم !! .. أين مـــن يمتلئون اليوم صحة وعافية وقد سبقهم المسنون وأصحاب العاهات إلي بيوت الله فجرا وهم يجرون خطاهم الثقيلــة ..
أين هم ومتي سترتفع هممهم وتداس شهواتهم .. !؟ أبعد أن تذهب الصحة العافية والشباب !! .. أم بعـــد أن يباغتهم ملك الموت فيقولون رب ارجعون .. !!
إن القلب ليمتلىء حسرة وألما .. وأحيانا غيظا وأنت في طريقك لأداء صلاة الفجر مـع المسلمين في بيت مـــن بيوت الله , حيث تسير في الشارع وتنظر إلي البيوت من حولك .. هذا بيت فلان وفيه من الرجــــال الشـــباب فلان وفلان , وهـذا بيت فلان , فتتحسر وتتمني أن لو قاموا من نومهم ووثبوا من مراقدهــــم فــأرضوا ربــهم وأخزوا شيطانهم .
صاح الديك فلم تنتبه .. وأعـاد فلم تفق , ونادي المؤذن المسلمين للاجتماع لهذه الصلاة العظيمة , فما أجابــه إلا آحاد من كل شارع بينما البيوت لا زالت بطونها ملأى بمن أخلدوا إلي النوم والراحة بعـــد أن تــزودت الأبدان الفانية بفائض من الطعام والشــراب , وأصابت العيون ما أثقلها من البرامج والأفلام والمسلسلات الخبيثة , فضعف القلب و ماتت الهمة وتراجعت النية عن القيام للصلاة والرسول "صلي الله عليه وسلم " يقول في الحديث المتفق عليه : " ولـــو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا " .
ولـكن للأسف الشديد يبدو أن الكثيرين لم يعلموا ما فيهما فلهذا لم يأتوا لكنهم , علموا ما يعود علــيهم مــن أعمالهم ومصالحهم العاجلة فاهتموا وانتبهوا ولم يهنأوا بالنوم والراحة مخافة أن يعاقبوا أو أن تفوتهم بعـــض تلك المصالح والأعمال حيث تراهـم في النهار غاية في النشاط والحركة مقبلين بأقدام ثابتة هممهم عالية عــــلي مصالحهم الدنيوية وكما يقول المثل العامي : " يا أرض انهدي ما عليكي قدي " .. ولكــــن مــا فــائدة الصحــة والعافية والشباب إن لم تستعمل في طــاعة الله ولو أن مناديا نادي في حي من الأحياء : أن من يأتي لصـــلاة الفجر مع الجـماعة فله عشرة من الدراهم فقط , فهل تعتقد أن أحدا يتخلف .. !؟ فو الله الذي لا إله ألا هـــو لو أن هذا حدث لرأيت عجبا .. فكيف والمنادي رب العالمين والثمن الجنة .


قال النبي صلي الله عليه وسلم : " من صلي الصبح فهو في ذمة الله , فانظر يابن آدم لا يطلبنك الله في ذمته
بشــيء " مســـلم .
وعن ابن عمر رضـي الله عنهما قال : " كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر و العشاء أسأنا به الظن " .
وقال صلي الله عليه وسلم : " من صلي البردين ( الصبح والعصر ) دخل الجنة " متفق عليه , الجنة يا عبــــد
الله .. الجنة والنجاة مـــن النار .. يا من ترجون النجاة .. وتخافون سوء العذاب .
وكما لو أن أحدنا أراد أن يستيقظ لأمر هام في أي ساعة من الليل فإنه يأخذ بالأسباب كلها حتى لا يفوتــــه الوقت , فإن القيام لصلاة الفجر يوجب عليك الأخذ بجميع الأسباب كذلك . ومن هذه الأسباب :
1-الحرص علي النوم مبكرا وعدم السهر إلا لمصلحة وخير كمدارسة العلم والإصلاح بين الناس ومؤانســـة الضيف والزوجة و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما إلي ذلك .
2-الحرص علي آداب النوم كالدعاء قبل النوم والنوم علي طهارة .
3-الاستعانة بالأهل والجيران وغيرهم فيوصيهم أن يوقظوه ولا يتكاسل أو يتثاقل عندما يفعلون فــإن ذلـــك من صفات المنافقين كما أن تكاسله لا يشجعهم علي الاستمرار في إيقاظه , هذا إضافــــة إلــى اســتعمال الساعات المنبهة مع مراعــاة وضعها بعيدا عن متناول يد النائم حتى لا يسكتها دون أن يشعر ثـــم يـــعود لنومه ويمكن ايضا الاستفادة من التليفونات والجوالات بأن تقوم بالرن عدة مرات علي من تريد إيقاظـــه حتى ولو كان في غير بلدك .. طبعا مع إعلامه والإتفــاق معه حتى لا يكون إتصالك مفاجئا له .
4-العمل علي عمارة القلب بالإيمان والعمل الصالح والبعد عن المعاصي وخاصة ما ابتلي بـــه المسلمون اليوم من البرامج والأفلام وإطلاق العنان لآفات اللسان .
5-أن يدرك ما ورد في فضل صلاة الفجر من الأجر العظيم وما ورد في ذم وتوبيخ تاركها مع الجمـاعة ومؤخرها عن وقتها .
6-أن يدرك الآثار المترتبة علي التخلف عن صلاة الفجر من تكدر النفس وانقباضها وفوات الكــثير مـــن المنافع الدينية والدنيوية - قال الدكتور عبد الحميد دياب في كتابه الطب في القرآن الكريم : " أمــا الفوائد الصحية التي يجنيها الإنسان بيقظة الفجر فهي كثيرة منها : ( تكون أعلي نسبة بــغاز الأوزون (3) في الجو عند الفجر وتقل تدريجيا حتي تضمحل عند طلوع الشمس , ولهذا الـــغاز تـأثير مــفيد للجــهاز العصبي ومنشط للعمل الفكري والعضلي بحيث يجعل الإنسان عندما يستنشق نسيم الفجر الجميل المسمي بريح الصبا يجد لذة ونشوة ولا شبيه لها في أي ساعة من ساعات النهار أول الليل " .



|

[عاشق الفردوس]

جزيت خير ونفعنا وإياك الاسلام والمسلمين
مقاااااال أكثر من رائع

[المنخرش]

بورك فيك وجعلك ذخراً للمسلمين

[الإعصار]

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك ونفع الله بك


حقا صلاة الفجر تئن من فقد المصلين بعد رمضان

[عجوز الجن]

اقتباس كاتب الرسالة الأصلية عاشق الفردوس جزيت خير ونفعنا وإياك الاسلام والمسلمين مقاااااال أكثر من رائع

[سعدوف]

جزاك الله خيرا أخي الظاهري
لاتعقيب على ماذكرت ....لكن أريد أن يكون موضوع هذا المقال لافت للنظر أو على الأصح أن يكون اسم الموضوع جذاب.
لأن فعلا الأمر خطير حتى أنك ترى ممن ينتسب للإستقامة يتخلف عن هذه الصلاة , حتى أنك تسمع ممن يتحمسأيضا للجهاد يتخلف عنها , وأخيرا أحب أن أذكر أن أحدا أراد أن يذهب للجهاد فقال أحد له المشايخ من الذي يوقظك لصلاة الفجر ؟ فقال: أمي , فقال: له الشيخ (بمعنى كلامه) إذغ قمت أنت تذهب للحهاد .
والسلام...