[44الخفاش الأسود44]

شارع التخصصي بمدينة الرياض

شارع معروف لدى أكثرنا ، وهو شارع فريد من نوعه

هذا الشارع لا يطبق فيه النظام ، ولا يجرؤ رجل الأمن أو رجل المرور أن يغامر بحياته أو مستقبله الوظيفي ، لقاء تطبيقه للنظام في هذا الشارع شبه المستقل عن الدولة

هذا الشارع تنساب فيه السيارات الفارهة الفاخرة بكل حريةٍ وجرأة ، لدرجة أن تمثال الحرية البائس الموجود في مدخل مدينة( نيويورك ) يغبط ويحقد على سكان هذا الشارع لشدة الحرية التي يرفلون بها

تخيل مثلاً أن الوالي أصدر فرماناً وما أكثر فرمانات الوالي ، أصدر فرماناً يمنع فيه تظليل السيارات بالكامل ، لكن السيارات التي تنساب في هذا الشارع لها رأي مخالف لرأي ولي الأمر

في هذا الشارع السيارات تقطع الإشارة بكل وقاحة وأمام رجل الأمن الذي يبتسم في بلاهةٍ وخوف ، وربما حيا قاطع الإشارة وأشار إليه بكلتا يديه في حماسٍ أو خوف

بل ربما أخذت رجل الأمن العزة بالإثم واستوقف صاحب السيارة ثم يقول له : تكفى واللي يرحم والدينك اقطعها ثاني مرة

أما رجل الأمن الذي تسول له نفسه الأمارة بالخير إن شاء الله أن يطبق النظام ، فسوف تلاحظ بكل وضوح أن سحنته قد علاها الشحوب ، وبدأ الاصفرار يكسو وجهه ، ناهيك عن ذبول عينيه ، وتلاحق أنفاسه ، وازدياد إفراز مادة الأدرينالين في دمه وهو يردد برعبٍ وخوف اللهم سلم سلم

أو يدعو بدعاء الصوفية قائلاً : يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف

وإذا واتته الشجاعة واستوقف السيارة المخالفة من طراز الروس أو الفياجرا ، فسوف يقلب الموضوع إلى مزحة إذا جد الجد وسوف يقول للسائق : إذا ضايقك أحد في هذا الشارع فأخبرني

ذات يومٍ بعد صلاة العشاء رأيت غلاماً يناهز الخامسة عشرة وقد وقف وسط الشارع بسيارته الفاخرة واستوقف الناس وعطل حركة المرور ، بجوار هذا الغلام عبد أسود وكلنا عبيد للواحد القهار ( لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى ) استوقف هذا الغلام السيارة ونزل هذا العبد الأسود من السيارة يهدد ويتوعد ويصرخ ككلبٍ أجرب مسعور ركاب سيارةٍ أخرى

كان هذا الحارس الخاص أو الخوي أو الحذاء وما أكثرهم لا كثرهم الله ، يدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور

والمذهل أن سيارة الشرطة كانت واقفة خلف هذا الغلام ( أي والذي نفسي بيده ) نزل الشرطي منها وهو يرتجف رعباً وخوفا ، كأني به يردد بينه وبين نفسه اللهم رحماك رحماك ، ثم أخذ يتوسل لهذا الغلام أن يفتح الطريق لعباد الله

المشكلة أن الغلام ( يذكرني بغلمان بني أمية أو غلمان المماليك ) طنش رجل الأمن وكأنه حائط خرسانة أو عمود نور ، لم يجد رجل الأمن بداً من ترك الغلام في مكانه ، ركب سيارته وآثر السلامة ، وكأني بلسان حاله يقول ( دارهم ما دمت في دارهم ، وأرضهم ما دمت في أرضهم) وأنا أنظر إلى هذا الجمع وأضحك لرجل الأمن الهمام ، وشر البلية ما يضحك يا عباد الله

المهم أن الموقف انتهى على خير عندما تدخل بعض الغلمان ، وفضوا الجمع وتكرم الغلام وفتح لنا الطريق ، وشكرناه وهتفنا باسمه قائلين ( يا رب لك الحمد وشكراً – ثم شكراً للولاة فلولاهم لما كنا مدى العمر حفاة ) ثم صرخنا هاتفين : بالروح بالدم نفديك أيها الغلام الهمام

