|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
04-05-2007, 06:13 PM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2002
المشاركات: 2,634
|
كُل الناس مني في ..( حل )..!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) جاء في تفسير هذه الآية عند ابن كثير رحمه الله أي لا يضيع ذلك عند الله كما صح ذلك في الحديث ( وما زاد الله تعالى عبداً بعفو إلا عزاً ) وقال تعالى ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) وجاء في تفسيرها عند ابن كثير رحمه الله تعالى أي إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه, وعفوا مع ذلك عمن أساء إليهم. وقد ورد في بعض الآثار « يقول الله تعالى: يا ابن آدم اذكرني إذا غضبت, أذكرك إذا غضبت فلا أهلكك فيمن أهلك », رواه ابن أبي حاتم, وعن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « ليس الشديد بالصرعة, ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب » وقد رواه الشيخان من حديث مالك .. وقال تعالى ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بالتجاوز عن جنايات المؤمنين وقال عز وجل ( َإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا ) إشارة إلى الآباء والأزواج عن الأولاد والعيال وقال تعالى ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) إشارة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالتجاوز عن ذنب مسطح بن أثاثة فيما أخطأ من الخوض في حديث الأفك . والصلاة والسلام على القائل ( من كظم غيظًا وهو قادرٌ على أن ينفِذَه دعاه الله على رؤوسِ الخلائق حتى يخيِّرَهُ من أيِّ الحور شاء) رواه أحمد، وحسنه الألباني في صحيح الجامع .. والقائل ( اسمح يُسمح لك ) رواه احمد وجاء في الآداب الشرعية أن عمر رضي الله عنه قال ( كُل الناس مني في حل ) كلمة مختصرة في العفو والصفح والمسامحة بين المسلمين إن من مقتضيات التسامح أن يقابل المـرء عنف الناس بالرفق وخشونتهم باللين وفظاظتهم بالسماحة, و أن يجاهد في نفسه نوازع الغضب وأن يكظم غيظه ويعفو عند المقدرة . وإن العفو شِعار الصالحين الأتقياء ذوي الحلم والأناة والنّفس الرضيّة؛ لأنَّ التنازل عن الحق نوع إيثار للآجل على العاجل، وبسط لخلق نقي تقيٍّ ينفذ بقوة إلى شغاف قلوب الآخرين، فلا يملكون أمامه إلا إبداء نظرة إجلال وإكبار لمن هذه صفته وهذا ديدنه. إن العفو عن الآخرين ليس بالأمر الهين؛ إذ له في النفس ثقل لا يتم التغلُّب عليه إلا بمصارعةِ حبِّ الانتصار والانتقام للنفس، ولا يكون ذلك إلا للأقوياء الذين استعصوا على حظوظ النّفس ورغباتها، وإن كانت حقًّا يجوزُ لهم إمضاؤُه لقوله تعالى { وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ } غيرَ أنَّ التنازل عن الحقّ وملكةَ النفس عن إنفاذِه لهو دليلٌ على تجاوزِ المألوفِ وخَرق العادات. ومِن هنا يأتي التميُّز والبراز عن العُموم، وهذا هو الشَّديد الممدوحُ الذي يملِك نفسه عند الغضب كما في الصحيحَين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقد أخرج الإمام أحمَد في مسنده قولَ النبيّ ِ صلى الله عليه وسلم ( من كظم غيظًا وهو قادرٌ على أن ينفِذَه دعاه الله على رؤوسِ الخلائق حتى يخيِّرَهُ من أيِّ الحور شاء ) أخواني : إن كثيراً من الناس يظنون أن العفو والتجاوز يقتضي الضعف والذلة،وهذا غير صحيح، فالعفو والتجاوز لا يقتضِي الذّلَّة والضعف، بل إنه قمَّة الشجاعة والامتنانِ وغلَبَة الهوى، لا سيَّما إذا كان العفوُ عند المقدِرَة على الانتصار. أمثلة من خلق السلف : روي عن الحسن بنُ علي رضي الله تعالى عنهما ( لو أنَّ رجلاً شتَمني في أذني