[aaasdf]

قال الرافضي حسن موسى الصفار إن الخطاب الإسلامي يعيش أزمة معرفية وأزمة اجتهادات تفوق في خطورتها الأزمة الإعلامية مشيرا إلى أن الحالة الإسلامية في معظمها وقفت عند حدود فهم السلف وفهم الماضين للدين داعيا إلى تطور اجتهادي للعلماء المسلمين حتى يستنبطوا المفاهيم والأحكام التي تستجيب للحاجات المستجدة وتواكب التطور المتصاعد.

وأشار الصفار وهو من الشيوخ المجتهدين من الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية في حديث خاص لـ «الوطن الكويتيه» إلى وجود مدرسة تعتمد الفهم المبتور والمتطرف للإسلام والنصوص الإسلامية وهي مدرسة لها جذور في تاريخنا الإسلامي كما هي مدرسة الخوارج، لافتا إلى أن ما يحصل الآن ليس هو بذات العنوان «الخوارج» لكنه امتداد لهذه المدرسة التي تبتر بعض النصوص عن سياقاتها وتقف عند بعض الأقوال الإسلامية وتتجاهل المنظومة الإسلامية المتكاملة، معتبرا الطريقة التي تتعاطى فيها هذه المدرسة مع النصوص وفهمها قادتها إلى التشدد والتطرف.

وذكر الرافضي الصفار أن الكبت والاستبداد الموجود في الكثير من بلاد المسلمين التي لا تعطي فرصة للتعبير عن الرأي ولا تعطي مجالا لتداول السلطة أوجد حالة من الاحتقان وحالة من الانسداد السياسي أمام الناس، لافتا إلى أن الوضع الاقتصادي والمعيشي في الكثير من البلدان الإسلامية ومنها مصر ودول الخليج والجزيرة العربية وارتفاع نسبة البطالة وحالات الفقر حتى في السعودية وباعتراف الحكومات قد تكون وراء حالات التطرف والممارسات المتشددة.

وأكد الصفار حاجة المناهج التعليمية إلى تغيير وتعديل وضرورة مراجعتها كما يرى الكثير من العلماء المصلحين والمثقفين إلى جانب الضغوط الدولية التي تطالب بهذا الاتجاه، مشيرا إلى أنه لا يصح القول مادامت الأطراف الأخرى طالبت فإذا نحن ينغبي ألا نستجيب لأن هذا مطلب داخلي حقيقي، معتبرا مراجعة المناهج وتغييرها ضرورة تأخرنا في الاستجابة لها وفي الإقدام عليها.

وحول سؤال إن كان الشيعة في السعودية قد حصلوا على قسط من العدالة من قبل الدولة وضمان حقهم في ممارسة طقوسهم أكد الشيخ الصفار أن المواطنين الشيعة بالمنطقة الشرقية بالسعودية هم جزء من الوطن وجزء من الشعب، لكن هناك مشاكل عامة يعيشها الشعب كمشكلة البطالة والفقر لا تقتصر على منطقة دون أخرى، مؤكدا انه لا يرغب ان تطرح قضية المواطنين الشيعة في السعودية كأنها قضية طائفية خاصة او معزولة عن السياق الوطني العام وان مشاكل المواطنين الشيعة يمكن حلها ضمن سياق الاصلاح السياسي العام.

واستدرك الرافضي الصفار قائلا ان هناك بعض المشاكل الخاصة التي يعاني منها المواطنون الشيعة حيث يشعرون ان هناك نوعا من التمييز الذي يمارس اتجاههم بسبب انتمائهم المذهبي، مؤكدا بأن المسؤولين في السعودية يؤكدون ان النظام بالمملكة ليس قائما على التمييز، مشيرا الى ان الشيعة في السعودية لهم مساجدهم وحسينياتهم وعلماؤهم وقاضيهم الخاص للاحوال الشخصية لكنهم يريدون صلاحية اوسع لمحاكمهم وحرية كاملة في بناء الحسينيات والمساجد اذ ان هناك بعض القيود والعوائق.

وعن دعوات بعض المجتهدين والعلماء لاعادة بناء مقبرة البقيع في السعودية والسماح بزيارة اضرحة آل البيت قال الرافضي حسن الصفار ان هذه القضية حساسة لان المدرسة السلفية والمذهب الرسمي الموجود بالسعودية لديه رأي مخالف لهذا الاتجاه وهو ما يعني ان حكومة السعودية لا تستطيع ان تتخذ موقفا يغضب او يخالف المذهب الرسمي الموجود، مستدركا بأن المسألة ترتبط بكل المسلمين وان قبور الائمة «البقيع» والصحابة لا تخص الموجودين بالمملكة وانما تهم سائر المسلمين مشيرا الى ان هذا الموضوع يمكن ان يعالج ويناقش على المستويات الشرعية والفقهية والسياسية وصولا الى المعالجة المناسبة.

وقال الصفار انه ورغم ذلك الا انه لا يرى شخصيا اولوية لهذا الموضوع عند الشيعة في السعودية لانه قد يدخلهم في متاهات وجدل مذهبي طائفي لا ينبغي ان ننشغل به حاليا وانما ينبغي ارساء علاقات ايجابية بين المذاهب الاسلامية وعلماء المسلمين بمختلف توجهاتهم.

وعما اذا كان هناك جهد لاثبات حسن نية الشيعة في السعودية تجاه النظام نفى الشيخ الصفار ذلك وقال انه ليس مطلوبا اثبات حسن نية الشيعة لان الشيعة لم يفعلوا شيئا يستوجب ان يصبحوا في موقع اتهام، مشيرا الى انهم وطوال تاريخهم كان ولاؤهم الوطني واضحا وكان تعاطيهم مع الحكومة تعاطيا جيدا وسليما.

واكد وجود عضوين من الشيعة في مجلس الشورى السعودي لافتا الى انه اذا حصلت انتخابات فإن كل فئة من المواطنين سوف يكون نصيبها بحجم وجودها ومشاركتها.
وعن الوجود الامريكي في السعودية ومنطقة الخليج قال الشيخ الصفار أن لا أحد من المواطنين والحكومات يرغب في هذا الوجود الامريكي والاجنبي ولكن الضرورات بررت هذا الوجود كما هو الحال عند غزو صدام حسين للكويت، مبديا امله في ان تكون هذه الضرورات بحدودها وادانته لانتهاك القوانين الذي تمارسه الادارة الامريكية باحتجازها لابناء السعودية والمسلمين في جزيرة غوانتانامو، وفي الوقت ذاته يدين الارهاب الذي يستهدف الابرياء والمدنيين.

وعن علاقة شيعة السعودية بالمنطقة الشرقية مع الشيعة في البحرين والكويت اكد الشيخ الصفار الايمان بالتواصل والانفتاح مع كل القوى الاسلامية الشيعية والسنية بما يتعدى الاطار المذهبي الطائفي نافيا ان يكون هناك تعاون مالي لان المجتمع السعودي الشيعي بالشرقية بخير وانشطته تمول داخليا.

وقال الصفار ان الجمهورية الاسلامية في ايران تشكل ثقلا لكل المسلمين وعلى الصعيد المذهبي بالنسبة للشيعة ولكن على الصعيد السياسي فالشيعة هم جزء من معادلة اوطانهم ومجتمعاتهم.

مختار ومنقول من :
صحيفة الوطن الكويتية - « محمد السلمان » - 04/01/2004م من

[المهموم]

لاكثر الله بذرهم والله ينزهم عن بكرة أبيهم