[سولاف]

الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له ..
أما بعد : فأوصيكم ـ عباد الله ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوه حقَّ التقوى، فهي الركن الأقوى، والذّخر الأبقى، والطريق الأنقى، وهي نعْم المطية إلى جنّة المأوى. (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))
أيها الإخوة المؤمنون / نحن الآن في واحد من الأشهر الحرم والتي قال الله عنها ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )) الآية [التوبة:36]، وهي الأشهر التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجّة الوداع فقال في خطبته: ((إنَّ الزمانَ قد استدارَ كهَيئتِه يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرُم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان)).والعرب في جاهليتم يعظمونها وإن تلاعبوا فيها فقدّموا وأخروا كما قال تعالى : ((إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )) [التوبة:37]. ألا وإن من الإيمان تعظيم ما حرم الله .. ومن الفجور والفساد انتهاك المحرمات، والاعتداء على الحرمات
وترويع الآمنين فكيف إذا بلغ الحال قتل الأنفس المعصومة، والاعتداء على القرى الآمنة و الإضرار بها..؟
عباد الله / نسمع ونقرأ ونطالع عبر وسائل الإعلام المختلفة مايحصل وما حصل من معارك وحرب شعواء ، وإثارة للفتن وسفك للدماء ، وانتهاك لحرمة البلاد المسلمة.
تلك الحرب التي تدور رحاها منذ أشهُرٍ في دولة اليمن ذلك البلد المسلم الآمن .
ثم ما تلا ذلك في الأيام القليلة الماضية في المناطق الجنوبية من بلادنا من تسلل واعتداء سافرٍ وإزهاق للأنفس ، وإفساد في الأرض والله لا يحب المفسدين، من قِبَلِ شرذمة اتخذت من عقول أبناء المسلمين أواني تبث فيها سمومها الفكرية ، ومن أجسادهم قنابل موقوتةً ودروعاً بشريةً لحماية أهدافهم الآثمة وتنفيذ ومخططاتهم الإجرامية.
أولئك المفسدين الذين أسموا أنفسهم (تنظيم الشباب المؤمن) أو الذين يميهم الإعلام الحوثيين) أو أتباع: عبد الملك الحوثي.
سؤال يطرح نفسه : من هؤلاء الحوثيين ، وماهي عقيدتهم وإلى من ينتسبون.
إنهم جماعة اعتنقوا المذهب الرافضي الإثنى عشري الإمامي منذ بداية التسعينات الميلادية أي قبل قرابة العشرين سنة فقط.
وشكلوا حزباً دينياً يدعوا إلى مذهب الأثنى عشرية الإمامية بدعم متواصل من الشيعة الإثنى عشرية في إيران ، مع أن بعضهم لا يقر بانتسابه لمذهبهم إلا أنه يأخذ بمعتقداتهم من شتم وسب للصحابة خصوصا الخلفاء الثلاثة بل إن سيدهم بدر الدين الحوثي أذله الله يقول: (أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم أي، (الصحابة رضوان الله عليهم) كونهم خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله)، حسب قوله أخزاه الله.
ومما يدل على تحولهم إلى مذهب الامامية فتواه بوجوب قبض الخمس من عامة الشيعة في دولة اليمن وإيصاله ليد الحوثي، حتى يتميز عن الفرقة الزيدية التي لا تؤمن بإخراج خمس الأموال وإعطائها لنائب الإمام الغائب كما هو الحال في عقيدة الاثني العشرية . امتلأت بواطنهم بهذا المعتقد ، حتى نطقت ألسنتهم بما تكنه صدورهم.
ومن خلال النظر والتمعن في الأحداث الأخيرة يُعلم أن هذا الحزب اعتنق المذهب الرافضي الإثنى عشري الإمامي ، ومن ثم حوله إلى حزب سياسيٍ يدافع عنه رموز الرافضة في إيران والعراق.وغيرها من الدول في المنطقة.
إخوة الإسلام: لاشك أنه مامن فتنة سياسية ولا عقدية إلا وراءها من يقفون خلفها ممن يدَّعون الإصلاح ، ويمتطون العقيدة للوصول إلى أهدافهم الخاصة ، وأن خلفهم من يؤيدهم بل ويمدهم بالمال والسلاح ، ممن يريدون الإفساد وزعزعة الأمن في هذا البلد الكريم بلد الحرمين الشريفين ، وما جاوره من البلدان المسلمة، ومن تابع وسائل الإعلام علم أن ورائهم من وراءهم من الدول وغيرها ممن يتربصون بنا الدوائر : ( عليهم دائرة السوء ، والله سميع عليم).
عباد الله : إن ما أشرنا إليه من انتهاك لحرمة هذا البلد وغيره من بلدان المسلمين مرفوض ومردود من أي جهة كانت ومن أي مجموعة أياً كان مذهبها وعقيدتها
وحيث أن هؤلاء قد اعتدو على حدود بلادنا وأفسدوا في الأرض، وأساءوا إلى الآمنين، وعطلوا المساجد عن ذكر الله فالتنديد بهم وبيان مساوئ فعلهم واجب شرعي، ومن ذلك الآتي:
أولاً: أنهم لم يكتفوا بما أحدثوه في بلادهم من إيذاءٍ لأهلهم ، حتى وصلت أقدامهم وامتدت أيديهم الآثمة إلى هذا البد الآمن.
ثانياً:ماترتب على فعلهم من ترويع للآمنين وإفزاع لهم وبث للذعر والخوف بين المواطنين ، وجلائهم عن منازلهم وتعطيل مصالحهم .
ثالثا: تعطيلهم للمساجد واستغلالهم للمستشفيات والمنازل كثكنات عسكرية يرتاحون فيها بالنهار ويواصلون القصف والقنص بالليل مما قد يُلْجِؤُ القوات الحربية إلى استهدافهم في تلك المنازل والمستشفيات مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بها.
رابعاً: أن ولائهم قد تحول إلى غير بلادهم التي يعيشون فيها ويأكلون من خيراتها ، بمبايعة زعيم لهم على السمع والطاعة، وإعداد العدة للقتل والإفساد . مما جعل دمار بلادهم أمراً ليس من الأهمية بمكان بالنسبة لهم.
خامساً: استمراؤهم لغة القتل والتخريب وتحللهم من القيم والأخلاق وهذا لا يقبله عقل ولا يقره هذا الدين ، فكيف إذا كان المعتقد فاسداً، والأهداف سافلة؟