في هذا الشارع يتجلى بوضوح قول الشاعر الجاهلي ( وأغض الطرف إن بدت لي جارتي – حتى يغيب جارتي مثواها ) فشباب هذا الشارع يغضون الطرف عن بنات المسلمين ، بل ويوفرون لهن الحماية القصوى

فيشيعون مركبات بنات المسلمين إلى دورهم الخاصة ، وربما عرض الشاب الهمام خدماته فيمد يده ( قطعها الله ) إلى الفتاة برقمه الخاص

أما فتيات هذا الشارع ، فينطبق عليهن قول الشاعر ( سقط الخمار ولم ترد إسقاطه – فتناولته واتقتنا باليد ) فتيات هذا الشارع شديدات الحياء ، أشد حياء من العذراء في خدرها ، فهن يخرجن زرافاتٍ ووحدانا في أنصاف الليالي وبعد أنصاف الليالي

والسبب في خروجهن في هذا الوقت المتأخر ، أن الكثير منهن مشغولات بقيام الليل ( وفاز من قام الليالي بصلاة الخاشعين )

قد أرقهن السهر ، وأعياهن السهاد من ( نيكول وطوني وميشال قزي وليليان آندرواس ووائل وعاصي وراغب ) إلخ القائمة

في هذا الشارع بإمكانك أن تتنقل إلى مدينة ( شيكاغو الأمريكية ) بلمح البصر ، ففي بعض الأوقات ترى سبطانات الأسلحة تخرج من النوافذ من طراز K47 المعروفة بالكلاشينكوف ، وربما أطلق سموه الكريم في الهواء طلقة أو اثنتين أو ثلاثة ( حسب توقيت جر ينتش ) أو حسب مزاج سموه الكريم

وفي هذا الشارع بإمكانك أن تنتقل إلى (مقديشو عاصمة الصومال )، فترى تجريد الفتاة من العباءة من قبل بعض الحثالة ، أو محاولة جر الفتاة من السيارة ، أو فتح باب السيارة على فتيات المسلمين ........ في أقل الأحوال

في هذا الشارع أيضا بإمكانك أن تنتقل إلى ( نيس في فرنسا أو كان أو موناكو ) ، فترى هناك المظفر خالد بن الوليد ، ولا أعني به فارسنا القرشي حاشاه ، فخالدنا هذا لا يرقى إلى حذاء فارسنا القرشي ولا يساويه لا هو ولا من أنجبه

إنه الفتى المدلل ، والولد سر أبيه ، فهو يتنقل بسيارته ( اللامبوريني ) السوداء وأحياناً يقلبها إلى ( فيراري ) حمراء ، ويتبختر في هذا الشارع الغريب الفريد ، وربما سولت له نفسه الشريرة فيقلب سيارته إلى بورش فضية اللون

حضرات القضاة – حضرات المستشارين – جمهور الساحة الموقر

بلغني أن سكان هذا الشارع يطالبون بحق تقرير المصير ، وهناك جهود حثيثة تبذل من قبل سكان هذا الشارع وبعض المارين فيه للاستقلال عن حياض هذه الدولة .............. بالتوفيق إن شاء الله

على أية حال : من أمن العقوبة ............ أساء الأدب .

[&بريدة&]

صح صح صح صح صح

[أبوعاصم]

ممتاز
تصدق اني ادور مواضيعك اقراهن

[فهد علي]

ا نا من أهل الرياض وما يقوله الكاتب صحيح ......
إلى متىهذا اللإستعباد ؟

[هذا أنـا ... !]

امممممممممه

[ابن حزم]

اما الفارس القرشي ... وسموه ... الله يقلعك

ماارد الله يقهويكم الفتى الهمام ...

رهيبه الحقيقه .".أو يدعو بدعاء الصوفية قائلاً : يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف "

والثانيه :"ثم صرخنا هاتفين : بالروح بالدم نفديك أيها الغلام الهمام "

الحقيقه انك مبدع ..