هذه واعتذر في أُذني الأخرَى لقبِلتُ عذرَه ) وقال جعفرُ الصادِق رحمه الله ( لأن أندمَ على العفوِ عشرين مرّةً أحبُّ إليَّ من أندَم على العقوبة مرة واحدة ) ويقول الإمام أحمد رضي الله عنه : نظرت في تفسير قوله تعالى ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) فإذا هو : إذا كان يوم القيامة قام مناد فنادى : لا يقوم اليوم إلا من كان أجره على الله , فلا يقوم إلا من عفا .. ثم قال : وما على رجل ألا يُعذب الله بسببه أحد . أخي الكريم .. نحن إخوة متحابين جمعنا حب الإله أولاً وآخراً ومن ثم الرفقة الصالحة والتي نبحث عنها .. وربما زل أحدنا بكلمة لم يلق له بالاً . فلماذا لا نحسن الظن ونجعل شعارنا ( العفو والسماحة بيننا ) فالمؤمن الذي يتمنى ويأمل أن يكون الله معه غفوراً ورحيماً يجب أن يتخلق بهذا الخلق ويجعل العفو والصفح جزءاً لا يتجزأ من خلقه. أخواني : إن العفو والصّفح هما خلقا النبيّ صلى الله عليه وسلم فأين المشمِّرون المقتَدون؟! أين من يغالِبهم حبُّ الانتصار والانتقام؟! أين هم من خلُق سيِّد المرسَلين ؟!. سئِلَت عائشة-رضي الله عنها- عن خلُق رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقالت " لم يكن فاحِشًا ولا متفحِّشًا ولا صخَّابًا في الأسواق، ولا يجزِي بالسيِّئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح " { وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } اللهم اجعلنا ممن اجتمع على طاعتك .. واجعلنا من المتحابين فيك .. وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الصالح الذي يقربنا إلى حبك .. وارزقنا الإخلاص في القول والعمل .. وارزقنا العفو والصفح عن إخواننا واغفر لنا .. اللهم طهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد .. اللهم آمين .. والله تعالى أعلم وأجل وله الحمد من قبل ومن بعد و صلى الله عليه وسلم على نبينا محمد أخوكم ومحبكم في الله طاب الخاطر 17/4/1428هـ |
04-05-2007, 07:31 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
المشاركات: 7,209
|
بوركـ فيكـ ، ويكثر في هذه الايام صور الشحناء والبغضاء وكأن الناس لن يرحلوا من هذه الدنيا وباقين فيها قرون ، نسأل الله ان يجعلنا ممن يعفو ويصفح .
__________________
يــــارب يــــارب يــــارب اشـفـي والـدتـي عـاجـلاً غـيـر آجـل |
11-06-2007, 06:16 PM | #3 | |||||||||||||||||||||||
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2002
المشاركات: 2,634
|
جزاك الله خير |
|||||||||||||||||||||||
13-11-2007, 05:49 PM | #4 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2002
المشاركات: 2,634
|
جزاكم الله خير
في أمان الله |
13-11-2007, 11:24 PM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 322
|
جزاك الله خير
|
08-08-2008, 06:08 PM | #6 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2002
المشاركات: 2,634
|
|
08-08-2008, 06:35 PM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
.
. كُلُّهم سَامَحَهمُ الله إلا وَاحِداً لا جَعل الله لهُ في نَفسِهِ عِزَّة ، ولا في كرَامتِه وعِرضهِ طَهَارَة وألبَسهَ الله الخزيَ والعَارَ إلى يَومِ القيِامة .. وجَعَله يَتَمنَّى المَوتَ ولا يَجدهـ . . .
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!! يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!! |
08-08-2008, 07:27 PM | #8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2006
البلد: -- القلب بيتك وأنت وحدك سكنها --
المشاركات: 1,149
|
سامح الله الجميع ,, وكلكم مني في حل .