عباد الله : وإنه لمن الواجب المتحتم علينا الإشادة بما قامت به حكومتنا أعزها الله من حراسة للثغور وتصدٍ لهؤلاء المفسدين البغاة، وتطهيرٍ للبلاد منهم ، وتعهدهم بالمحافظة على هذه البلاد ، حتى لا يبقى شبرٌ منها تحت سيطرة أولئك المجرمين ومن على شاكلتهم ، ممن يريد المس بأرضها المباركة أرض الحرمين الشريفين ، ومن ذلك: الدعم السريع القياسي للقوات المسلحة والانتشار الحدودي بين المملكة واليمن . وكذلك دعم القوات البحرية والجوية، وتحويل مطار جازان إلى مطار حربي متصل بجسر جويٍ متأهب ومستمر.
ومما قامت به أيضاً: إخلاء القرى الحدودية، حيث أخلت أكثر من مائتين وسبع عشرة أسرة، وقامت بإيوائهم في فنادق وشقق داخل مدن ومحافظات منطقة جازان.
وأقامت مخيماً يؤوي تسعمائة وعشرين فرداً. نسأل الله أن يكتب لهم الأجر والنصر، إنه على كل شيء قدير
بارك الله لي ولكم

هذه الخطبه من إعداد الشيخ: علي بن فهد الرشودي، قاضي في المحكمة الشرعيه ببريده، وقد استأذنته بنشرها فأذن

[**((الحنونه))**]

جزاك الله خير واحسن الله إليك

[سولاف]

الحنونة
شكرا على المرور