بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » خطبة استسقاء للمدارس أنموذج (2)

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 19-10-2009, 12:23 AM   #1
عبدالرحمن عبدالله
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 46
خطبة استسقاء للمدارس أنموذج (2)

الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله ، فهي طريق النجاة والسلامة ، وسبيل الفوز والكرامة ، بالتقوى تزداد النعم وتتنزل البركات ، و تُصرف النقم و الآفات.
تأملوا هذه الحياة ، مدبرٌ مقبلُها ، ومائلٌ معتدلُها ، كثيرة عِللُها ، إن أضحكت قليلاً ، فلقد أبكت طويلاً ، فيا لحسرة من فرط في جنب الله ، ويا لندامة من اجترأ على محارم الله. أقوام غافلون جاءتهم المواعظ فاستَثقلوها ، وتوالت عليهم النصائح ، فرفضوها ، توالت عليهم نعم الله فما شكروها ، ثم جاءهم الموت فأصبحوا بأعمالهم مرتهنين ، وعلى ما قدمت أيديهم نادمين .
إخوتي إن ما يحلَّ من عقوبات ، فبسبب التقصير في التوحيد والتقوى ، وإيثارُ الشهوات ، وغلبةُ الأهواء ، وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَـٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ [الأعراف: 96].
إن كل نقص يصيب الناس في علومهم وأعمالهم ، وقلوبهم وأبدانهم وتدبيرهم وأحوالهم وممتلكاتهم ، سببه الذنوب والمعاصي ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم: 41] .إن ما تُبتلى به الديار من قلة الغيث وغور الآبار ، وما يصيب المواشي والزروع من نقص وأضرار ، سببه إضاعة أمر الله.
المعاصي تفسد الديار العامرة ، والأسر المجتمعة ، كيف يطمع العبد في الحصول من ربه على ما يحب ، وهو مقصر فيما يجب؟! اضطرابٌ عقدي ، وتحلّلٌ فكري ضعفٌ في العفة والحشمة لواط وزنا ، وشذوذ وانحراف ، ألوان من الجرائم والفسوق ، ، قنوات الفساد ، تنتشر في البيوت والاستراحات ، و جوالات تحمل المقاطع السيئة والمناظر القذرة ، لقد فشا شُربت الخمور والمسكرات ، وأدمنت المخدرات ، ارتفعت أصوات المعازف والمزامير ، وفشت رذائل الأخلاق في البنين والبنات ، تدهورٌ أخلاقي تنبئ عنه الكتابات السيئة على الكتب والجدران ودورات المياه ، أما يستحي هؤلاء من ربهم ، أما يخشون من العار والفضيحة أما حالنا مع الصلاة فما ذا أقول ؟ تساهل وتأخر، عبث وسرعة ، فوضى وتثاقل في أدائها ، وفرح بانقضائها فإلى متى الغفلة ، والمقابر ممتلئة حولكم قال بعض السلف: "أنتم تستبطئون نزول الغيث ، وأنا أستبطئ نزول الحجارة من السماء"؛ ولذا ترون الناس اليوم يستغيثون ويستغيثون ولا يستجاب لهم ، لا لقلة في خزائن الله ، ولكن لذنوبهم ومعاصيهم ، فإلى الله المشتكى أقبل رسول الله يوماً على أصحابه فمما قال: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء. ولولا البهائم لم يمطروا، ...)) إن ربكم يخوفكم بالآيات والنذر، والشدة والنكال ، زلازل وبراكين ، ورياح وأعاصير ، وحروب وفيضانات ، يصيب بها من يشاء ، ويصرفها عمن يشاء ، وهو شديد المحال ، فراجعوا أنفسكم وتوبوا إلى ربكم ، ومروا بالمعروف ، وانهوا عن المنكر، وأصلحوا ذات بينكم ، وأحسنوا في صلاتكم وبروا والديكم ، وصلوا أرحامكم ، وتعاونوا مع أهليكم لأداء زكاة أموالهم ، وجهوا قلوبكم إلى من بيده خزائن الرحمة والأرزاق ،
أمِّلوا الفرج من الرحيم الخلاق ، قال عمر بن عبد العزيز ((إني كتبت إلى أهل الأمصار أن يخرجوا يوم كذا من شهر كذا ؛ ليستسقوا ، ومن استطاع أن يصوم ويتصدق ؛ فليفعل؛ فإن الله يقول:] قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [ وقولوا كما قال أبواكم:] قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الـْخَاسِرِينَ [ وقولوا كما قال نوح: ] وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الـْخَاسِرِينَ [ وقولوا كما قال موسى: ] إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [ وقولوا كما قال يونس: ] لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [ لا إله إلا الله يفعل ما يريد ، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت ، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، واجعل ما أنزلته لنا قوة وبلاغًا إلى حين)) ((اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا))، ((اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا)). ((اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا ، مريعًا ، نافعًا غير ضار، عاجلاً غير آجل)) اللهم اسق عبادك وبهائمك ، وانشر رحمتك ، وأحيي بلدك الميت))اللهم صل وسلم على نبينا محمد .
عبدالرحمن عبدالله غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:07 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)