فالمنتديات يغلب عليها الحوار والشدة نظرا لإختلاف الأراء وهذا ماوضعت من أجله .. فنتمنى من الجميع تقبل ذلك مهما إشتد النقاش أخي / طاب الخاطر بارك الله فيك ويسر أمرك وجزيت خيرا ..
__________________
|
08-08-2008, 07:59 PM | #9 | |||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: في غـزة قلبي و هاجسي
المشاركات: 221
|
هناك فرق كبير بين الحوار و بين الشدة و الغلظة فيه ، الأول مرغوب و الثاني ليت الجميع يترفع عنه فلا إكراه و لا داعي لوجود الشدة إلا ممن لا يثق برأيه و يجد في غلظة رده و كثرته إحساساً بالقوة ! طاب الخاطر ، من قبل تسجيلي و أنا أتابع مجلاتك الطاهرة التي ترتاح النفس فيها والله . لا حرمك الله أجر ذلك .
__________________
قال الأعمش : حدثني عمرو ، عن خيثمة ، عن عدي بن حاتم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ اتقوا النار . ثم أعرض وأشاح ، ثم قال : اتقوا النار . ثم أعرض وأشاح ثلاثا ، حتى ظننا أنه ينظر إليها ، ثم قال : اتقوا النار ولو بشق تمرة ، [mark="0099FF"]فمن لم يجد فبكلمة طيبة[/mark] ] رواه البخاري . |
|||||||||||||||||||
08-08-2008, 09:04 PM | #10 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 976
|
يبدولي أن دعوة الناس إلى العفو والمسامحة والصفح عن الآخرين بشكل عام فيه نظر فالمظالم التي تحدث بين الناس تختلف ودوافعها كذلك تختلف وآثارها أيضاً تختلف . . فليس من المنطق وليس من الشرع أن أطالب شخص بالعفو عن مجرم دخل بيته وهتك عرضه وأخذ ماله وسفك دمه بدون أي مبرر إلا الإجرام والفجور وخرج ولم يقتص منه . .
أحياناً وقوع المظلمة على الشخص يكون كالطعنة في الظهر يصعب نسيانها وغفرانها . . والمتأمل في أحوال الناس وعلاقاتهم فيما بينهم يجد ذلك جلياً . . والنبي صلى الله عليه وسلم وهو إمام العافين والحلماء أمر بقتل أناس في فتح مكة حتى لو كانو متعلقين بأستار الكعبة أرجوا أن تكون الفكرة اتضحت وأشكرك على إثارة الموضوع . . . |
09-11-2009, 09:35 AM | #11 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2002
المشاركات: 2,634
|
حياكم ربي وبياكم وجعل أعلى الفردوس مثواكم
شاكر ومقدر كل من حضر وجزاكم الله خيرا وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا خشيته في السر والعلانية وأن يجعل عملنا دائما في رضاه وأن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى اللهم آمين مداخلات جميله وتضيح جميل لبعض الاخوان نعم قد يسيء البعض إليك في موقف لنا ولم تنساه وهنا يغلب على القلب حب الانتاقم والتشفي بمن أسأء وهنا نرجع إلى كلام أهل العلم السؤال السابع من الفتوى رقم ( 3769 ) س 7 : قام أحد الناس بتحريض آخر على معاداة إنسان والشهادة عليه بالزور والكذب واختلاق الأقوال ، وفعلا قام هذا الرجل بالشهادة زورا ، فهل يجوز للآخر وهو المظلوم أن يدعو بالصلاة بالويل والمرض وقطع الذرية . . إلخ على هذين الرجلين اللذين شهدا زورا وكذبا ؟ ج7 : شهادة الزور من كبائر الذنوب ، ولك أن تدعو الله جل وعلا بأن ينتقم منهما لك بقدر ما لك عليهما من المظلمة ، ولو عفوت عنهما لكان خيرا . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نائب الرئيس ... الرئيس عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز هل يجوز للمسلم أن يدعو بالهلاك على من ظلمه ، وهل للمسلم أن يرد بالمثل على من ظلمه ؟ على من ظلم أن يذكر من ظلمه بالله تعالى ، ويخوفه بعقابه ، لعله ينتصح ويرفع ظلمه وإلا أبلغ مظلمته لجهات الاختصاص لترفع الظلم عنه ، وهو في هذا كله يسأل الله تعالى أن يصرف عنه الظلم ، وينتصر له سبحانه ممن ظلمه ، وإن دعا على من ظلمه بأن يعامله الله بما يستحق وأن يكفيه شره ويجعل كيده في نحره فلا حرج ؛ لقول الله جل وعلا : { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } (1) وقوله .سبحانه : { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } (1) وقوله عز وجل : { لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ } (2) الآية وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز كيفية الدعاء على الظالم سؤال وجه للشيخ محمد صالح العثيمين ، في اللقاء الشهري فضيلة الشيخ! هل الأفضل للمظلوم أن يدعو على من ظلمه، أم أن يفعل الأسباب التي يكون فيها رد عليه خصوصاً وقد جاء في الحديث: ( إن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ) فهل في هذا إشارة إلى أن يلجأ الإنسان إلى الله بالدعاء على من ظلمه؟ أرشدني بارك الله فيك. الجواب المظلوم له أن يدعو الله عز وجل على ظالمه بقدر ظلمه، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) أحياناً لا يتمكن المظلوم من الرد على ظالمه ومصارحته إما لأنه قريب له أو صديق أو زعيم لا يمكن أن يتكلم معه في هذا، فحينئذ لا ملجأ له إلا الدعاء، لكن أحياناً يتهم الإنسان شخصاً بأنه أساء إليه، فهل له أن يدعو الله عز وجل على هذا المتهم أم يقيد الدعاء فيقول: اللهم إن كان فلان ظلمني أو أساء إلي في كذا ويذكر دعوته؟ الجواب: الثاني، يعني: أحياناً يتهم القريب مثلاً بأنه أصاب شخص بعين أو أصاب شخصاً بسحر؛ لكن لا يستطيع الإنسان أن يتكلم؛ لأنه لا يملك بينة ولا عنده دليل، إلا أن القرائن القوية تدل على أن هذا أساء، فهنا رب العالمين يعلم سبحانه وتعالى، فقل: اللهم إن كان فلان هو الذي أصابني وتدعو بما ترى أنك تكافئه. ولكن لو صبر الإنسان واحتسب ووكل الأمر إلى الله لكان خيراً. وسئل رحمه الله في فتاوى نور على الدرب ما حكم الدعاء على الأقارب أو غيرهم إذا كانوا أعداء لي فهل يجوز لي أن أدعو عليهم؟ فأجاب رحمه الله تعالى: دعاء الإنسان على غيره إن كان لمظلمة ظلمها إياه فلا بأس لقول الله تبارك وتعالى (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن (اِتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) وأما العداوة فليست مبيحة للدعاء على العدو بل الواجب على الإنسان أن يسعى لإزالتها بقدر الإمكان ولا سيما إذا كان من الأقارب وعليه أن يسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلبه وقلب من عاداه لأن الله تعالى قال في كتابه (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) ولا يجوز للإنسان أن يسترسل مع الشيطان في بقاء العداوة بينه وبين أخيه المسلم لا سيما إذا كان من القرابة فإن بقاء العداوة بين الأقارب يؤدي إلى قطع صلة الرحم التي هي من كبائر الذنوب وقال فيها النبي صلى الله وعليه وسلم (لا يدخل الجنة قاطع) يعنى قاطع رحم فهذا هو الجواب على سؤال المرأة وحاصله أنه إذا كانت العداوة بينهما فإن الواجب السعي في إزالتها وإذا كان ذلك عن ظلم فللمظلوم أن يدعو على قدر مظلمته فيه. في أمان الله |
الإشارات المرجعية |
|
|